الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب بين الحريه والفوضى

امجد المصرى

2017 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الشباب بين الحريه والفوضى

كتب / أمجد المصرى

فى اعقاب الثورات والحركات التحرريه دائما ما نشاهد خلطا رهيبا بين مفاهيم يخطىء الكثيرون فى التمييز بينها وخاصة الشباب مثل الحريه والديموقراطيه والفوضى ودائما ما يكون الخيط بينهما رفيعا جدا لدرجه قد تذهل البعض خاصة مع انخفاض درجة الثقافه فى المجتمعات الناميه وبلدان العالم الثالث على وجه الخصوص فالحريه المطلقه لابد ان تؤدى الى الفوضى كما ان الاهمال فى تحديد معنى واضح لمصطلح الحريه ينتج عنه غالبا السقوط فى براثن الفوضى الهدامه.. انه الخيط الرفيع بين الفوضى والحرية ، بين القواعد والقيود ، بين العقل والجنون ، بين المصلح في الارض بأسم الحرية ، والمفسد فيها بأسمها أيضآ.
فهل الحرية هي الفوضى أم هي النظام واحترام الغير..انه هذا السلوك الحضاري الذى يعطى الانطباع بأننا مازلنا بشرا نحترم بعضنا البعض ..أم ان مفهومنا للحرية هو اعمل ما تريد وافعل ما شئت فلا احترام للقوانين ولا احترام لمشاعر الآخرين بحجة الحريه الشخصيه فهل هى حريه ام انها غوغائيه وفوضى وطاقات عشوائيه تبحث عن ايقاع ينظمها ويستوعبها والا اضرت بالشخص ذاته وبالمجتمع ككل فكيف نضع حدا لهذا الخلط وكيف نزيل اللبس لدى شبابنا ليعلم ان حريته لا ينبغى لها ان تتجاوز حدود حريات الاخرين وان هذا المجتمع لا يستقيم الا باحترام الجميع للاطر والنظم التى تحكم علاقات الافراد ببعضهم وعلاقاتهم بمجتمعهم ... انه دور المخلصين من ابناء هذا الوطن خاصة المثقفين الذين يستطيعون انقاذ ما تبقى والعوده الى الوراء قليلا لاعادة ترسيخ قيم الترابط واحترام الاخر والديموقراطيه فبالنقاش الهادىء واعلاء المصلحه العامه على المصالح الشخصيه وارساء مبدأ التعاون وان الكل دائما فى واحد حتى يتحقق الهدف المنشود وتستقر سفينة هذا الوطن المضطرب ليبدا هذا الجيل الصاعد فى تحمل مسئولياته واستلام الرايه ممن سبقوهم متسلحين بما تعلموه من خبرات الاولين وتجارب السابقين ..
ولعل كل من يتابع حالة المجتمع المصرى خلال السنوات الماضيه قد لاحظ التغيرات النوعيه التى طرات عليه خصوصا بعد ثورة يناير وان هذه الطفره التى حدثت لدى الشباب لم تكن متوقعه وربما لم يستعد لها احد فهذا الجيل الذى اندفع بكل حماس وقوه الى الميادين لينتزع ما توهم انها حريته المسلوبه لم يفهم بعد طبيعة وقدسية هذه الحريه التى ينشدها فسرعان ما انطفئت شعلة الثوره المنظمه ولم يتبقى منها الا اقتناع هذا الشباب بانه اصبح الان حرا فى كل تصرفاته وان القيود قد سقطت جميعها فلا وصايه ولا التزام عليه من احد فاندفع الى الطرقات تحت شعارات الثوره على كل ما هو قديم ليحطم قيما تربى عليها الاجيال ورسخت فى عقول وضمائر هذا الشعب ومع اول اختبار لهذا الجيل الثائر فشل فى ان يكون له شكل منظم او قياده تعبر عنه او حتى منبر مستقل لنشر افكاره وارائه الجديده على المجتمع نوعا ما فحتى فى حراكه الثورى او السياسى لم يتعود على فكرة الالتزام او النظباط المجتمعى او السياسى فشاهدنا سقوطا ذريعا لكل الكيانات السياسيه التى انشئها الشباب باغلبيتهم المتوافره كما وليس كيفا فالكل يريد الزعامه والقياده والعنف يسود كل التعاملات والبقاء للاقوى والاكثر شعبيه بين اقرانه بغض النظر عن الكفاءه والجاهزيه للقياده وبالتالى سقط الجميع الا من رحم ربى ليختفى هذا الوهج وتذبل تلك الزهور التى تفتحت يوما فى ميادين الثوره ... لقد اختزلوا الثوره فى مسمياتهم الصغيره والمتواضعه فافسدوا كل شىء حتى انفسهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن