الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(1_2)شخصية سوريا , العاطفية

حسين عجيب

2017 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تتحدد شخصية الانسان الفردية, من خلال عدد من المعايير المتنوعة, والأساسية كالجنس والعمر والجنسيةوالعرق والاعتقاد والوضع الاجتماعي ( الزواج أو العائلة , وغيرها), بالاضافة إلى الاعتماد النفسي المحوري_ أو العادات الرئيسية التي يكررها الفرد بشكل يومي _ وقهري خصوصا_ بعدما تلتصلق باسمه ..ا ,بصورة غير قابلة للفصل, مثل لون البشرة أو زمرة الدم.
وهي_ الشخصية الفردية أو الهوية, متغيرة ودينامية وليست ثابتة ومحدودة_ مع انها وبنفس الوقت متوازنة وعلى درجة من التماسك, بحيث يمكن التنبؤ وبدرجة عالية من الدقة بالسلوكيات مع الاستجابات والقرارات المستقبلية_ خصوصا من قبل الشركاء والخصوم!
الوضع الوجودي للانسان إشكالي, ومزدوج بشكل دائم.
الناس يتشابهون من جهة, كنوع خاص من الأحياء, يتماثل في المستوى البيولوجي والغريزي_ ومن الجهة المقابلة_ الناس يختلفون كأفراد بشكل حقيقي ودائم.
كما يتزايد التعقيد والتناقض بشكل نوعي وجوهري, وليس فقط بشكل تراكمي وكمي, عند الانتقال إلى الشخصية الاجتماعية_ السورية في هذا النص.
* * *
المفارقة الانسانية_ الطريفة, والمأساوية بالتزامن_ صعوبة الإدراك الذاتي, مقارنة بسهولة إدراك الآخر, بل ومعرفته التجريبية أيضا؟!
أحد اهم إنجازات عالم النفس الشهير يونغ, عدا تركيزه على المفارقة الانسانية, اكتشافه لحقيقة " الجهل الذاتي" وتعذر إمكانية تقبل وقبول الانسان ( الفرد أو الجماعة أيضا) لجوانب القصور والخلل الانساني والشخصي أكثر, وإنكار ذلك بعنف وتصلب_ يصلان إلى درجة الهجوم الفوري واللاشعوري, عند توجيه نقد حقيقي وعميق....وخاصة من قبل الشريك ( العاطفي أو السياسي أو المالي او الوطني...)
* * *
على الرغم من ذلك, تقدم المعرفة الانسانية_ النفسية خاصة, يكاد يتوازى بالسرعة والدقة ايضا_ مع التقدم العلمي والتقني, وهذا مصدر تفاؤلي العميق والثابت....وإيماني العقلاني بالتطور الانساني وبالغد والمستقبل القريب.
* * *
إشارة زائدة- الشخصية السورية( بأبعادها ومستوياتها المتنوعة) لها الطابع التاريخي والثقافي التطوري.
ليست الشخصية الوطنية السورية, من الثبات والتماسك التي تميز أغلب المجتمعات والدول_ العربية وغيرها كمصر وتونس ولبنان أو إيطاليا وفرنسا, ومع ذلك فهي بلغت درجة من التوازن والاستقرار بحيث يمكن التنبؤ ( بمعظم) اتجاهاتها المستقبلية.
والمفارقة السورية البارزة, عند الحدود الجغرافية أو الثقافية ( الدينية أو العرقية), تتشابه وتتقارب الشخصية السورية مع الآخر ( الجار والقريب) اكثر من الرشيك الوطني والتاريخي. درعا أقرب إلى الأردن من حلب باللهجة والطعام والعاطفة (ربما), أيضا دير الزور أقرب للعراق منها إلى حمص_ والهويات الأثنية ( العديدة) تخضع إلى نسبية المعيار وتذبذبه أيضا.
ومع ذلكو يمكن الكلام عن الشخصية السورية ( العاطفية) خاصة بثقة, وبدون التعارض مع المصداقية العلمية والتجريبية.
* * *
كل إنسان يرغب بتغيير الواقع_ ونحن السوريون أيضا.
يرغب الانسان بتغيير الماضي وما حدث, بشكل أساسي ودائم على المستوى اللاشعوري.
وهذه العاطفة المشتركة, مصدر ثابت لتحريف الواقع وتزييفه.
لا أحد يفخر فعليا بماضيه الحقيقي, عندما كان صغيرا, وعاجزا, ومستجديا للاعجاب بمختلف الطرق والوسائل.
...
_ شخصية المجنون, لا تستطيع ان تنتقل من الماضي ( الخيال) إلى الحاضر الآن_هنا, ويتحول بشكل كامل إلى إنكار الحاضر والواقع بشكل ثابت ومتكرر_ ويكتفي بتغيير الماضي عقليا....ليدور حاضره ومستقبله عبر حلقة مفرغة, وآلية.
_ الشخصية الناضجة, القادرة على الحب والمسؤولية, تعكس التوجه, بدل تغيير الماضي إلى تغيير المستقبل وتركيز الاهتمام على القادم والأفق. يوجد مشترك بين العبقرية والجنون في إهمال الحاضر الآن_ هنا, والتناقض في الاتجاه بشكل رئيسي.
_ الشخصية العصابية, السائدة والنمطية ( انا وأنت): نرغب بتغيير الواقع عبر تغيير الماضي (نصف جنون), كما نعمل بجد وبالفعل لتوجيه حياتنا الحالية , وتغيير المستقبل بالاعتماد على الخبرة الانسانية المشتركة ( نصف ذكاء)...للبحث تكملة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة