الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يجب على الفيلسوف أن يجدد من لغته الفلسفية ليجاري فكر القارئ، أم أن على القارئ أن يكون بمستوى الفكر الذي يدور في عقل الفيلسوف؟ - من -دهشة فعل التفلسف كعقلنة - في الحلقة السادسة من حوارنا مع البروفيسورة خديجة زتيلي في -بؤرة ضوء-

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2017 / 5 / 18
مقابلات و حوارات



نصوصك المكتوبة ينسل منها خزينك المعرفي وفكرك الفلسفي برغم أننا نلمس من خلالها طرحك لكل مايتوجب الكتابة عنه بلغة أكاديمية معجونة بفلسفة الروح...هل يجب على الفيلسوف أن يجدد من لغته الفلسفية ليجاري فكر القارئ، أم أن على القارئ أن يكون بمستوى الفكر الذي يدور في عقل الفيلسوف؟

https://i58.servimg.com/u/f58/19/60/38/08/5510.jpg



د. خديجة زتيلي:
عندما أجلس للكتابة لا تدور بخلدي مثل هذه الأفكار والتساؤلات،وكل ما أفعله هو الحرص على كتابة نصّ جيّد بتحليل موضوعي وعميق، فلا يجدّد الفيلسوف أو الكاتب من لغته بقرار يؤخذ بين جدران أربعة وعلى كرسي وثير، إنّ المسألة هي أعقد من ذلك بكثير. إنّ تجديد اللغة الفلسفيّة تتمظهر في نصوص صاحبها بعد مسار فكري وعطاء علمي يكون حافلا بالمنجزاتيتحوّل الكاتب معها وبها وفيها دون أن يقرّر ذلك ودون أن يحسب لخطواته تلك أيّ حساب. فشتان بين نصّ نكتبه في مرحلة الشباب مثلا وآخر يتوّج مسارا من العطاء والعمل!وكل كاتب يلمس هذا الفارق بين نصوص ومؤلفات البدايات والأخرى المتأخرة، وبالاستناد إلى التراث الإنساني يتّضح المقال. إنّ طبيعة النصوص تفرض قُرّاءهالا شكّ في ذلك والقارئ أيضا يرتقي إلى نصوص المبدعين والكتاب والفلاسفة بالمواظبة والاجتهاد ومراكمة المعارف وبالقراءة المستمّرة،وهذه المعادلة الكيميائية، إذا جاز لي هذا التعبير، أتصورها حاضرة بدون وضع خطط مسبّقة لها لا من جهة الكاتب ولا من طرف القارئ.لا مناص أنّ تجديد الكاتب من لغته الفلسفيّة يأتي بالتدريج وبالتحصيل العلمي والثقافي المستمر،كما أنّ خلق قارئ جيّد يأتي بنفس الطرق،وعلى هذا النحو الجدلّي والخلاّق توطّن المعرفة والثقافة نفسها داخل المجتمعات وفي التاريخ والحضارةّ. ثم أنّ الفصل الحادّ بين القارئ والكاتب لا يستقيم منهجيّا في كلّ الأحوال خاصّة عندما تُطرح مسألة الكاتب القارئ والقارئ الكاتب!لا شكّ أنّ خلفيتي الأكاديميّة تتمظهر في نصوصي ومنجزاتي مشفوعة بثقافتي القوميّة والإنسانيّة وفهمي للنصوص ومنجزات غيري، فالكاتب يتجدد عبر الانفتاح على الإنسانيّة الرحبة، وفي خضّم هذا الفعل يكون سامقا فعّالا ومثقّفا عضويّا. وأريد أن أضيف في ختام هذه الفكرة أنّ القارئالجيّد،بتطلعاته وثقافته الواسعة،بمقدوره أنّ يميز في النصوص بين الغث والسمين.
ـــ كتب الفيلسوف يوهان فريدريك هيربيرت عن حالة الوعي الفلسفي قائلا:"
تتصف الأفكار بالكثافة أو الجودة، ويمكن للأفكار بأن تنهي بعضها أو تعمل على دعم وتسهيل بعضها ".


انتظرونا عند سؤالنا هل تجدين أن الشعوب العربية في الوضع الراهن بحاجة الى الوعي الفلسفي لتتخطى الانتقال من حالة اللاوعي إلى حالة الإدراك التام لواقعها ومسؤولياتها؟
من "دهشة فعل التفلسف كعقلنة " في الحلقة السابعة من حوارنا مع البروفيسورة خديجة زتيلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟