الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحولات الرأسمالية

جيرارد دومينيل

2017 / 5 / 15
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



تحولات الرأسمالية من وجهة نظر JACQUES BIDET وGERARD DUMENHL




تعرف دينامية الرأسمالية،تطورا متسارعا،خصوصا مع ازدياد حجم الثورة التكنولوجية،في مجالي الاتصال والإعلام،والتي تواكبها أنظمة شغل جديدة،الشيء الدي غير كثيرا في طبيعة وبنية الطبقة العاملة،كما أفرزت أشكالا جديدة في ملكية وسائل النتاج ،وميكانيزمات الهيمنة والسلطة السياسية.

لقد سال مداد غزير،حول هده التحولات،خصوصا في العقود الأخيرة ،بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين،وانكب عدد كثير من المفكرين الماركسيين المجددين،على إعادة قراءة كتاب ماركس”الرأسمال” في ضوء هده التحولات،متسلحين كما فعل ماركس في زمنه،بعدة مفاهيمية،منتقاة ومستوحاة،من العلوم الإنسانية الحديثة(اتنولوجيا،انثروبولوجيا،اقتصاد،فلسفة،علم اجتماع)

في هدا الصدد،سنحاول تناول اجتهاد مفكرين ماركسيين :الأول فيلسوف،هوjacques bidet والثاني اقتصادي هوgerard dumenil سبق لهما تحرير كتاب مشترك،تحت عنوان:alter marxismeوهو عبارة عن تحليل ماركسي للتحولات الجارية مع نقد المفاهيم الكلاسيكية للماركسية،بأفق تجاوز الرأسمالية وبناء بديل تاريخي على أنقاضها ويدون العودة الى المصفوفة القديمة للاشتراكية البيروقراطية المنهارة.

I– في تحولات الرأسمالية من وجهة نظر JAQUES BIDET

نظۜر ماركس لدور الطبقة العاملة كفاعل تاريخي حامل لتاريخ أصبح اكثر فأكثر عالميا:ينتج تطور الرأسمالية بروليتارية مهيمن عليها ومستغلۜة،لكنها متعلمة،ويزداد حجمها كثيرا،ومتوحدة عبر سيرورة الإنتاج في مصنع كبير،وتتركز مهمتها في نزع الإنتاج عن الملكية الخاصة وإعادة تنظيمه على أساس ممركز بالشكل الدي يسمح بإنهاء وتجاوز الهيمنة الطبقية.

اماعمال الخدمات العمومية فهم يتقاسمون من خلال علاقتهم بمشغلهم الدي هو الدولة ،مجموعة من الشروط المشابهة.

1-الدينامية الثورية كما تجسدت تاريخيا

ترجمت “الحركة العمالية” باسم “الاشتراكية”التي عبرت عن نفسها في أوروبا وباقي البلدان حيث تطورت الرأسمالية الصناعية التي أوجدت نفس شروط الاستغلال والتجمع وبشكل عفوي نفس نماذج المقاومة،برنامجا سياسيا،محركا ل”الاشتراكية في ظل الرأسمالية”حيث سادت التسوية الكينزية الاجتماعية-الديمقراطية والتي طبعت مرحلة من شروط العمل وأنماط الحياة للشغيلة(مكتسبات اجتماعية مهمة)وارتبطت بدولة الرفاه في الغرب والنموذج الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي والدولة الوطنية في العلم الثالث،التي قطعت علاقاتها الاقتصادية والسياسية بالامبريالية.هده التحولات جميعها هي التي طبعت القرن العشرين،ومع مرور الزمن وبزوغ القرن الواحد والعشرين،لم تعد تلك التحولات تعكس وعودها في التحرر،في عيون الكثيرين،كما فقد فعاليته التاريخية الفاعل الكبير الا وهو الطبقة العملة.

2– في تحولات الطبقة العاملة

فقدان مركزية الطبقة العاملة لا تعني بان الطبقة العاملة المنتجة او المرتبطة بالخدمات العمومية،أصبح ينخفض عددها عالميا بل يتعلق الأمر بسيرورة تاريخية معقدة التي تعكس موجتين:
•تحولات في بنيات الشغيلة ما بعدالحرب العالمية الثانية،مست التقسيم الاجتماعي بين أصحاب البدلات البيضاء(العمال الدهنيون)وأصحاب البدلات الزرقاء(العمال اليدويون)
•تنوع هوية هدين النمطين:طبقة عاملة موسعة لكنها في ذات الوقت متنوعة

في بلدان المركز حيث التقدم التكنولوجي ،خضعت الطبقة العاملة لعملية تدمير الخاصة بطبيعة العمل المادي للإنتاج(انظر:تدميرواعادة تكوين المجموعة العمالية الخلاقة لمؤلفيه:S.BEAUDوM.PAILOUX

قي المحيط وضعية قوة العمل بئيسة وغير مهيكلة،وتعرف تصاعدا عاصفا،ويصبح هاجس الحفاظ على العمل والدخل هاجسا كبيرا يتعذر معه إنجاح الإضرابات وتنظيم التضامن بين أقسام الطبقة العاملة.

قي مرحلة النيوليبرالية(ما بين 1970-1980)قد ساهمت في تغيرات مهمة ،في سياق تكنولوجي ومالي وسياسي،فشركات وحدة الطبقة العاملة

دخلت في مرحلة التحلل(تقسيم وحدات الإنتاج،تطور قواعد العمل للمناولة من الباطن في سياق انفتاح الحدود الاقتصادية والمالية)

كما تم إعادة الإنتاج بالطريقة التي تمنع سريان مبدآي الوحدة والتضامن

(جزء كبير من الطبقة العملة أصبح مهددا على المدى الطويل بسبب الهشاشة في الشغل،كما حدثت انفلاقات حاسمة تترجم على صعيد المهن الحرفية المستقرة والأخرى الهشة،بالاضافة الى بطالة دائمة في الداخل والخارج)

II-تحليل النيوليبرالية والطبقات الاجتماعية من وجهة نظر Gérard dumenil

1-في تحديد الطبقات الاجتماعية:

تتحدد الطبقات الاجتماعية انطلاقا من موقعهم في عملية الإنتاج:فالبرجوازية مالكة وسائل الإنتاج و البروليتاريا تنتج فائض القيمة.

لكن مع بداية القرن العشرين حصلت ثورة في الملكية الرأسمالية،من الملكية الفردية والعائلية،الى الملكية الجماعية قي الشركات عبر الأسهم والابناك المرتبطة بهده الشركات ،طورت مناهج التدبير والتسيير،ومن جهة أخرى حدثت ثورة ماكرو اقتصادية،المستلهمة من تفكير كينز التي أدت الى مراقبة مركزية للإنتاج

في هدا الساق برز فاعلون جدد:التأميل المرتبط بالطبقة الرأسمالية التي تحوز على المؤسسات المالية والأطر التي تراقب الأنشطة الاقتصادية والمالية،وبشكل غير مباشر الإدارة المركزية.

هده الطبقة الجديدة هي طبقة وسطية التي تستحوذ على جزء من الفائض وتحتكر تعليما عالميا ولها نمط خاص في الحياة،وترتبط ببعض المهن الثقافية التي تتقاسم وإياها بعض الامتيازات.كل دلك يؤدي الى النموذج ألاستقطابي الثلاثي،الرأسماليون،الطبقة العملة والطبقات الشعبية ثم الأطر.

مما سبق يبرز نموذج جديد للإنتاج الموسوم بالطابع”ألكادري”الدي يتصف بسمةالمشاغب للرأسمالية والدي نجده في الأنظمة الديمقراطية كما في الأنظمة الدكتاتورية وعلى الخصوص في الأنظمة الاشتراكية البيروقراطية.

باختصار ،هي رأسمالية “أطرية” تبرز السيطرة التامة للأطر على الاقتصاد العالمي قي المرحلة النيوليبرالية

2– تاريخ تطور الرأسمالية.

عرفت هده الرأسمالية ثلاثة أنظمة اجتماعية متتالية مقسمة على أربعة أزمات بنيوية(1893-1929-1970-2007) فأزمة (1893-1970)مرتبطة بانخفاض معدل الربح.

ثم ازمة(1929-2007)باستفحال الأزمة.

و(1893-1970)تترجم سيطرة التأميل والتسوية بين الأطر في القطاع الخاص والأطر في القطاع العم.

(1930-1970) عرفت صعود التحالف بين الأطر والطبقات الشعبية وإضعاف مدا خيل وسلطات الرأسماليين

والثالثة(1970…)المتفاقمة بفشل التجربة السوفياتية،تقوم على هيمنة الأطر والرأسماليين تحت سيطرة “التأميل” المطبوعة بالاختلال وانفتاح الحدود لحركة الرساميل،وتدهور الحماية الاجتماعية والشروط القاسية لعمل الطبقة العملة).

ومع تصاعد العملية الاجتماعية للإنتاج في بداية القرن العشرين:أصبحت الأطر مستقلة لدرجة قدرتها على خلق مؤسسات عمومية وقيادة ماكرو سياسية ضريبية ونقدية،خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية .

إن النيوليبرالية قد فتحت فصلا جديدا من خلال lasocialisationde la production تحت شكل خاص حيث تخلصت من السلطات الوطنية.

وتعني la socialisation:ظاهرة متعددة الأبعاد،نمو حجم وحدات الإنتاج وتعقيد الترابط بينها،تمركز الرأسمال،تطور التنسيق المركزي على مستوى المخطط المالي وأيضا وظائف النقل والصحة والتعليم.

لقد بلغت مستوى من التقدم قي التنظيم ومن بينها المؤسسات المالية وفي نفس الوقت طور الرأسماليون في القطاع الخاص،مؤسسات السوق الخاصة(الابناك،البورصة،والدولة كانت دائما حاضرة في هده السيرورة ودورها أساسي باعتبارها دولة طبقية.)

في منظورنا ،نعني بمفهوم الدولة:كأداة للطبقات السائدة،وكتعقيد للمؤسسات المكونة

للتراتبيات والتحالفات في قلب النظام الاجتماعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي