الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيرات في السياسية الخارجية الامريكية 1 - 2

جواد الديوان

2017 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مشاركة الولايات المتحدة الامريكية في قتال داعش في العراق وسوريا، يدفع البعض لانتظار مساهمات اوسع في الشان العراقي. وهذه ملاحظات تكونت لدي من متابعات الاعلام، فالعالم اصبح قرية صغيرة بعد قورة الاتصالات الهائلة.
انتخب الامريكيون رئيسا انتقص سياسة وافكار ومؤسسات في قلب الخارجية الامريكية لما بعد الحرب العالمية الثانية، ولا وضوح في كيفية عمل الخارجية في ادارة ترامب، ومنها التغيرات في الاولويات والاهتمام بالازمات العالمية.
لقد تحددت استرايجية الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية في قيام نظام عالمي مستقر مركزه الولايات المتحدة الامريكية. وظهر فريق يشير الى احلال امريكا بدلا من بريطانيا لتوجيه النظام العالمي، وفريق اخر ينادي بوضع المال والامن لانعاش الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية (مشروع مارشال مثالا على ذلك)، وهذا يعني احتواء الاتحاد السوفياتي وقتها والاهتمام بمصالح امريكا (تحقق الهدف بتفكك الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينات من القرن الماضي). اما النظام العالمي المستقر فكل الاشارات تحدده في نظام عالمي تحرري. واذ يحدد فريق منهم الاقتصاد لبناء النظام العالمي الجديد، يؤكد فريق اخر اهمية القيم في النظام (تكررت الاشارات للقيم في كلمات بوش الابن ابان اسقاط صدام حسين).
وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي، توضح لامريكا بان الانظمة الديكتاتورية وفسادها السبب الاول للنزاعات والعنف في العالم. ومعها ظهرت اساليب الضغط على تلك الانظمة في اشكاليات حقوق الانسان والحكم الديمقراطي وقوة القوانين (من الامثلة اصدار نظام البعث في العراق قانونا للاحزاب بعد هزيمته في الكويت صدور حزمة قرارات بحقه من الامم المتحدة). ومرة اخرى يختلف فريقان في تنفيذ اساليب الضغط المذكورة. اولهما ينادي بتطوير المؤسسات العالمية وتعزيز التكامل العالمي باعتباره الطريق الافضل لتحقيق اساليب الضغط (مثال ذلك الحصار الذي فرضته الامم المتحدة على العراق في التسعينات من القرن الماضي، وطرد العراق من الكويت بقوات من 31 دولة، ومن الامثلة تفكك يوغسلافيا باشارات اممية). والفريق الثاني يرى الحل في جهود واشنطن لوحدها، وهم المحافظون الجدد Neoconservatives (ومثال ذلك اسقاط نظام البعث في العراق ونظام طالبان في افغانستان).
الخلاف بين الفريقين واسع وشديد، ولكن الهدف واحد يتمثل بنظام عالمي جديد. وفي السنوات الاخيرة تعرض هذا الهدف لمناقشات واسعة وتوتر وشد كبيرين. وربما تراخت قبضة المفكرين العالميين عنه (ومنهم الاسماء اللامعة ابان حكم بوش الابن)، فتخلخل هذا الهدف وتعالت الاصوات تدعو لاهتمام اكثر بالداخل اي داخل الولايات المتحدة قبل الاهتمام باشكاليات العالم. وتمسك الراي العام بهذا الاتجاه بعد ظهور كلفة الفشل في بناء نظام عالمي جديد (الخسائر البشرية والمالية في افغانستان والعراق). وربما اصبح هدف بناء نظام عالمي جديد من الاوهام، وهذا تحدي للسياسة الخارجية الامريكية المعروفة خلال العقود الماضية.
اختفت المدارس الفكرية الكلاسيكية في الخارجية الامريكية (الافكار ما ينسب للرؤوساء جيفرسون وجاكسون) في العقود بعد الحرب العالمية الثانية. وعادت في الفترة الاخيرة وربما للانتقام من اهمالها.
اتباع جيفرسون (الواقعيون) يناقشون تقليل تدخل الولايات المتحدة في شؤون العالم. وهذا يضعف خطر السياسة الخارجية، وتقل كلفتها. وحددوا مصالح الولايات المتحدة بشكل ضيق، وقللوا من مخاطر التعرض لاعباء اقتصادية اخرى من خلال الاهداف المشار اليها. اما الليبراليون (اتباع جاكسون) فقد عملوا على تقليل تعريف مصالح الولايات المتحدة في العالم الى الحد الادنى، بل تحالفوا مع قوى اليسار المعارضة لتدخل الولايات المتحدة في شؤون الدول الاخرى. كما عملوا على تقليل النفقات العسكرية لتحويلها الى الخدمات المدنية.
وتبنى ترامب الافكار التي تدعو للاهتمام بالداخل، وربما التخلي عن بناء نظام عالمي تحرري. وهذه افكار رئيس شعبي للولايات المتحدة سابق جاكسون Andrew Jackson ليكون محور حملته الانتخابية. وربما شكلت انتقادته ابان حملته الانتخابية ايحاءا بان الولايات المتحدة ليست اسم سياسي فقط قدمته مشاريع المخابرات المركزية لانجاز مهام عالمية، بل اكد ترامب ان الولايات المتحدة دولة ووطن للامريكيين، واهم واجباتها في داخل اراضيها.
اشارت حملة ترامب وقتها الى ان توقعات الامريكيين في الحياة لا تتشكل من استغاثات عالمية للافكار الامريكية المتمثلة بحقوق الانسان والحكم الديمقراطي وغيرها. وكذلك لا تتكون توقعات الامريكيين للحياة من الموهبة الامريكية الفريدة!. وتتشكل توقعات الامريكيين من التزام الحكومات بالمساواة بينهم وكرامتهم. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد