الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-أبو مُثنى- واسرائيل .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2017 / 5 / 13
كتابات ساخرة


"أبو مُثنى" واسرائيل .
عندما ينتهي من قبض مُخصصات الشيخوخة في بنك البريد المحلي ، مثله مثل غالبية المسنين من أمثاله ، يرفعُ أبو مُثنى يديه إلى السماء ، وبشكل تظاهري ، يراه ويسمعه كل من تواجد في مكتب البريد لحظتها ، قائلا بصوت جهوري :
-الله يدمرك يا اسرائيل !!
يستغربُ البعض دعاء إبي مثنى على اسرائيل ، وخصوصا في اللحظة التي قبض فيها مخصصات الشيخوخة ، ويسأله أحدهم ، بحب استطلاع : لماذا تدعو على اسرائيل بالدمار، وتحديدا بعد قبض "المعاش" ؟!
-أُنظر يا عزيزي ، إلا يدعو المسلمون على اسرائيل يوميا .. وماذا يحدث ؟ تزداد قوة وبأسا ، اليس كذلك؟ مما يعني بأن الله في عُلاه، يُحوّل دعاء العرب على اسرائيل ، الى دعاء لها ... ولماذا أصلا سيستجيب الله لدعاء العرب والمُسلمين ؟ وهكذا أنا أدعو عليها ، لكي يكون دعائي معكوسا !!
ينفجرُ الحضور بضحك صاخب ، ولا يعلقون على دعاء ابي مثنى ،لا سلبا ولا ايجابا ..
رغم مرارة الحدث وسخريته السوداء العميقة ، فإن واقع الحال في العالم العربي ،هو واقع مُزرٍ على كافة الصُعد .. وقد زار ابو مثنى وغيره الدول العربية بدءا بمصر وانتهاءً بالمغرب ، ورأوا بأم أعينهم مدى معاناة الناس هناك وخصوصا المسنين منهم، الذين يُضطرون الى العمل حتى في أرذل العمر لكي يكسبوا لقمة عيشهم ...نعم ، فهؤلاء العجزة الذين ما زالوا يعملون لكسب خبز يومهم، يجب أن يحظوا بكل احترام وتقدير من الجميع ، لكن الدول التي لا تستطيع أن تكفل لهم "معيشتهم" في سن متقدمة جدا، هي دولٌ لا تستحق الحياة.
وكُلّما كثرت الأدعية ضد الأعداء الوهميين والحقيقيين للعرب والمُسلمين ، فنُلاحظ بأن هؤلاء الاعداء يزدادون رفاهة، قوة وعلما .. وبالمُقابل يزداد العرب والمسلمون ، ضعفا، هوانا وجهلا ...
وكُلما دعا أحد الجهلة الى غزو الغرب الكافر ، استحلال أمواله ونسائه .. تحول العرب والمسلمون الى سبايا (رجالا ونساء) للأسياد الجدد ، لا بل تدفع الأنظمة الاسلامية العربية ، الجزية عن يد وهي صاغرة، للعم ترامب .
ويُخيلُ إليّ بأن كثرة الدعاء هي تعبير عن العجز ، وتعويض للعاجز " يُشعره" بالقوة ولو لحظيا ومؤقتا ويبعثُ في نفسه راحة .. تماما كالذي يُعاني من العنة الجنسية ، فإنه يكثر الحديث عن مغامراته الجنسية وقوته في الفراش ..
ورحم الله، الشيخ فتحي الساخر ، الذي ردّ على ملاحظتي له ، عندما خاطبتُه قائلا:
-أراك تُكثر الحديث عن الجنس في الفترة الأخيرة ..!! ماذا جرى ؟
فأجابني : ألا تعلم بأنه كلما قصّر الانسان في فراش الزوجية ، إزداد طول لسانه !!
طبعا فالشيخ فتحي استعمل الكلمة العامية للعضو الجنسي الذكري ، الذي يقصّر في الفراش!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز قاسم حسن محاجنة المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 5 / 13 - 20:49 )
تخية و تقدير
و ما هي وصية ابو مثنى لنا!!!!!!!هههههههههه
شكرا اخي الكريم


2 - لا نريد دمارا لإسرائيل و لا لغيرها
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 14 - 10:04 )
يوماً طيبا ً للعزيزين قاسم و عبد الرضا،

تعبنا من الموت و الدمار و الخراب، لذلك لا أريد دمارا ً لإسرائيل و لا موتا ً للإسرائيلين، إنهم بشر كما نحن بشر.

أريد حلا ً عادلا ً للقضية الفلسطينية و فرحا ً للجميع، نموذجا ً يشبه نموذج دولة جنوب إفريقيا و مصالحة تاريخية بين العرب و الإسرائيلين و الإسلام و المسيحية و اليهودية في سياق الجغرافيا و الواقعية و الإرادة الصالحة للعدالة و النمو، حيث الحياة للجميع.

أستغرب دوما ً ممن يدعون على الآخرين بالوبال و الثبور و عظائم الأمور، كيف تخرج هذه الكراهية من أفواههم؟ و هل عدالة قضية ٍ ما تُبيح قُبح الكراهية و ما يُستتبَعُ منها؟

فساد شديد ٌ في الوعي نعاني منه، تشوه في الإدراك، تفسُّخ ٌ عضوي في جوهر ما يُخرج الحب و الجمال و القوَّة الصحِّية للنفس.

أرى أن كلَّ من يدعو للكراهية لا يتمتع بأي احترام ٍ لذاته و لا لأي تقدير لإنسانيته، بل و أجزم أنه يحمل بُغضا ً ذاتيا ً لنفسه، و رغبة ً عدوانية تجاه ذاته، تجد متنفسا ً لها الدعواتِ ضدَّ الآخر.

من يحبون أنفسهم يحبون الناس، و من يحترمون ذواتهم يحترمون الآخرين، و العكس صحيح.

دمتما بكل الود!


3 - العزيز عبد الرضا الغالي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 5 / 14 - 11:24 )
تحياتي الحارة
نصيحة أبو مثنى هي الدعاء المعكوس
يومك سعيد


4 - العزيز نضال تحياتي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 5 / 14 - 11:28 )
ويومك سعيد
يا صديقي العاجز والمظلوم لا يملك الّا الدعاء خاصة وعندما تُغلق في وجهه كافة السبل .
اما من يدعو للكراهية فهو كما قلت كاره لنفسه
والقضية الفلسطينية تزداد تعقيدا مع الأيام ، خاصة وأن الفكر اليميني هو المهيمن في الوسط اليهودي في إسرائيل ..
بمودة


5 - اسرائيل
د.قاسم الجلبي ( 2017 / 5 / 14 - 12:35 )
الآخ قاسم , بالنسبة لي اجهل تماما عن الحالة الآجتماعية ورعاية المسنين في اسرائيل تكاد ان تكون لا شىء , التعتيم الآعلامي والمعرفي في عهد الصبى قد جعلنا لا نفهم ما يجري في اسرئيل, ومن خلاب كتاباتكم والبعض نتعرف على بصيص من المعرفة , هل ياخي ان تسرد لنا بعض ما تحصلون علية من تقاعد مجزي وتأمين صحي وسكن للمواطن العربي الفلسطيني وهل هو مواطن من الدرجة الثانية في اسرائيل, حيث الآعلام العربي يبين لنا ان الآسرائيلين يهدمون سكن العراب في بعض المناطق, وما هي قضية المسجونيين المضربون عن الطعام , وما يطالبون به هؤلآء السجناء ؛ حيث قال احدهم وهو اسرئيلي عل قناة البي بي سي العربية, بأن سجون الآسرائلية هي سجون 5 نجوم, , , وما هي حقيقة المنظمتين كسر الصمت وبتسيلم, اللتان تناضلان من اجل حقوق الشعب الفلسطيني بوقف الآستطيان في القدس الشرقية, بحيث عندما زارهما وزير خارجية المانيا امتعض نتنياهو, وامتنع عن اللقاء به, هذه الحقائق اجهلها بعض الشىء ارجوا ان تتفرغوا لنا من بعض وقتكم الثمين للآجابة عليها, مع الشكر والتقدير


6 - العزيز د. قاسم الجلبي
قاسم حسن محاجنة ( 2017 / 5 / 14 - 13:54 )
تحية حارة
سألت كثيرا ، وسأكرس مقالا للرد على هذه الأسئلة
التعتيم الإعلامي ، سمح لأن تتسرب معلومات خاطئة عن المجتمع الإسرائيلي ككل (يهودا وعربا) أهدافها دعائية فقط .
لك خالص شكري ومودتي

اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا