الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصية سوريا الجديدة_ شخصية سوريا العاطفية 2

حسين عجيب

2017 / 5 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اليوم منفصل عن الأمس, بشكل تام ونهائي_ ويتباعدان أكثر لحظة بعد أخرى,....والذاكرة رابطة وحيدة تجمعهما.
اليوم يدخل في الغد, ومعه _ بصورة ثابتة ومستمرة, ويتعذر الفصل بينهما, بشكل مباشر وسريع.
المشكلة الأساسية_ المشكلة الوجودية للانسان_ الزمن.
ماضي الفرد وماضي الانسان, يختلفان بشكل كمي ونوعي أيضا.
ماضي الانسان مطلق_ لا نهائي, ولا ينفصل عن الوجود. بينما ماضي الفرد محدود, ومنفصل, ويمكن ملاحظته وقياسه, ويمكن دراسة طبيعته وتحولاته بشكل دقيق وتفصيلي.
نفس الفارق بين الزمن والوقت, الزمن إنساني ومطلق بينما الوقت محدود وشخصي, وملكية خاصة.
أفضل التمييز بينهما بالتسمية ايضا, زمن الفرد الماضي أمس, بينما زمن الانسان مطلق "ماضي"...ولا نهائي, ولا يمكن فصل الماضي عن الحاضر أو المستقبل.
(ذلك ما تعلمته من هايدغر, ومن تودوروف أكثر).
* * *
الماضي قبلنا ومنفصل عنا, بمعنى أنه مستقل ولا يمكن تغييره.
بينما الأمس كوضع وحالة, يختلف بشكل جذري وجوهري.
الأمس يأتي بعد الغد وليس قبله, وهذا ما يمكن ملاحظته عبر التدقيق المركز في حياة الطفل ة.
زمن الانسان : ماضي _ حاضر _ مستقبل, وهو يتعاقب بصورة منحنيات دورانية وكروية.
زمن الفرد : حاضر _ مستقبل - أمس, وهو بشكل تتابعي وخطي, ويتقدم من الآن إلى الغد...بصورة مؤكدة, وقابلة للقياس والتجريب دوما.
بسهولة يمكن تغيير حياة الفرد, تدميرها أو إصلاحها_ وبشكل ذاتي أو خارجي_ ويغني التأمل قليلا في حياة زعماء العراق _ على سبيل المثال لا الحصر_ عن الرشح والاسهاب.
تغيير الانسانية؟!
أعتقد أنه ممكن أيضا.
وكل ما عليك لتغيير العالم والانسانية بأسرها_ تغيير تفكيرك مع طريقة عيشك بالطبع.
* * *
الجنون_ تغيير الماضي, محاولة تغيير الماضي بشكل ثابت ومستمر.
العصاب_ تغيير الحاضر, محاولة إقناع كل شخص ب ....براءتك وبطولتك.
أو بتعبير آخر, حالة الثرثرة القهرية_ المتكررة.
الحكمة_ تغيير الغد, وبشكل تلقائي يتغير معه العالم, الداخلي أولا, ثم يتغير الواقع.
* * *
....
شخصية سوريا العاطفية....
الوضع المتوازن, والمستقر إلى درجة عالية من الثبات والتكرار_ وعلى مدى عدة آلاف من السنين ( كما يعلمنا التنوير الروحي_ مع الفلسفة)_ عبر ثنائية أو مزدوجة جدلية ومرنة ( خوف_حب). وضع الشخصية المتوسطة والسائدة.
يبدأ القلق والتوتر الشديد, مع إنفصال المركب_ المتوازن_ بين العنصرين.
ينزلق الحب إلى حزن, بعد إنكار الخوف, ثم إسقاطه اللاشعوري خلال الموضوعات البعيدة عادة.
والحزن إلى ندم
والندم إلى إثمية وضمير مذنب
إلى القاع_ العار....(حيث لا صوت يعلو على صوت الموت), المجتمع الفاشي والشخصية الفصامية.
....
أو العكس, النمو والنضج الانساني المتكامل (الجسدي, والعقلي, والعاطفي, والاجتماعي, والروحي).
وبتعبير, مصطلحات, علم النفس الحديث, الانتقال من الحب النرجسي والأناني_ إلى الحب المتكامل والعقلاني.
....
مع أن الوثنية والاغتراب مفهومان متباعدان, الأول ديني والثاني فلسفي, هما يشتركان في رفض الحلول الفصامية وردود الأفعال, على حساب جوانب وأبعاد تبقى_لكن ضامرة بعد إهمالها, في حياة الانسان الفردية أو الاجتماعية.
تعمل الفلسفة والأخلاق المشتركة والأديان, والعلوم أيضا....إلى تشجيع الانسان, ثم رفعه إلى الحرية والمسؤولية_ عبر طريق النمو والنضج المتكامل.
الحب والحرية والسعادة والنشاط والمسؤولية والاهتمام الايجابي, متلازمة ولا يمكن فصلها إلى عناصر مفردة.
وقد عالجتها عبر هذه السلسة_ خلال نصوص عديدة سابقة.
* * *
أصغر مشكلة يلزمها أحمقان, ينبغي عدم نسيان ذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل