الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كل هذا التحامل على يوسف زيدان؟

عمر سلام
(Omar Sallam)

2017 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا كل هذا التحامل على يوسف زيدان؟
لقد اعتاد العرب على القداسة، ولا يمكن ان يعيشوا بدونها، ودائما يبحثون عن قدسية جديدة، فمن قدسية الله الى قدسية النبي الى قدسية الكتاب الى قدسية الأحاديث الى قدسية الصحابة الى قدسية الاولياء الى قدسية الزعماء.
والقدسية مرتبطة بالإيمان فلا بد من الايمان بالمقدس، ومجرد الايمان يعني وضع العقل جانبا. والايمان يجب ان يشمل ليس فقط بالله والكتاب والنبي، بل بالأشخاص أيضا.
وهذا ما جعل قدسية الشخص هو ناموس يسير عليه البشر، وناموس النواميس هو تجميد العقل و وضع الفكر على الهامش، ليتسنى لغربان الظلام النعيق في بحبوحة النفط الأسود.
وفي ظل جوقة إعلامية بقيادة مايسترو النفط لا بد من الثقافة والمعرفة ان تسير بإدارة هذا المايسترو، وبمجرد الخروج عنها يصبح أصحابها يغردون خارج السرب.
والتغريد خارج السرب يعرض صاحبه لبندقية الصياد المرابط على حدود الشريعة وضمن إطار الناموس.
وحدود الشريعة والناموس العام المحلي مرتبط بمن يؤذيه التغريد خارج السرب لتتشكل عولمة التجهيل المتواصل، اقتضت قنص العقول لتبقى الفكر العربي الحديث في اطاره الضبابي المغلق. فتسرق الأجساد وتبقى ارواحها معلقة في حلم وعي يتشكل.
فسرق جسد مهدي عامل وحسين مروة وفرج فودة وغسان كنفاني وناجي العلي و ... و...، وبقيت أرواحهم محملة بأقلامهم تخط حلمنا القادم.
بدأت صافرة بدء الهجوم على يوسف زيدان عندما قال ان قطر عدونا الغبي و (إسرائيل) عدونا الذكي، وقال ان لنا عدو قديم لم يذكره بالاسم وهو (السعودية) هنا ثارت ثائرة الاعلام الوهابي واعلام الاخوان المسلمين في قطر بكل ما يملكونه من إمكانيات تقنية هائلة مع إمكانية شراء الأقلام المرتبكة، وبدأوا باستحضار الجمل التي تخدم وتكرس هذا الهجوم والتي اخذت في غير مكانها، كمن يضرب المثل من المتدينين (ولا تقربوا الصلاة) ويقف.
فاغلب المتهجمين راعهم ان تكون إسرائيل عدو ذكي بينما هم أعداء اغبياء، لا بل اعتبروا هذه القول ليوسف زيدان هو مدح لدولة الكيان الصهيوني الغاصب.
وعندما تحدث يوسف زيدان عن اليهود في التاريخ لم يأخذ الفكرة الصهيونية عن احقية اليهود بفلسطين انما عن وضع اليهود التاريخي.
وانتقد صلاح الدين الايوبي ليس كرها بالعرب او حبا بالغازي الأوربي بل في إطار ممارسات تاريخية غير مقبولة.
ولكل القادة على مر التاريخ تصرفات الكثير منها يندى لها جبين الإنسانية، فهل انتقاد هذه التصرفات محرم او ان هذه الأخطاء تدخل في إطار المقدس ومن المحرم ان يقربه المرء.
واغلب من تهجم عليه لم يقرأ ليوسف زيدان، وأصبحوا مثل قاتل فرج فودة اتاه امر القتل فقتل دون ان يعلم لماذا يقتل. وهذا أخطر ما في الموضوع، بان البعض يتلقى امر التهجم دون ان يعلم لماذا ولكن عليه ان يتهجم. البعض قبض لهذا التهجم والبعض انحاز الى هذا التهجم لأنه خرق للناموس العالم.
فالأول سجل هدف ولو وهمي والاخرون يجلسون على المدرجات يصفقون للهدف دون ان يعرفوا اين يذهب ريع المباراة.
فيوسف زيدان لم يحتمل تفكيره ولم يحتمل فهمه للمنطق في التاريخ ان يرى الاحداث التاريخية تزور وتحرف وتخرج من اطارها الواقعي لتلبس حلية مطرزة مبهرة للعيان وتدخل في إطار المقدس وتصبح قدسيتها ناموسا يعتاد عليه الناس ويرفضون أي بادرة لنقده.
واغلب المتهجمين على يوسف زيدان لم يدخلوا في سراديب التاريخ ومنهم من لم يقرأ ليوسف زيدان.
ان وخز الفكر الجمعي العام يؤلم من جانب ويوقظ من جانب اخر، يؤلم بانه يخدش المقدس، ويوقظ لأنه منبه للعقل.
لا لحملة التشويه لأي مفكر او كاتب عربي، واي خلاف يناقش باطار علمي موضوعي، وليس باسلوب المهاترات، وليرتقي الفكر العربي الى الامام في مواجهة سطوة حملة الغباء المسيرة ببروغاندا إعلامية خليجية ممولة بأموال النفط الأسود الذي كان نارا على العرب وبردا وسلاما على اعدائهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير