الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حِذْوَ نِرْسِيس

كمال التاغوتي

2017 / 5 / 14
الادب والفن


لِلرِّيَــاحِ

لِلْمَــطَــرِ النَّــاسِخِ مَــزْمُــورَ السَّحَابِ

لِلْحَــجَــرِ العَفْوِيِّ

للِشَّجَــرِ الهَــادِرِ تَحْتَ الهِضَابِ

لِلجِرَاحِ

نَــحْنُ حَقًّــا آسِفُــونَ،

لَــمْ نَتُبْ عَــنْ صَبْرِنَــا الطَّــوِيلِ

لَــمْ نَــبْرَأْ مِنْ تَعَــاوِيذِ الحَــمَــامِ

وَتَــغَـــاضِينَــا عَنْ ثَــأْرِ شِــرَاعٍ

خَنَــقَــتْهُ لَــوْثَــةُ وَغْدٍ جَهُــولِ،

نَأْسَفُ حَقًّا عَلَى دَمْعٍ مَسْمُــومٍ

ظَــلَّ فِي مَلْهَــاتِنَــا يَــجْرِي

كَــلَحْنٍ مَــكْسُــور،

فَــانْتَشَــيْنَــا بِاليَـــبَــابِ

واعْتَــقَــدْنَــا فِي أَيْمَــانِ الجَــرَادِ

ألاَّ يُحْرِقَ جِسْرًا يَعْبُــرُهُ النُّــورُ

أوْ جُــدْرَانَ الجُلَّــنَــارِ،


لِديُــونِيزُوس

لِعَــنَــاقِيدِ الكَــرْمِ المُثْقَــلِ حُلْمًــا

لِصَبَــايَــا العُرْيِ الرَّاقِصَــاتِ

فَــوْقَ لَهِيبِ الشَّــوْقِ الضَّــارِي

ومَصَــابِيحِ الصَّــنَوْبَــرِ

لِمَــرَايَــا البَــاكِيَــاتِ

نَــــعْشَ رَبِيعِ النَّـــارِ

نَــحْنُ حَقًّــا آسِفُـــونَ

أَجْهَــضْنَــا بِاسْمِكَ يَــا وَطَــنِي

رِحْلَــةَ الفَــرَحِ الحَــارِقِ فِينَــا

وَوَهَبْنَــا نَصْلَ الجَــلاَّدِ مَــآقِينَــا

حَــتَّى نَــدْرَأَ إثْمَ الإبْصَــارِ،

أَجْــهَضْنَــا بِاسْمِــكَ يَــا وَطَنِي

بُــرْعُمَ الحُبِّ المَــارِقِ

واكْتَــفَيْنَــا بِرَذَاذِ الذِّكْرَيَــاتِ،

مَـــاذَا يَصْنَــعُ مَــنْ أَهْدَرَ

عِفَّــةَ الإِعْصَــارِ غَــيْرَ الغَـرَقِ

فِي خَــوَاءِ الأَصْدَافِ؟


وَاهًــا يَــا عِشْتَــارُ!

يَــا تُفَّــاحَةَ كُــلِّ الأَنْهَــارِ!

عَــبَثًــا جَمْعُكِ أشْلاَءَ الذَّبِيحِ

عَبَــثًــا تَــرْمِيمُــكِ العِشْقَ

بِرِيشِ النَّحَــامِ،

لاَ جَــدْوَى مِنْ إِيقَاظِ الإلَهِ الجَرِيحِ

فَـــلِمَــاذَا أفْزَعْتِ القَمْحَ والبَــرْقَ

وَشُرْيَـــانُ أَمَــانِينَــا خَرِيفٌ لاَ يَــحُولُ؟


لأَقَـــالِيمِ الشُّهَـــدَاءِ

فِي القُــلْبِ

نَــحنُ جِدَّا آسِفُــون،

فَــرَّطْنَـــا فِي الأَمَــلْ

حِيــنَ أفْرَطْنَـــا فِي الجَــدَلْ

لمْ نَــكُنْ نَــدْرِي أنَّ الصَّفْحَ

عَــقْرَبٌ مَــدْسُــوسٌ فِي الوَرِيــدِ

فَــلْنَجْهَــرْ، لِيَــرَوْنَــا نَثْقَفُ الرُّمْحَ:

نَــحْنُ شَعْبٌ لِلذُّرَى مِتْـــرَاسُ

لا عُشْبٌ يُـــداسُ ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح


.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار




.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض