الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيزوفرينيا المرأة العربية

ماهر رزوق

2017 / 5 / 13
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بدايةً أودّ أن أقول ، أنه ليس من السهل أبداً ، أن يكتب شخصٌ ما عن المرأة ... ربما لأننا قد نحتاج إلى دراساتٍ عميقةٍ و ضخمةٍ جداً ، حتى نفهم جزء يسير من الشخصية الغريبة للمرأة عامة ... و العربية خاصة !!
لكنني سأحاول هنا أن أشرح التناقض في شخصية المرأة العربية ، معتمداً على مشاهداتٍ و قراءاتٍ و تجارب شخصية فقط لا غير !!

أولاً ما الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال ؟؟

من خلال قراءات كثيرة لكاتبات عربيات ، و جدالات أكثر بيني و بين العديد من النساء على مواقع التواصل الاجتماعي ... اكتشفت للأسف ، التناقض الكبير في شخصية المرأة العربية ...
فالمرأة العربية التي تبحث عن حريتها منذ الأزل ، و عن المساواة مع رجل أنقصها قدرها و قيمتها ، مدعوماً بالدين و القانون ... تجدها من ناحية أخرى تتخلى عن هذه المطالب ، بل و تدافع أحياناً عن جلادها الذي يلتهم حقها و هو مستمتع باستسلامها و ابتسامتها و فخرها حتى بالرضوخ له !!!!

ما الذي يدفع المرأة إلى الاستسلام طوعاً ؟؟ هل هو الخوف ؟ أما أنها فعلا كما تدعي ، مقتنعة تماماً بهذا الرضوخ ؟؟

برأيي الشخصي أن السؤال يحتمل الجوابان المتناقضان ... و هذا ما دعاني إلى فضح هذا التناقض المزعج في هذه المقالة ...
فالمرأة تخاف و كذلك هي مقتنعة !!
كيف يحدث ذلك !!؟ ... حسنا تعالوا لنبحث الأمر معاً ... المرأة العربية تخاف غضب الرجل الذي يمتلك الحق في الطلاق و إجبارها على العودة إلى منزلها (بيت الطاعة) بقوة القانون !!
المرأة العربية كثيراً ما تحرم من فرصة التعلم و الحصول على عمل يحفظ كرامتها ، و يجنبها احتياجها للرجل كمصدر للمال ... كما أنها تعتبر كباقي الأشياء التي يمتلكها الرجل (كزوج أو كوالد) ، فهي له ، شرفه و عرضه و أي مساس بها ، يفقده رجولته و ينتقص من كرامته ... فهل من المعقول أن يدع الرجل شرفه و عرضه ، ليتجول لوحده و يعمل مع رجال آخرين !!

الأمر الآخر المزعج و المحزن ... أنك لو ناقشت تلك المرأة المقهورة (التي ترتدي أحيانا السواد في حرّ الصيف القاتل) ... فإنك ستصدم بردها الغريب !!
فهذه المرأة قد اقتنعت أن ذلك الرجل ليس إلا وصياً عليها ، يعمل على تطبيق كلام الله لا غير !!
فهي بنظر نفسها (عورة) ، تحتاج الى رجل ليستر عيبها ... و يمارس سلطته الكاملة عليها ، و يكون بذلك قد أرضى غروره و ضمن رضى الله عنها و عنه !!

في نقاش دار بيني و بين إحدى النساء ... قالت لي : المرأة العربية ليست مظلومة ... أين الظلم !!؟

قلت لها : ماذا عن حقها في الميراث ؟ و شهادتها في المحكمة ؟ تغطية شعرها ؟ و تغطية جسدها كاملاً في الصيف مثلاً ... بينما يرتاح الرجل بالملابس الخفيفة؟ ماذا عن رفض المجتمع للمطلقة و الأرملة و نظرته السيئة لهما ؟ ماذا عن الطلاق و أحقية الرجل بأخذ الأطفال بعيداً عنها ؟ ماذا عن قانون الأحوال الشخصية الذي مازال يستمد أغلب موادّه من الدين الاسلامي ؟؟

قالت : من حق الرجل أن يأخذ الحصة الأكبر في الميراث ، لأن الرجال قوّامون على النساء ... و هو المسؤول عنها و عن أولادها !!
بالنسبة لشهادتها في المحكمة ، فقد أثبت (علمياً) أن المرأة تنسى أكثر من الرجل ... و ذاكرة الرجل أقوى بكثير !!!
بالنسبة لتغطية الشعر و الجسد ... فلو أعطيتك الآن ، (حلوى) مكشوفة باليد اليسرى ، و أخرى مغلفة باليد اليمنى ، ماذا ستختار ؟ طبعاً المغلفة !!!
بالنسبة لنظرة المجتمع للمرأة ، فيجب أن تراجعوا أنفسكم أنتم يا معشر الرجال ، يا متخلفين !!!

من أقنع المرأة أنها مجرد حلوى ؟ من أقنعها أن دراسة علمية غربية ، قد أثبتت أن ذاكرة الرجل أقوى ؟؟ من كسر عزيمتها و جعلها أضعف من الرجل ، و ساعده على التحكم بمصيرها ؟؟ هل هو الدين ؟ أم القانون ؟ أم المجتمع ؟ أم أنها هي من فعلت بنفسها كل ذلك !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحامية انتصار السعيد


.. في يومه الثاني ملتقى العنف الرقمي يناقش الوقاية والاستجاب




.. اليمنيات بين التحديات والإنجازات المسيرة مستمرة


.. الحروب والكوارث الطبيعية تُعرض الأطفال للإصابة بالاكتئاب




.. الشهباء تكتسي ثوبها الأخضر بقدوم فصل الربيع