الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب العمال الكردستاني والعلاقة مع النظام السوري؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 5 / 17
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
بخصوص علاقة حزب العمال الكرستاني مع النظام السوري بإعتقادي لا أحد يمكن أن ينكرها حيث في مرحلة الثمانينيّات والتسعينيات تطورت تلك العلاقة بحكم قضايا وظروف عدة، مثلها مثل نظرائها في الحركة الوطنية الكردية في الجزء الآخر من كردستان -إقليم كردستان (العراق)- لكن تلك العلاقة لم تعني بأن الأحزاب الكردية تلك وأعضائها لم يتعرضوا للضغوطات والملاحقات الأمنية حيث كانت العلاقة أساساً قائمة على أساس التقاء المصالح وليس الأهداف والاستراتيجيات؛ إن كان بين النظام السوري من جهة وكل من الحركتين الكرديتين في شمال وجنوب كردستان حيث كان النظام السوري في حالة خلاف شديد مع كل من النظامين التركي والعراقي في البلدين المجاورين.

وهكذا فقد حاول النظام السوري وعلى مدى سنوات عدة الاستثمار في الحركة الوطنية الكردية -وعلى الأخص في الإقليمين الشمال والجنوبي- ضد جيرانها المعادين، لكن وبالمقابل فإن الكرد وفي الإقليمين المذكورين استفادوا من دعم النظام السوري واستثمروا تلك العلاقة لصالحهم وإن كانت في الكثير من الأحيان على حساب أشقائهم من أبناء شعبنا الكردي في الإقليم الملحق بالدولة السورية وعلى حساب أحزابها وحركتها السياسية وللأسف.. لكن ورغم تلك العلاقة والتي كانت تشبه علاقة السيد بالأجير أحياناً، فقد شابتها بعض الخلافات وذلك بحسب تقارب وتباعد مصالح الأنظمة الغاصبة لكردستان ودرجة الخطورة التي تشكلها أطياف الحركة الكردية على مصالح تلك الدول الغاصبة.

ولذلك فقد شهدنا عدد من التوترات والضغوطات على تلك الأحزاب التي كانت في فترات أخرى تربط بعلاقات طيبة مع النظام السوري ومنها علاقة حزب العمال الكردستاني حيث ورغم كل ما كان بين الطرفين وعندما وجد النظام في تركيا تنامي قوة العمال الكردستاني، بدأت بالضغط على النظام السوري ووصل الخلاف لدرجة التهديد بالاجتياح في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بحيث جعلت النظام السوري ترضخ له وتخرج زعيم العمال الكردستاني؛ السيد "عبد الله أوجلان" من أراضيها ليعتقل في العاصمة الكينية وذلك بعد أن رفضت عدة عواصم غربية وإقليمية استقباله.. وهكذا فإن النظام بدأ بالضغط على الحزب وكوادره بهدف تحجيمه وإنهاء دوره على الساحة السورية وخاصةً في المناطق الكردية حيث أتذكر بأنني بعام 2009 كنت بإحدى منفردات الأمن السياسي بالفيحاء وعددها أربع وعشرون منفردة وكان عدد الكرد منها بحدود خمسة عشر، كنت أنا من البارتي ورفيق من حزب الوحدة، بينما كان الإخوة الآخرين من منظومة العمال الكردستاني!

إنني ما أود قوله؛ بأن وعلى رغم هذه العلاقات بين عدد من أحزابنا الكردية في الأجزاء الكردستانية الأخرى مع النظام السوري، إلا أن ذاك لم يمنع من تعرض تلك الأحزاب وكوادرها للملاحقة حيث العلاقة كانت قائمة على المصالح وليس لاشتراكهما في أهداف سياسية استراتيجية ولذلك وعندما اقتضت مصلحة النظام السوري بمضايقة تلك الأحزاب فإنها لم تتوانى عن ذلك في فترات سابقة ولاحقة .. واليوم وعندما تسنح الفرصة وتقتضي مصلحة الإدارة الذاتية وتكون هناك الإمكانيات اللازمة لتنفيذ ذلك على الأرض، فإن هذه الأخيرة لن تتوانى عن قلب الطاولة على النظام السوري وتستفرد بالقرار الإداري والسياسي في المناطق الخاضعة لها وقد حقق فعلاً الكثير من الخطوات بهذا الاتجاه وبالتالي فك الارتباط تماماً مع النظام حيث وكما هو معروف؛ فإن السياسة قائمة على المصالح من جهة وعلى الواقعية من الجهة الأخرى ولذلك لا علاقات دائمة، بل مصالح دائمة.. وبالمناسبة؛ يمكن قول الشيء نفسه عن علاقات الإقليم -الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع تركيا- حيث مع توفر الفرصة والإمكانيات سنجد إنقلاب هولير على أنقرة.

كلمة أخيرة.. إننا ومن خلال ما سبق وكاستخلاص عن فكرة المقالة نود القول: بأن علينا أن نكف عن سياسات التخوين بحق بعضنا حيث الحركة الكردية ونتيجة لظروف الاحتلال والحصار أجبرت -وما زالت- على نسج بعض العلاقات مع الأنظمة الغاصبة لكردستان، لكن ومع توفر الظروف والإمكانيات فإنها ستنقلب عليها -كما هي فعلت سابقاً وكما يقول علم السياسة- حيث المصالح هي التي تتحكم بالاتفاقيات والتوافقات.. أرجو أن تصل الرسالة للجميع ونكف عن سياسات التخوين بحق بعضنا البعض حيث من يضحي بخيرة شبابنا وأبنائنا هو يعمل لصالح قضايانا وليس لصالح أنظمة غاصبة لكردستان، لكن أحياناً بل وفي أغلب الأحيان؛ تُمارس السياسة بطرق إلتوائية مراوغاتية وميكيافيلية للأسف!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل