الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة الحوار

زهور العتابي

2017 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في ظـــل المتغيرات التي نعيشها والظروف الأستثنائيه التي يمربها بلدنا الحبيب العراق والدول العربيه المجاوره نرى ان كثير من المبادىء والمثل قد أنحرفت عن مسارها الصحيح وبات المرء كأنه ينقـاد طوعا ويندفع نحو ضبابية هذه الظروف بدلا من يتفوق عليها ويتخطى كل عقباتها ليصنع له شخصية متميزه مثقفـه تصارع الحاضر المـر ..وتنتصر على الواقع الأليم الذي نعيشه ...أصبحنا جميعا كالسياسين لا يطيق أحدنا الاخر ولا يقبل أي منا الرأيء الاخر ....ولو تابعنا الكثير من البرامج الاخباريه من على شاشات التلفاز لاسيما تلك التي تستضيف المحللين السياسين او نواب الكتل او حتى من هم بعيدين كل البعد عن السياسه والمحسوبين على الثقافــه ....نرى أن لغة الحوار بينهم لاترتقي لسلم الأبداع او الرقي ....نرى أن كل طرف يسعى لتسقيط الاخر ويستبد برأيه حتى وان كان رأيه خطا وفيه الكثير من الأجحاف بحق الاخر ....ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل أصبح التراشق بالألفاظ وأحيانا يصل الى السب الشتيمه ......يالهول مانرى... لقد تناسى هولاء تماما أن هناك متلقي يرى ويسمع ما هو مطروح...... وان هذا الصرح الاعلامي يصل الى العائله العراقيه بكل فئاتها العمريه ......ولو كان الأمر يقف عند هذا الحد لكان أهون ...ولكننا نلمس يوميا أن لغة الحوار المتحضر بين الناس قد ذهبت أو تكاد تكون أنعدمت تماما بيننا ....ولو تتصفح صفحات الفيس بوك ...لترى صحة ما اقول ...الكل تتراشق بالأتهامات والألفاظ البذيئه النابيه التي تخدش الحياء وقد كثرت هنا وهناك !! لا أدري لما أصبحنا عدوانيين الى هذا الحد !! لما أصبح أحدنا لا يطيق الاخر ....لما نضيق ذرعا بأراء الاخرين بمجرد انهم يخالفونا الرأي !! أهذا هو الحال الذي وصلنا اليـــه !؟ مغ الأسف لما ال اليه حالنا ! لو عدنا لأيام خلت لرأينا أن الرأي والرأي الاخر كان على الدوام موجود وخلاف الرأيء لا يجعل المرء يتخطى حدوده بالتعبير ..ويحول النقاش الى عراك ..أبدا ....بل كنا نلمس ممن يدخل في نقاش أو حوار مع الاخر ....نلمس رقي الحوار وتحضره ونتعلم من كل هؤلاء الكثير الكثير ...نأخذ منهم بعض المفردات الثقافيه الجميله المتميزه لننرتقي بأنفسنا لنجعلها في صفوف المثقفين .....أعود بكم قليلا الى الوراء حيث كان استاذنا للعلوم السياسيه في معهد الأداره (عدنان الزهيري ..الله يذكره بالخير حيا كان أم ميتا ) كان الأستاذ الفاضل يخصص يومين من كل اسبوع للمناقشه المفتوحه الحره ..أي الحوار المطلق بين الطلبه وفي كل المجالات سياسيه كانت أم اجتماعيه أو حتى اقتصاديه...وكان يؤكد على ذلك ويقول بالحرف الواحد مخاطبا أيانا ....يجب أن ترتقي بمفرداتك حتى تكون محاورا جيدا ومقبولا من قبل الجميع ( لتتسيد الحوار )....وكان بشيد ويزهو حينما يرى طلابــه يتحاورون بكل رقي وتحضر وسمو وكان بعد المحاضره يقول ان (فلان )اليوم هو سيد الحوار ...وكم كنت سعيده حينما أكون انا أحد هؤلاء ....وكنت أزهــو بنفسي وأقول ( ياترى هل أنا محسوبه على فئة المثقفين مثلا )..كان يشيد أعزه الله اينما كان كان يثني على من هو متميز بالنقاش ..بل كان يفتقد من يتغيب عن المحاضره ... خاصة المتميزين من طلابـــه .....هكذا كانت أيامنا ..أيام زمان ...فأين نحن الان من ماض جميل كهذا ! لما أصبحنا هكذا !؟ اليس نحن من العراق بلد الحضارات ...بلد بابل والسومريه مهد الحضاره ...أيغقل أن نفتقد الان لأبسط مقومات الثقافــه ..وأبسطها الحوار الراقي المتمدن !! كانت مقوله شهيره يقولها الكثير من المثفون العرب (الكتاب يؤلف في مصـــر ..ويطبع في لبنــان ...ويقرأ في بغـــداد ) أين نحن الان من ذلك الأرث الحضاري .......!! لانطلب من الناس أن يكونوا جميعهم مثقفين لا بالتأكيد فهناك تفاوت في الكفاءه والشهاده والابداع و..و,وما الى ذلك من المقومات ....ما أقوله فقط ....لما لا نجعل لأنفسنا هويـة خاصة تميزنا عن الاخرين .....أن نرتقي بمفرداتنا ونسمو باسلوبنا ونقتني أجمل الكلمات واحلى العبارات ....اثناء التحاور أو حتى الحديث مع غيرنــا !! لما لا !!....سنشعر بالتاكيد أننا الأجمل والأكثر تحضرا ورقي ............أليس ذلك انصاف بحق أنفسنا !؟..................
كـــــــــن كذلك وكـــن ........سيــد الحـــــــوار.....................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم