الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المباني الفكرية للارهاب الاسلامي

آريين آمد

2017 / 5 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


سيتم استخدام مصطلح الارهاب الاسلامي للاشارة الى العمليات الارهابية التي يقوم بها اسلاميون متشددون وهو يقتلون العشرات يوميا قربة الى الله.
الامر يصبح محيرا اكثر بين الناس العاديين وهم يشاهدون ابناء الله يتفننون في ابتكار طرق جديدة لقتلهم ونفس هذه الحيرة تنتقل الى اوساط المثقفين وهم يحاولون معرفة جذور الارهاب الاسلامي خاصة عندما يتم الدفع من قبل الكثيرين منهم لتبرئة ساحة الاسلام من هذا العنف واستنكاره فالاسلام هو دين التسامح والتعايش السلمي. الا ان مبعث الوحي تحول اليوم الى مفقس لانتاج الانتحاريين!!!!!
نحن امام معضلة حقيقة... واي محاولة لالصاق التهمة بالاسلام او اي محاولة لتبرير صفحة الاسلام من الاعمال الانتحارية التي يقوم بها اسلاميون متشددون في انحاء مختلفة من العالم انما تكون محاولة فاشلة بدون معرفة المباني الفكرية التي ساهمت في انتاج هذا الفكر الهدام والذي تحول الى سرطان يهدد كيان الامة الاسلامية قبل الاخرين.
ربما يفتقر الكثيرون الى الجرأة في تحديد الجذور الفكرية للارهاب الاسلامي خوفا من تناول المقدس والسقوط في المحظور... الا ان مفكرا مثل احمد القبانجي يتجاوز مثل هذه الخطوط الحمراء ويطرح ثلاث مباني اساسية مسؤولة عن الانحراف الفكري وهذا الخراب الحضاري، الذي جعل اسم الارهاب يرتبط بالاسلام نتيجة لقراءة خاطئة للقران والسنة.
المبنى الاول. القوة هي مصدر الحق، وهذه لها جذور كثيرة في القران والسنة، وان الاساس في النظام البشري يجب ان يكون قائما على القانون الطبيعي، فالقوي له الحق في افتراس الضعيف، وللطفل حق في الحليب الذي في ثدي امه، وهكذا في الثقافة الجاهلية كان الحق مع القبيلة، والاصالة كانت للقبيلة على حساب الفرد، وحينما جاء الاسلام لم يغير من هذا كثيرا فقد اكتفى الاسلام بتغيير الاطار وتوسيعه من القبيلة الى المسلمين، وباعتماد مبدأ القوة هي القوة فقد اعتمد الاسلام السلام ليشمل فقط المسلمين واشاع الحرب على الكفار والمشركين. والقران يؤكد اننا لننصر رسلنا في الحياة والدنيا، ولهذا فانت لا تجد في القران اي مورد عن قتل نبي، القرآن ينكر صلب المسيح ولا يشير لقتل يحيا، لان في قتل الانبياء مخالفة لمبدأ القوة مع الحق، فكيف يقتل نبي هو منصور من الله؟؟؟؟؟!!!!!!!
الارهابيون لديهم هذا المبدأ (الحق هو القوة) وهم يعتبرون السلطة او الحكم هي الاصل ولهذا فهم يقدسون الخلفاء والصحابة. في مقابل هذا نجد الشيعة ولانهم لا يؤمنون بان القوة هي الحق فان الاحزاب الاسلامية الشيعية بعيدة عن ارتكاب تفجيرات على غرار القاعدة.
المسلمون وبسبب هجرة النبي اصبح لديهم دولة وحكم ولذلك فانهم يؤرخون لتاريخهم بهذا الحدث الذي يتضمن مفارقة كبيرة ... فهم اختاروا هجرة الرسول بداية لتاريخهم الهجري ولم يختاروا بعث النبي بداية لتاريخهم... ان الاساس هنا هو الحكم واعتباره مصدرا للحق!!!!!!!! في حين يقول المسيح اعرف الحق والحق يحررك. واللائحة الدولية لحقوق الانسان تقر بان الحق من ذاتيات الانسان فللانسان حق في الحياة والحرية والامان والمسكن والعمل ....عندما يكون الاصل هو المجموعة بغض النظر عن طبيعة هذه المجموعة سواء كانت قبيلة او دين او مجتمع حينها ينسحق الانسان بسهولة ولهذا فان اجماع المسلمين يعني الجماعة اقوى من الفرد، ولهذا فانهم يقتلون الفرد بدم بارد اذا خرج الفرد عن اجماع الجماعة.
المبنى الثاني. التعبد في النصوص، وهذا ما يقره ويعمل عليه كل الاسلام الاصولي فهم يؤكدون على القران والسنة ويعتبرونه مرجعا لكل الاحكام، والقران فيه ايات الرجم، قتل الكافر، الجهاد، الجزية وغيرها كثير، والمشكلة تبدأ حينما يتم التعامل مع هذه الايات والاحكام بروح التعبد والاسلام الاصولي لا يقبل بحكم العقل، رغم ان المنطق السليم يفترض اعتماد العقل وخاصة في فهم تفسير القران لان التفسير عمل بشري حتى وان كان النص من عند الله، ولان التفسير بشري والفهم ايضا بشري، فان الحاجة الى تقدير حكم العقل يصبح امرا لا مفر منه والا وقع المحذور لاننا نعتقد بان النجاح في التحكم بالاخرين ودفعهم لارتكاب حماقة التفجير الانتحاري انما يعتمد بالاساس على الغاء العقل، لان الحياة جميلة وما موجود على الارض اجمل مما موجود في السماء.
نحن نعتقد بان القراءة الارهابية للقران لم تاتي باطلا، ولا تختلف من حيث الجوهر عن قراءة ابراهيم لرؤياه الغريبة وتفسيره الاغرب بان الله يريده ان يذبح ابنه الصغير، فليس من العقل تصور الله الرحمن الرحيم يامر بهذا الامر البشع، والارجح عقليا ان الشيطان هو وراء هذا الحلم، ولو احكم النبي ابراهيم عقله لاعتبر حلمه اضغاث احلام ولما فكر اساسا بذبح طفل صغير.
المبنى الثالث. قتل المشركين، فالقران يتوفر على ايات كثيرة تحرض على قتل المشركين، والمشكلة ان السلفيين يرون في الشيعية مشركين، ويحلون قتلهم، نحن نعتقد بان قتل المشركين كان امرا واردا في بداية الدولة الاسلامية لان المشركين كانوا يشكلون خطرا وتهديدا حقيقيا لهذا الكيان الجديد، اما اليوم تجاوز عدد المسلمين المليار في العالم لهذا فنحن نرى حتى قتل المرتد لم يعد صحيحا وليس قتل المشركين، خاصة اذا كان القصد من القتل تقوية الاسلام ، اما القتل الحالي فانه يضعف الاسلام ويجعله موضع شبهة في عالم تحول فيه الانسان هو الاصل وهو الهدف الذي لا يعلو فوقه اي هدف آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي




.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض


.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا




.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24