الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنطقة العربية والمخططات التآمرية القادمة.

جعفر المهاجر

2017 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


المنطقة العربية والمخططات التآمرية القادمة..
جعفر المهاجر.
لايختلف إثنان في هذا العالم بأن الوطن العربي يرقد على فوهة بركان، وإن شعوبه تعيش بين أمواج من المآسي والفجائع التي تقشعر لها الأبدان نتيجة لتصرف وتوجهات حكام الظلم والظلام من مالكي حقول البترول الذين شنوا حروبا مباشرة وغير مباشرة عن طريق تمويل عصابات القتل والتدمير والتكفير بالمال والسلاح.
وما هذه الحروب التي تعصف باليمن وسوريا والعراق إلا نتيجة لرعاية طويلة من حكام زقت مؤسستهم الدينية الأفكار الظلامية زقا في نفوس أجيالهم المتعاقبة لتضليل عقولهم وحرفهم عن السلوك القويم الذي نادى به الإسلام الذي يعتبر البشر جميعا عيال الله بعيدا عن كل النعرات الجاهلية العمياء التي لاتنتج إلا التطرف،وروح الإنتقام، وسفك الدماء.
واليوم يدعي أولياء أمور الوعاظ بأن لهم القدح المعلى في محاربة الإرهاب لكنهم يكذبون على العالم. ووثائق ويكيلكس وتصريحات وزيرة خارجية أمريكا السابقة هيلاري كلينتون لمدير حملتها الإنتخابية تؤكدان شيئا من الحقيقة المرة.
إنهم وحق السماء رعاة الإرهاب ، ومنفذون أمناء لإرادات حكام الدول الكبرى الذين لايروق لهم دحره ،ولا خلاص شعوب المنطقة العربية من ربقة هؤلاء الحكام العملاء الفاسدين الفاقدين للشرعية، والغارقين في النعرات الجاهلية، والمجردين من المسؤولية الأخلاقية في حكم بلدانهم، والمتعطشين لكراسي الحكم حتى آخر رمق من حياتهم المليئة بالمفاسد التي ضجت منها الأرض والسماء.
ومن سوء حظ الوطن العربي أن تحكمه هذه الأصنام التي تنسب لهم وسائل إعلامهم كل الصفات الإنسانية الجليلة وهي بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف.والحقيقة تقول إنهم دمى مستبدة تتلقى الحماية من أسيادها ، وأدوات لتنفيذ لنواياهم العدوانية الشريرة بحق شعوب المنطقة العربية النازفة الجراح .
لقد أصبح هؤلاء الحكام الصغار وبالا على شعوبهم وشعوب المنطقة . لأنهم لا يعترفون بأدنى الحقوق الإنسانية لها، ولم يقدموا لبلدانهم إلا المثل السيئ في الحكم الذي يعج بالظلم والفساد، وبات هاجسهم الوحيد إشعال نيران الحروب الطائفية المهلكة تحت المظلة الأمريكية التي تضخ عليهم مختلف أنواع الأسلحة المتطورة لقاء المال الوفير الذي يقدمونه لها، وتعتقد نفوسهم المريضة الحاقدة إنها الوسيلة الصحيحة لبناء أمجادهم الشخصية على جماجم مئات الآلاف من ضحاياهم في الوطن العربي.، ويحلمون بأن هذا الوطن المنكوب بهم سيتحول إلى ضيعة خاضعة لإرادتهم الظلامية،ولا ترتفع بها إلا أراجيف وغوايات فضائياتهم المنحرفة التي تغطي عوراتهم القبيحة.
إن الحروب هي دمار الأوطان وتمزيقها، وزيادة المشردين، وإيقاف لعجلة الحياة، ونشر المزيد من الجوع والفجائع والبطالة والأمراض الجسدية والنفسية التي تترك آثارها الكارثية على العديد من الأجيال القادمة وهي غاية الغايات لقادة الكيان الصهيوني لكي يكون الطريق ممهدا لتنفيذ أهدافهم العدوانية حتى لاتقوم قائمة لشعوب المنطقة.
ولو أتعظ هؤلاء الحكام الأعراب الذين يدقون طبول الحرب وتأسوا بأقوال حكماء العرب وشعرائهم في ذم الحروب قديما، وذكر مآسيها وأهوالها حين كانت فيها الأقوام تحارب بعضها بأسلحة بدائية كالسيف والرمح والقوس، لما أوقعوا أنفسهم في هذا المنزلق الإجرامي والخياني الخطير المبني على شفا جرف هار . وقد عبر الشاعر معد بن عمرو بن يكرب عن الحرب بقوله:
الحربُ أول ما تكون فتيةً
تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا نشبت وشب ضرامها
عادت عجوزا غير ذات خليل
شمطاء جزت رأسها وتنكرت
مكروهة للشم والتقبيل
وتقول العرب في الأمثال : ( الحرب غشوم تنال غير الجاني)
ومن المؤلم أن يرى الضحايا حكامهم الآخذين بخناقهم قد أغرتهم الأسلحة الضخمة التي يتعاقدون عليها مع حماتهم والتي تتجاوز طاقات جيوشهم فيضعوا قسما منها تحت تصرف عصابات القتل والتدمير والتكفير في هذه الدولة أو تلك ليعيثوا فسادا فيها، وتغطي ماكنتهم الإعلامية أفعالهم الشريرة، وتطلق عليهم لقب الثوار، وهم أبعد مايكونوا عن هذه الكلمة الجليلة. والمعارك الدموية الشرسة فيما بينهم شاهدة على (ثوريتهم)، وسعيهم لتأسيس (الحكم الرشيد) بدعم من ملوك وأمراء فتحوا خزائنهم لإطلاق أيدي هذه العصابات المتوحشة لتستبيح دماء الأبرياء.
لقد أفقر حكام التوريث شعوبهم،وتحولوا إلى أبقار حلوبة تدر المال الوفير على الخزائن الأمريكية والأوربية، ولا تهمهم أبدا أرواح ضحاياهم الذين تحرقهم عجلة الموت والدمار وإن أصبحوا بالملايين.
وحربهم الظالمة على جارهم الفقير شعب اليمن بزعامة أمير الحرب الجديد المراهق محمد بن سلمان. والتي أطلقوا عليها (عاصفة الحزم) وبمرور الأشهر والسنين راح حزمهم يغرق في الوحل اليمني، بعد أن طبلت لها وسائل إعلامهم على نطاق واسع.وادعى فرسان الحرب إن حربهم (إنقاذ ) للشعب اليمني من تسلط (عصابة) صغيرة توجهها إيران (عدوة الإنس والجان) كما يصورونها، ويدعون إن حربهم دفاع مقدس عن كيان الأمة العربية والإسلامية، ويتحدثون بلا حياء عن الإغاثة الوهمية للشعب الذي يضربونه بالقنابل ويدمرون مدارسه ومستشفياته وأسواقه ومساجده لإيهام شعوب المنطقة والعالم لتصديق أكاذيبهم، وهاهي الأمراض الوبائية تفتك بآلاف اليمنيين فتكا ذريعا والعالم يتفرج. ومشعلوا الحرب يحظون برعاية الدول الكبرى.ويحاولون طمس الحقيقة لتغطية جرائمهم ضد هذا الشعب الجريح. بعد أن أوهمتهم أسلحتهم الفتاكة، وطائراتهم الحديثة التي اشتروها بأموال الشعب السعودي ستقضي على مقاومة الشعب اليمني في أيام معدودة ، وسيصبحون فرسانا لايشق لهم غبار لكي يشنوا حروبا قادمة تكون وقودها شعوب أخرى في المنطقة.
لقد أصبحت هذه الحرب الظالمة وصمة عار كبرى على رؤوس آل سعود وحلفائهم،وصارت كالعقم في أفواههم بالرغم من مكابرتهم الخاوية،فالطغاة يركبون رؤوسهم دوما ،لكن شبح جرائمهم يطاردهم ويبقى شاهداعلى وحشيتهم لعشرات الأعوام رغم كل محاولاتهم المستميتة لطمس الحقيقة، وما يرتكبونه من جرائم قتل وحرق وهدم أخرى في المنطقة الشرقية من أرض نجد والحجاز وخاصة في القطيف والعوامية لايختلف عن جرائم الصهاينة في فلسطين. وقتلهم لمئات الحجاج الإيرانيين يبقى شاهداعلى طائفيتهم وحبهم للإنتقام، وهمجيتهم التي لاحدود لها رغم كل الصمت الدولي المطبق. إن كل هذه الجرائم الوحشية الرهيبة ستبقى وصمة عار كبرى على رؤوس عائلة آل سعود الإرهابية والله بالمرصاد لهؤلاء القتلة السفاحين مهما طال بهم الزمن.
والأسياد المحرضون على الحروب وذيولهم من العائلة السعودية الحاكمة وعلى رأسها الأمير المترف الذي قفز إلى كرسيه بجرة قلم من الأب الوارث، ويتصرف بخزائن بلده وفق رغباته المحرمة، وينفق مئات المليارات من الدولارات لشراء الأسلحة التي تقتل ألاف الجياع والمرضى وتشردهم من ديارهم. وتنشر الخراب في كل مكان،يغمضون أعينهم عن رؤية مآسي المنطقة،ويضعون أصابعهم في آذانهم لكي لايسمعوا استغاثات ضحاياهم لأنهم الأعداء الألداء لشعوبها.
إنهم يقتلون البشر،ولا يشبعون من دمائهم، ويذرفون دموع التماسيح عليهم باسم العروبة والإسلام. ولو كانوا عربا أصلاء غيورين على العروبة والإسلام كما يزعمون ويملكون همة الرجال الشرفاء الصادقين مع شعوبهم لتحملوا مسؤولية الحكم، وراجعوا أنفسهم، واتعظوا من تجارب التأريخ. وتجربة حليفهم السابق صدام الذي أشعل نار حرب الثمان سنوات ضد إيران،ومولوها بمليارات الدولارات من خزائنهم، إضافة إلى الدعم الأمريكي والغربي الكبيرين، وأرادوها محرقة لانهاية لها للشعبين لم تحقق حلمهم باستسلام إيران لهم رغم قلة أسلحتها وناصريها في تلك الفتره. واليوم كل الوقائع على الأرض تؤكد إن إيران قد بنت قدرتها العسكرية بأيدي أبنائها رغم الحصار المفروض عليها،ولا يشك متابع إنها تمتلك قوة ردع هائلة بإمكانها صد أية محاولة إعتداء عليها .ولو كان الكيان الصهيوني يدرك إن الهجوم عليها يحقق غايته لهاجمها منذ سنين.
إن عائلة آل سعود وإعلامها تدق اليوم طبول الحرب بعنف ضد إيران بعد المقابلة التي أجراها الأمير محمد بن سلمان مع إحدى المحطات الفضائية السعودية،وقدم نفسه على إنه الملك القادم للعائلة السعودية، ورسم صورة وردية مخالفة لحقيقة مملكته، وأدرج مجموعة من الأكاذيب الفجة عن حربه على شعب اليمن ، وشيطن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران ، وهدد بنقل الحرب إلى داخلهاـ وتطاول على مذهب إسلامي يدين به أكثر من 300 مليون مسلم.
وحين يعلو صوت الملك المراهق وبطانته، وتخفت أصوات الحكماء والعقلاء نتيجة البطش وكم الأفواه، وتضع وسائل الدعاية مصير الدولة تحت تصرف مراهق مغرور بكرسيه وأمواله وخدمه وطبوله الطائفية الجوفاء التي تجعل منه نصف إله، وتعتبر كلامه فتحا في عالم البطولة والحكمة لتتسلم منه العطايا والهبات، وتشن الحملات الإعلامية الهستيرية على دولة إسلامية مجاورة لم تعتد على جيرانها يوما ، ولها ثقلها الكبير في المنطقة ، وتتهم نظام الحكم فيها بأوصاف غاية في البذاءة بعيدا عن قيم الإسلام والعروبة الحقة.وتغازل الكيان الصهيوني لإقامة حلف أمريكي صهيوني ضدها كل ذلك يدل إن وراء الأكمة ماوراءها، وإن حكام العائلة السعودية يضعون أيديهم بأيدي حكام أمريكا وإسرائيل لشن عدوان جديد سيلتهم نيرانه المنطقة العربية بأسرها.
وفي ظل هذه الأجواء الممهدة للحرب تستنفرعائلة آل سعود كل طاقاتها لإستقبال الرئيس الأمريكي ترامب الذي سيضع المنطقة وفق تصريحاتهم (على أعتاب عهد جديد .) وعبر عنها وزير خارجيتهم بـأنها :( زيارة تأريخية بكل معنى الكلمة). بعد أن وجه الدعوات إلى أمراء البترو دولار السائرين في الفلك الامريكي لعقد (قمة أمريكية عربية إسلامية تأريخية كبرى) مع سيدهم المقاول ترامب ليقدموا له فروض الطاعة، وينتج عن هذا (التقارب الروحي والفكري) (ناتو عربي إسلامي أمريكي ضد العدوة الكبرى إيران.)
لقد كشف هؤلاء الأعراب عن عوراتهم دفعة واحدة دون أي تحفظ أو حياء من الله ومن شعوب المنطقة. وهم يعلمون إن المقاول ترامب قادم إلى آل سعود ليس لبث السلام في المنطقة ولا لدحر داعش ربيبة أمريكا وآل سعود لكنه يحمل في جعبته ثلاثة ملفات الأولى عقد صفقة الأسلحة الكبرى التي تقدر ب 300 مليار دولار ولو وزع هذا المبلغ على المدن التي خربوها بحروبهم وعلى صحارى الوطن العربي لتحولت إلى مدن عامرة ولعاد جميع المشردين إلى أوطانهم ،والثانية حث الأنظمة الرجعية العميلة وعلى رأسها النظام السعودي للقيام بالتطبيع العلني الشامل مع ربيبته إسرائيل والإعتراف بالقدس عاصمة لها، والثالثة تطويق إيران وربما إلغاء الإتفاق النووي معها ومن ثم شن حرب عليها تكون أمريكا والكيان الصهيوني رأس الحربة فيها. ويمكنني القول إن هذه المخططات التآمرية المشبوهة القادمة هي من أيشع وأشرس ماشهدته منطقتنا العربية منذ عقود طويلة تكون ضحيتها الأولى شعوب المنطقة والمستقبل المنظور شاهد على ذلك.
جعفر المهاجر.
15/5/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل