الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الاوربي اخفاقاته ومستقبل اليورو

محمد سعيد العضب

2017 / 5 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


مراجعه دز محمد سعيد العضب
من مراجعه الكاتب (1) لثلاثه دراسات قيمه (2) تتم تسليط الضوء علي المشكلات الحقيقه الي تواجه الاتحاد الاوربي التي نجمت حسب رايه من قرارات شبهها بتحكم طائر القطرس برقاب قاده الحكم في هذه البلدان . فحرب الولايات المتحده الاميركيه في العراق شكل مثالا صارخا لقرار سياسي خاطئ تمخض عنه كلف باهضه لا يمكن تصورها بتاتا, كما لا يمكن تبريرها عمليا . اما بالنسبه لاوربا فان قرار العمله الموحده" اليورو " بحد ذاته جلب مصيده جديده مشابهه لتلك التي واجهت الولايات المتحده الاميركيه .
فقبل 15 عاما قامت اوربا بتاسيس عمله موحده ووعد قادتها بمعدلات نمو اقتصادي مرتفع ناجمه من التطور وتحسن الكفاءه في الاداء الانتاجي وباعتماد سياسيات اقتصاديه كليه سليمه وراسخه من ناحيه ,تقليص التفاوت بين البلدان الاوربيه الفقيره والغنيه من خلال سوق راسمالي حر و تصعيد الشرعيه السياسيه الوطنيه وانتصار الفيدراليه في الاتحاد الاوربي من ناحيه اخري .
هذا وعاشت اوربا لعقد كامل اوضاعا مغايره لذلك تماما ويبدو ان الاماني والوعود تلك لم يمكن تحقيقها . فالنمو الاقتصاددي وان سجل معدلات عاليه في ظل عمله اليورو ولاوقات محدوده و وقتيه , لكن ومع الازمه الماليه الكونيه اخذت الاوضاع في التدهور .فمنذ عام 2008 حصل ركود حقيقي في نمو الناتج المحلي الاجمالي الفعلي ( المعدل احصائيا حسب معدلات التضخم ) في حين بلغت معدلات النمو الاقتصادي البلدان الاوربيه الاخري غير الاعضاء في منطقه اليورو 8%. فالاقتصاد اليوناني سجل تراجعا حادا وبلغ اكثر من 25% عما كان عليه عام 2008 كما سجلت ايطاليا تقلصا في ناتجها الاجمالي بلغ حوالي 10% علاوه علي ملامح واضحه في تفكك وانحلال نظامها المالي . هذا وتشير الاحصاءات ان مجمل الخسائر في الاقتصاديات بلدان الاتحاد الاوربي تجاوزت 6 تريليون يورو , وهو رقما ضخما يعكس من خلاله جليا تدهوا حادا خصوصا في حياه الشباب العاطلون عن العمل من ناحيه , افلاس اعداد هائله من اصحاب الاعمال الحرة وانكشاف اوضاع
الملايين من المواطنين , وتراجع قدراتهم للحفاظ علي مستويات الحياه الكريمه من ناحيه اخري
. وعلي رغم امكاتات اقتصاديات معظم هذه البلدان نظريا من امتصاص الخسائر الناجمه من حاله الركود الاقتصادي الوقتيه ومن خلال الامكانيات المتاحه بعد ذلك لتحقيق معدلات نمو عاليه, الا ان هذه العمليه لم تحصل فعليا, بالتالي يمكن القول ان هذا العقد تميز ليس فقط بضياع التنميه , بل اتسم بضياع جيل كامل ,هذا وعجز اليورو ايضا في ردم فجوه التفاوت في مستويات الدخل بين البلدان الفقيره والغنيه في اوربا
فمنذ عام 2007 تمكنت المانيا من تحقيق نموا اقتصاديا بلغ حوالي 7% في حين ظلت اقتصاديات بلجيكا وهولنده وفرنسا تعاني من الركود, كما تقلصت اقتصاديات فلندا , اليونان , ايرلنده , ايطاليا والبرتغال , وسجلت تراجعا تجاوزت معدلات تراجعه ذلك التي حصلت في فترة الركود الكبير بعقد الثلاثنيات .
اضافه لكله تعاظمت حالة التفاوت وعدم المساواة في كافه البلدن الاوربيه سواء في بلدان سيئه الاداء مثل اليونان او بلدان عظيمه الكفاءه والاداء مثل المانيا .
ان ديمومه الركود الاقتصادي ساهم بدوره الي تصاعد حالات التطرف القومي وتعاظم النزعات الشوفنيه , كما ازاد ت جحافل القوي المناهضه للعمله الموحده اليورو.
ففي بلدان مثل النمسا , هولندا والمانيا وغيره تمكنت الاحزاب الردايكاليه اليمينه من تحقيق نجاحات واسعه في الانتخابات, وهي نجاحات باهره لها تحققت لاول مره ومنذ حقبه الثلاثنيات
ففي اسبانيا وايطاليا ظهرت حركات يساريه معارضه للمؤساتيه منها علي سبيل المثال حركه اطلق عليها " الخمس نجوم " واليودموس" وغيرها كما توسعت وانتشرت القوي الردايكاليه المعارضه للتوجهات الوحديويه الاوربيه, هذا وبدت ظواهر جليه وتوقعات لانهيار النظام النقدي
.يعزي كثره من المراقبين الي عمله اليورو تحديدا .
الان وبعد 8 اعوام من بدء الازمه الماليه العالميه اخفقت بلدان الاتحاد الاوريي من تحقيق اصلاحات حقيقه في معاهدات واتفاقات العمله الموحده " اليورو"
ثلاث دراسات جديده حررت من قبل اساتذه واقتصاديون من المدرسه الكنزيه يؤكود ن علي ان ضروه التغير الحاسم والتخلي او استبدال عمله اليورو .فالسيد باناس فاريوفكيس الوزير السابق للماليه في اليونان خلال التصف الاول من عام 2015 ومستشاره الاقتصادي جيمس جالبيرت اعتدو في نقدهم علي الخبرات المكتسبه والخراب الحاصل في البلاد .
الاستاذ جوزيف ستجلر الحائز علي جائزه نوبل والاقتصادي المشهور ورئيس سابق لمجس الاستشاريه الاقتصاديه العليا في الولايات المتحده الاميركيه , حاول هو ايضا تفسير اخفاقات عمله اليورو وتصدعاتها , كما حاول تقديم المقترحات الضروريه لاصلاح هذا النظام .عموما يمكن القول ان الثلاث توصلو الي نتيجه واحده تتمحور في ان غياب خيار الاصلاح وبقاءه بعيدا عن المتناول , فلابد من ان يكون الطريق الوحيد هو التخلص جميع هذه البلدان سويه من هذا النظام .
السؤال المطروح كيف سقطت اوربا في هذا الفخ الذي تجلي في معدلات نمو اقتصادي منخفضه تزايد وتعمق الامساواه والتفاوت و الاستياء والغضب السياسي الجماهيري .
حاول الاستاذ جلبرت تقديم تفسيرات بليغه ومحمكه حيث انطلق من مقوله مفادها ... كيف تمكنت المانيا تحقيق معظم المنافع من النظام لصالحها وعلي حساب اقتصاديات البلدان الضعيفه اقتصاديا في الاتحاد الاوربي. باختصار شديد ان محاوله المانيا اضعاف قيمه عملتها من اجل تنشيط صادراتها , كما عملت الصين في هذا المضمار هذا وتمكنت المانيا ت تبرير عملها هذا وكسبه الشرعيه من خلال فرضها عمله اليورو ..
هذا وحاول الكتاب الثلاث تقديم تفاصيل مختلفه بهذا الخصوص مع ذلك اتفقو علي ان الاخفاق في النظام نجم من تبني واستحكام اليورو من ناحيه و وتسلط المانيا من الناحيه الاخري . بهذا الخصوص بين الاستاذ ستلجز ان النظام العالمي القائم علي مرجعيه تثبيت العمله او اعتماد عمله موحده ,كما حصل الحال في اليورو, يعتبر مثالا صارما وواضحا للاخفاق حيث بسبب تصاحب هذا الاجراء بحاله ركود وهبوط اقتصادي حتمي .
ففي العشرنيات اعتمدت معظم البلدان علي مقياس الذهب والذي تجلي في اوجه قمته في حاله الكساد الكبيرفي الثلاثنيات .
في بدايه السبعينات ساهم نظام العمله الموحده الثابت هو ايضا في ابطاء النمو الاقتصادي, وخصوصا ببلدان العجز وهي الولايات المتحده الاميركيه . ومن اجل اعاده تجديد النمو قرر الرئيس نيكسون الغاء النظام الاحادي والغاء ما اطلق عليه اتفاقيه بروتن وودوز .و
في عام 1991 سعت الارجنتين في كبح جماح التضخم من خلال ربط قيمه عملتها البسو بالدولار الاميركي, كله قاد ذلك الي تفجير ازمات اقتصاديه موءلمه لايزال البلد يعاني منها ليومنا الحاضر.
من هذا العرض الموجز يطرح السؤال الحقيقي ...
ماذا يجب علي بلدان الاتحاد الاوريي عمله للخروج من المازق ؟ الاستاذ جوزيف ستلجز حاول تقديم تقيميا ناجعا للخيارات المتاحه , حيث اكد علي ثلاث قضايا ملحه اولها القيام باصلاح هيكلي شامل لنظام اليورو , بحيث يمكن توليد نمو اقتصادي ناجع وتوزيع عادل ومناسب للمنافع المكتسبه لدول الاعضاء.
من هذا حاول تقديم تفاصيل لكيفيه عمل الاتحاد الاوريي, وكذلك البنك المركزي الاوربي في التوكيد علي اعاده صياغه قوانين الضرائب من ناحيه ,تبني سياسه نقديه متحرره وتغيير قواعد اداره الشركات من ناحيه اخري , كله من اجل تقويه وتعزيز النمو الاقتصادي , الانفاق الاستهلاكي والاستثمار ., فمثل هذه السياسيات قد تساهم في خفض معدلات صرف عمله اليورومن اجل تحسين القدرات التنافسيه لحميع المنطقه , بالعلاقه من البلدان غير الاوربيه . .___________________________________(1) النص بالانكليزيه
Europe S” ugly Future,Muddling Through Austerity by Andrew Moravakis., Nation Books,2016,368 pp

A- And the weak suffer what they must? By Yanis varoufliis .Nation Books 2016,
)B welcome to poisoned chalice : the Destruction of Greece and the future of Europe ,by James K. Galbraith.Yale unv. Press,2016, 232pp
C The Euro: How a common currency Threattens the future of Europe by Josef StiglitizNorton, 2016, 448pp








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ