الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رتوش نقدية

رولا حسينات
(Rula Hessinat)

2017 / 5 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


إن ما اختزله الأدب الأنثوي حتى وقت قريب، وما يمكن اعتباره إفصاحا صريحا عن علاقات حميمية أو علاقات شاذة أو علاقات القاصرات اللاهثات وراء أحلام مشبوهة... ضمن فكر محدود لم يخرج عن نطاق العلاقة وإن تعددت مفاهيمها مع الرجل، سواء بالشاذة أو السلبية أو الايجابية لأنها مهما تكن هي علاقة مشوهة لم تحمل سوى رسالة واحدة: أن المرأة تريد أن تتحرر من القيود وأن القيد الأهم من وجهة نظرها: الصحوة من كابوس اسمه الرجل... ومحدد بشخصه المادي والمعنوي مهما تعددت أدواره أو اختلفت...
ولكن هل القيد المثبت فيه الرجل هو الذي يعيق حرية المرأة، ويوقف نشاطها الإيجابي في بناء المجتمعات؟!
أم أنه قد اختلط على المرأة الاختلاف بين مفهومي الحرية والتحرر رغم أن أحدهما يؤدي إلى الآخر؟!
أعجبني فكر أحد الباحثين: أن لا مانع من ممارسة التحرر ضمن حدود الحرية... إذ لا يوجد لما يسمى بالحرية المطلقة...
فللحرية شروط أولها: احترام البيئة المجتمعية، والمحافظة على ضوابطها مع التحرر في كيفية البناء، وخدمة المجتمعات...
إذا هذا لا يبعدنا كثيرا عن أن مفهوم الإباحية الجنسية في النص الأدبي التي وحسب رأيي لم تختلف كثيرا بين كثير من الكاتبات والكتاب الروائيين الذين كان خط سيرهم في الخط الأحمر والذي أورد الحياة بأدق التفاصيل، بل وأسهب في تفاصيل، ومسميات محظورة، كان القارئ أحوج ما يكون إلى تعلم كيفية الخروج من مأزقها... بدل أن يعلق في عنق الزجاجة من تفاصيل فاضحة ومؤذية، ناهيك عن كونها مثيرة وهذه الإثارة بحد ذاتها لا تجعلها تبتعد كثيرا عن كونها فناً رخيصا حتى وإن كان يخدم قضية...
فالقضية الجدلية في إحياء الموتى وإنبات الظلال وهيكلة الجثث والتمثيل فيها والتفنن في نوعية الانتقام وآلية العرض لن تبتعد عن كونها دون المستوى الأدبي...
فإن كان الجنس هو مطلب الحرية... فجميع الكائنات تشترك فيه وبعلاقة صريحة مكشوفة رغم أنها صيغة غريزية فيها لحفظ النسل بالنسبة إليها، غير أنها لا ترقى لمستوى الحضارية تحترم إنسانية العلاقات، وضوابطها الشرعية وإنسانية الرسالة...
فإن كان لنا الحرية في الحديث عن مشاكلنا كنساء، فهذا لا يعطينا الحرية بكشف المستور منها ولا يمكن اعتبارها قضية إن لم تكن ضمن ضوابط أدبية تحترم القارئ أولا والمجتمع ثانيا وتحافظ على مفهوم البناء لا الهدم، وتنشط الفكر الإيجابي لا الفكر المتطرف السلبي في بناء العلاقة بين الرجل والمرأة...
ولعلني أعرج إلى مفهوم المساواة والحرية التي تطالب فيها المرأة، ولا أجدها تبتعد عن أماكن صنع القرار، والمراكز العليا في الدولة، إن كان هذا صحيحا فإن البحث عن مسوغات للمطالبة بهذه المساواة لا أساس لها... إذ أن المساواة التي تبحث عنها الكثيرات لا أجدني كامرأة كان منبتها في الريف بعيدة عن مشاهد المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة لم يقرؤوها في الكتب أو يختبروها في الروايات... من تقاسم منصف للأدوار واحترام كامل للسيادة التي يحكمها الرجل خارج البيت وتحكمها المرأة داخله....بل وتشاركه المرأة في كثير من مشاهد الحياة جنبا إلى جنب...من بروتوكول إنساني والذي لم يتجاوز فيه أحدهما الآخر، وكانت حياة الألفة والود هي المنظر العام في القرية الريفية...
ولعل حياة المدينة هي التي أوجدت ذلك الخلاف، والذي ربما كان أساسه المادي عنوانا لهذه الأزمة السلوكية... إذ اعتبرت المرأة أن ما تملكه من مال من ميراث أو وظيفة حقا شرعيا لها وهذه حقيقة ليست خلافية، ولكن الخلاف الفعلي يكمن بانفصالها هي طواعية عن مشاركة الرجل أعباء الحياة المادية في المدينة، وتأمين أبسط ضروريات الحياة من مأكل، ومسكن ومشرب، بل وتشكل عبأ سلبيا عليه، بمطالبتها بالعيش في رغد الحياة، وهي تعلم كل العلم أن هذا الزوج لا يملك سوى ما يحصله من عمله من راتب زهيد.
إن القضية المحورية التي أجدني أمامها هي، إنكار الزوجة حضورها في مناصفة أعباء الحياة واكتفائها بالحصول على النسبة الأكبر من السعادة... إن القضية الفعلية التي يجب أن تطرح في الأدب النسوي هي تصحيح وضع المرأة لتكون صاحبة رسالة، وإن آمنت بالفعل بهذه الحقيقة فكل ما يندرج بعيدا عنها هو مجرد مشاكل بسيطة يمكن احتوائها، ومعالجتها.
إلى حد ما يمكن أن يكون هذا الكلام تنظيرا دون أن يكون إثباته محسوسا، غير أن ما لمسته عن كثب في المسابقة الأولى لي في الأدب النسوي والتي طرحتها تحت عنوان: المرأة العربية حلم لم يولد بعد... الحلم ليس جنسا أو ظلما... إنما هو بحث عن الذات، والذات التي تتضمن مسؤولية...لعل من أهم أركانها الحقوق، والواجبات...
الحقيقة التي لا يمكن الاختلاف عليها أن استقامة آي علاقة في أي منظومة قيمية أو مجتمعية أو فردية أو تنظيمية يجب أن تكون أسسها واضحة، وهي في بيان صريح للحقوق والواجبات. وما وجدته من خلا ل النصوص الأدبية في القصة القصيرة أمرين في غاية الخطورة:
الأمر الأول: إن أهم أسباب فشل الأسر العربية هو سيطرة الأب وتعنته في القرار... قرار تزويج البنت وهو الذي يفرضه منذ ولادتها بعد لعن القدر والضغط عليها وعدم منحها الخيار في التعلم أو العمل في مراحل حياتها المتعددة، و من ثم الزواج. وما يدعم هذه النظرية تأييد المجتمع، وبخاصة المجتمع النسائي لقضية حرمان البنت، إذ أن المرأة بطبيعتها لا تحب المرأة وهي أكثر ميلا للذكورية وللرجل... وهذا بحد ذاته يضعف دور الأم التي لم تجد نفسها في أي موضع من المسألة التربوية ضمن المنظومة الأسرية برمتها، وهذا الأمر لا يتعدى كونه موروثا جاهليا...اتهم به الإسلام إجحافا وذلك لعدم الفهم الصحيح للمفهوم الإسلامي لحرية المرأة، وهي الحرية التي منحتها تحررا أيضا في البناء والأعمار والانجاز ولم يقيدها بآي شكل من الأشكال الممنوحة لها ضمن ضوابط المجتمع الإسلامي، وهذا الأمر أوجد استنساخا لمفهوم طاعة الزوجة لزوجها بكافة الصور ومن أبرزها التي تنافست الكاتبات على عرضها وهي العنف الجنسي والمرض النفسي للزوج وعدم قدرة المرأة على معالجة أوضاعها وتصويبها وهذا التصويب لم يكن سوى بمحلولة القتل أو الهروب أو الصراخ أو الاستسلام والخنوع للعنف والهروب والتلويح بالانفصال ثم الطلاق...
كل الطرق العلاجية التي طرحتها النساء لم تخرج عن دور الضحية ودور المغلوب على أمره..
الأمر الثاني: وأعتبرها القضية الأهم التي وقعت يداي عليها، وهي هشاشة العلاقة الزوجية التي أبرزتها الكاتبات، ووصفها بمجرد علاقة جنسية مفروضة لم تقبلها المرأة، و رغبة الزوج في أن يحصل على أبناء وليس بنات، أو إطاعة للام وهي الحماة في كيفية معاملة الزوجة.
ولكن هل بالفعل أن هذه العلاقة المقدسة هي مجرد علاقة صماء ليس فيها تفاعل أو تحمل أو مناقشة أو تصور ما ؟ وأن هذا المخلوق البغيض، الكريه، السيئ، العنيف المسمى –زوج- هو في حقيقة أمره وباء يجب الخلاص منه؟ وهل بلغت علاقة الود والتي وصفها النص القرآني ببلاغة.. بأن النساء لباس للرجال (الزوجة والزوج) وأنهن سكن، فكان اللباس الملاصق بالجسد وهذا بعيد كل البعد عن المشهد المادي ليرقى إلى المشهد المعنوي؟
وهذا المشهد الذي لم يجعل العلاقة الزوجية بمفهوم مادي يندرج تحت الشراكة، بل رفعه وقدره إلى درجة التعاون واحترام الأدوار، وتنظيم المنظومة الأسرية التي لا تحتمل قائدين بالجزئية نفسها، بمعنى أن المرأة والرجل ليسا قائدين في المنظومة الواحدة وهي الأسرة، إنما كل منهما قائد في مجاله، وخصوصيته التي فرضتها الطبيعة، وفي النسق العام هناك قائد واحد، وإداري وسفينة، والإداري يتحمل ضمن خصوصيته أعباء يستطيعها ضمن الواجبات المنوطة به، والقائد يحتمل نصوصا كثيرة وأعباء كبيرة ضمن الواجبات عليه، ومن هنا يكون التفاهم والتواد، والتراحم .
القلة القليلة من الكاتبات قد خرجن عن النص، وبيّنّ علاقة المرأة مع مجتمعها، ورغبة المرأة في أن تتخذ دورها الفعلي في التفاعل الايجابي مع مجتمعها، وقد أسهمن بالفعل في تحديد المشكلة التي تعانيها المرأة مع زوجها وبيانها : بأن لها حقا أصيلا في المؤسسة الأسرية.
وهو ما أعادنا إلى نقطة البداية، وهي أن رغبة المرأة في الحياة الأسرية الهادئة المتناغمة التي تحاكي الطبيعة التي جبلت عليها كأنثى لها دورها المهم في بناء المنظومة الأسرية.
المرأة فينا في حقيقة أمرها راغبة في الحصول على أعلى مستويات العدالة، وأعلى مراتب الإنصاف، وعلى أقل عدد من الفواتير، وبعيدا عن مرفأ يعاني ضنك الحياة، وتعاستها، وشقوتها وتكتفي بأن تبقى في المنصة لترى مسرحية حياتها الهزلية، الهزيلة تتحطم أمامها دون أن تكون لها يد في التغيير أو بناء الثقة .
كامرأة أرفض هذا الدور الهش، وأؤمن أن العيش يختلف كل الاختلاف عن التعايش المفروض علي دون إرادة، بعيش أبنيه حجرا جحرا في قصيدة شعرية، في قصة ولو كانت رومانسية برواية تؤمن بحقيقة التفاهم، وتؤمن كل الإيمان بقدرتها على قراءة بوصلة الحياة التي لا تنجذب إبرتها لهوامش الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. موجة عنف تجاء النساء المؤيدات لمدونة الأسرة


.. حرام في في هذه الحالات .. حكم مهنة المرأة لـ«ميكب أرتست» وت




.. عوام في بحر الكلام - أبنة الشاعر حسين السيد بتحكي عن دور وال


.. مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة انطلق.. واكثر من 70 فيلما




.. انتقال التحيز ضد النساء من الواقع الحقيقي ا?لى الافتراضي