الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجلك تشرق الشس

بدر الدين شنن

2017 / 5 / 16
الادب والفن


شكراً لك يا وطني .. لأنك كنت أنت المكان .. الذي تلقيت فيه حق حياتي ..
ومنحني هذا الحق الانتماء لوطن .. متميز في أصوله .. وتاريخه .. ومقاومته .. ومنحني فرصة أن أعيش عمراً .. أعتز به .. فوق أرضه .
ولما عرفت المعاني الأولى للوطن .. وأنك أنت وطني .. أحببتك .
***
وقامت بيننا صلة روحية سامية .. هي أرقى الصلات .. بين حملة القيم الروحية .. والصوفية .. والإلهية .
وتعمقت هذه الصلة .. لما عرفت .. أن العلاقة الثمينة بيننا .. أصلها .. جذورها ..
هو أن جسدي قد تكون من مكوناتك .. وترابك .
وأن ينبوع دمي آت .. من ينابيع وجودك وأرضك .
وأدركت أيضاً .. أنك تتجسد .. وتقيم .. في قلبي .. وعيني .. ودمي .
***
وبذا .. إن أخذتني الظروف لآخر الدنيا .. تبقى أنت وطني .
وإذا المسافات هي بلا نهاية بيننا ..
ومن الصعب اختزالها .. واجتيازها ..
وبيننا أنهار هادرة ..
ترعب الضفاف والجسور ..
وتقطعت سبل العودة ..
تبقى أنت وطني .
***
آمنت بك قبل أن تلدني أمي .. وقبل أن يمنحني أبي ..
اسمه
ونسبه
وهويته
أحببتك .. واكتسبت حقي .. أن تكون أنت .. مدى عمري .
وأينما كنت .. أنت وطني .
***
أنت منحتني الحياة ..
وأنا بد ونك ..
كأني بلا حياة .
من دونك أنا في المنفى .. والاغتراب ..
رقم في تعداد الغرباء .
أنا شيء ..
من الأشياء المبعثرة ..
في مساحات الكون المتناثرة ..
***
وطني .. لا تنسني ..
أنا ما زلت خلية في نسغ أشجارك ..
ما زلت ذرة .. في صخرك وأحجارك ..
ما زلت حبة رمل .. في بيداء صحرائك ..
ما زلت قافية .. في بحر أ شعارك ..
ما زلت الصديق الصادق .. في عثراتك ..
ما زلت الجندي الصامد .. في الخندق الأول ..
في حربك ضد أعدائك .
***
أنت تاج الشرق ..
أنت فخر العروبة .. وحصنها .
أنت الذي أبدعت ..
واحتويت حضارات ..
كانت لولاك لاندثرت ..
أت الذي قدمت للإنسان ..
الحرف الأول ..
ليؤسس علماً وحضارة ..
***
أنت الذي قاوم ..عبر آلاف السنين ..
مئات الحروب العدوانية والغزوات .
وحرب وحوش الإرهاب الآن ضدك .
تجري أمام ضرباتك .. إلى وراء .
لكنني أخاف عليك ..
من الانقسام ..
وجماعات الغدر ..
والخونة المرتزقة
أكثر مما أخاف عليك من الغزاة .
***
أنت الذي من أجلك تشرق الشمس
وسميت كل هذه السهوب والجبال والبلاد
العظيمة
الجميلة
الأبية ..
من أجلك
بلاد الشمس ..
بلاد الشام
***
اسأل عني ..
إن تهت في زمن ضياع المبدأ والاتجاه ..
أو ضعت في حريق الكون المشتعل ..
بحروب البحث عن ثروة ..
تنهب من ارض لفقراء ..
وعن نفوذ عبودية
يفرضه الأقوياء على الضعفاء ..
***
ولا تحسبن ..
أني قد أنساك ..
وهل ينسى وطن مثلك ..
هو في السلم عظيم ..
وفي الحرب عظيم
***
أنت الحاضن الوحيد لنا ..
لبقائنا ..
ووجودنا .
وفي كل بقاع الأرض ..
ليس لنا وطن بديل لك ..
مهما كان غنياً
وقوياً
وأنيقاً ..
ليس لنا إلاّ أنت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي