الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان الضروره وضرورة البرلمان

امجد المصرى

2017 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


برلمان الضروره .. وضرورة البرلمان ..!!
رؤية : أمجد المصرى
فى حاله فريده ربما لم تشهدها مصر من قبل تصل نسبة عدم الرضا العام عن اداء البرلمان المصرى الى اعلى درجاتها اتساقا مع حالة عدم الرضا العامه التى تسيطر على اغلب ابناء الشعب المصرى تجاه اداء معظم مؤسساته الحاكمه بفعل الغلاء الذى اصاب جميع فئات الشعب المصرى فى مقتل وافقدهم التوازن المنشود .. فهل هو شعور حقيقى مبنى على معلومات ثابته ام انه الغضب الذى تم اختزاله والترويج له اعلاميا ونخبويا لينصب فقط على البرلمان واعضاؤه ...!!!
البدايات دائما تقود الى النهايات ... فمع زيادة المطالبات داخليا وخارجيا باستكمال خارطة الطريق واجراء الاستحقاق الثالث بعد استحقاقى الدستور والرئاسه كان لابد من وجود هذا البرلمان الذى يناسبه تماماً تعبير " برلمان الضروره " حيث اوكل اليه فور تشكيله مهمه ثقيله جدا تتمثل فى حتمية مراجعة والتصديق على كميه ضخمه من القوانين التى سبق اصدارها فى الفتره الانتقاليه السابقه ليجد اعضاء البرلمان المنتخبون والمعينون انفسهم فى مأزق دستوري غير مسبوق لم يمكنهم بالطبع مع قصر المده المحدده لهم دستوريا من مراجعة او دراسة تلك الحزمه الضخمه من القوانين الهامه فوافقوا عليها جميعا دون استثناء واحد وهو ما اعطى انطباعاً اولياً لدى اغلب المراقبين بل ولدي طبقات الشعب وفئاته المختلفه بان هذا البرلمان ليس الا مجموعه من الموظفين الحكوميين الذين جاءوا لمهمه محدده وهى اقرار تلك القوانين واكتساب درجه من الرضاء الدولى عن النظام الحالى الذى اكتسب بدوره شرعيه اضافيه بعد استكماله لخارطة الطريق وتشكيل برلمان منتخب يحقق ولو ظاهرياً درجه من الديموقراطيه والتوازن السياسى بين السلطات وهو ما كان الجميع فى الخارج يطالب بتحقيقه .
ولكن مع الوقت وبعد مرور قرابه العامين على إنتخاب البرلمان استمرت حالة عدم الرضا عن اداء المجلس حيث تم تحميله مجددا بنتائج سلبيه تسبب فيها ضعف الاداء الحكومى وافتقار اغلب الوزراء واعضاء الحكومه الى الابداع او التجديد اضافه الى الازمه الاقتصاديه الطاحنه التى نتجت عن تعويم الجنيه المصرى وخفض قيمته امام العملات الاجنبيه وارتفاع حالة الضغط العصبى على معظم البيوت المصريه بسبب زيادة الاسعار بشكل لم يعتادوه من قبل .. فهل سقط البرلمان فى فخ الدعم المتواصل للحكومه بحجة انه ليس فى الامكان افضل مما كان وانه لا صوت يعلو فوق صوت المعركه ام ان هذا المجلس النيابى من الاساس لم يكن مؤهلا لأفضل من ذلك بحكم تشكيله الذى تصدره برلمانيون جدد تم انتخابهم لاول مره والذين لم يعتادوا بعد على ممارسة حقوقهم البرلمانيه التى كفلها لهم الدستور من الاستجواب وطلبات الاحاطه وسحب الثقه من الوزراء والمسئولين فى الدوله وبحكم تمزق الكتل البرلمانيه الحزبيه وعدم وجود كتل قويه بعدد معقول من النواب لتستطيع تغير المشهد النيابى الحالى وفقا لايدلوجيات متوافقه مع متطلبات الواقع المصرى ...هنا يكمن السؤال ..هل اتفق اعضاء البرلمان بكتلته الحاكمه ومكوناته الحزبيه والمستقله بالفعل على ان المرحله لا تحتمل النقد وتوجيه الاتهامات ومحاسبه المخطئين ام ان هذا التراخى قد جعل منهم بالفعل شركاء فى مسئولية الاداء الغير مرضى للحكومه فى ادارة شئون المواطن البسيط وانخفاض مستوى المعيشه وتزايد درجة الألم والغضب لدى ابناء الوطن على مدى عامين كاملين .
المتابع لاداء البرلمان والذى يتم تسريب بعض مقاطعه من داخل الجلسات الممنوع اذاعتها طوال عامين او من خلال تصريحات بعض النواب على الفضائيات ومواقع التواصل او حتى من درجة الاداء المتخبط احيانا فى بعض القوانين التى ناقشوها سيكتشف ان هؤلاء النواب او معظمهم ان اردنا الانصاف غير مؤهلين بالفعل لهذه التجربه الصعبه فى هذه الظروف الغير عاديه التى تمر بها البلاد وانهم واقعين دائما بين فكى الرحى وتحت ضغط عصبى غير عادى بسبب ما تفرضه عليهم الاغلبيه الحاكمه لمقدرات الامور بالبرلمان وبين ما ينشده ناخبوهم فى دوائرهم المختلفه ودرجة الغضب المتزايده على الجميع من كل طوائف الشعب فهل يستمر هذا الاداء الباهت لبرلمان الثوره الذى توسم الجميع فيه الخير ام يكون الحل هو الحل لتخفيف حده الغضب المتنامى والتى قد تتسع لتشمل جميع مؤسسات الدوله وتنذر بما لايحمد عقباه ... !!!
والسؤال الأن : هل نتجاوز سريعاً مرحلة "برلمان الضروره " لنبدأ فى مرحله جديده تتمثل فى ضررة وجود برلمان حقيقى مواكب للاحداث وملامس لمعاناة المصريين وامال هذا الشعب الكادح وطموحاته التى انخفض سقفها كثيرا ليكتفوا بالاساسيات كالماكل والمشرب والتعليم والصحه بعيدا عن الاحلام الورديه التى كانت سائده فى فترات سابقه حول تحقيق العداله الاجتماعيه والقضاء على جذور الفساد وزيادة الاهتمام بالبحث العلمى وعلوم المستقبل ... انهم يريدون فقط ان يشعروا بالامن والكفايه وعدم الخوف على مستقبل ابناؤهم .. فهل نرى عما قريب تغيراً فى نهج الاعضاء او انهياراً جزئياً لهذا الكتله الحاكمه داخل المجلس وظهور كتل برلمانيه جديده تعطى نوعا من التوازن فى الاداء اشبه بما كان موجودا من قبل ولو ظاهريا ليكتسب هذا المجلس قدرا من المصداقيه لدى ابناء الشعب ويتمكنوا من البقاء لنهاية مدتهم القانونيه على الاقل او ان يكون لديهم حظوظاً فى الدورات القادمه ... ارض الواقع تشير الى انه لن يحدث جديد تحت الشمس قريبا وان الجميع قد غلبه اليأس وان هذا المجلس قد اصيب بالوهن الذى دب فى اوصاله وانهم بالفعل ليس لديهم الرغبه او القدره على التغيير وبالتالى فالقادم لن يكون ابدا فى صالح هذا المجلس او حتى فى صالح الوطن نفسه ...حفظ الله مصر من غضبة الغاضبين ويأس الصامتين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة