الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسر الكتابة!!

حميد طولست

2017 / 5 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عسر الكتابة !!
ليست هذه المرة الأولى التي أصاب فيه بعسر الكتابة ، وأقف فيها ، لأيام وربما لأسابيع ، مغلول اليد لا أسود بياضا ، معقوف القلم لا أنقش رسما ، معقود الحرف لا أخط حرفاً ، مشلول التفكير لا استطيع التسلل لمخابئ الحرف المتراكمة في ذهني ، ولا أقوى على استدارجها ،لا أقهرا ولا طواعية، لترميز المعلومات في شكل كلمات مكتوبة ، وكأن تلك الحروف ، التي كانت إلى حين منسكبة بغزارة ، قد تكلست بدواخلي وتحجر جويانها ، أو كأن الحبر الذي كان منسابا سيله ، قد جف وتيبست مساراته ، فضن البوح علي بجريانه ، وتعصلج معي التعبير البسيط منه والمعقد . بالرغم من توافر مكونات الإبداع ، وطروف التفكير والتصور والتعبير، و شهوة الكتابة الشبقة ، والتحدي الشديد والحماس العارم ، وبالرغم من توفر المحفزات والمحرضات الذاتية والموضوعية واستفزازيتها ، من رفاهية الأجواء ، وصفاء اللحظة الإبداعية ، وجمالية الأمكنة ، وتوافر الأقلام والحواسب ، وكل ما لا يبقى ولا يدر الورق على بياضه ، ورغم اتساع الدوائر والمجالات التي يفكر المرء ضمنها، فقد اعتراني هذه الأيام عسر الكتابة ، على غرار عسر الهضم الذي يصيب البَطين المَبْطُون ، فخشيت أن تكون الحالة ، هي بداية النهاية ، وإني انزلقت في دوامة الملل والتكرار والرتابة ، أخطر أعداء فعل الكتابة ، أكثر ما يرعب كل هواتها و جميع مبدعيها ، فتهجرني موهبة رصف الكلام ، ولا أعود من جديد ، لتسطير المنثور منه والمنظوم ، وتنسيق الحرف والوصف بسلاسة وجمال وبموضوعية واثقان.
فهل يا تري سيستمر معي هذا الضعف الذي اعتراني؟ وأتوقف نهائيا عن الكتابة ، التي قبل أن تكون أي فعل ، هو وسيلة تواصل واتصال مع الآخرين، ووسيط يوظّفه الكاتب لنقل رؤياه وأفكاره ومشاعره للمحيط الاجتماعي الذي يتفاعل معه ؟؟
لا وألف لا ، إنها حالة عابرة و"بلوكاج " خفيف - ليس كـ"بلوكاج" تشكيل الحكومة -سيزول بزوال أسبابه النفسية الظرفية ، كما توزول أوجاع البطن بزوال مسبباتها ، فما يدريني فلعل الفرج يأتي بعد حين ، وأعود لهوايتي التي وجدت فيها نفسي التي قضيت العمر أبحث عنها ، فهجرت من أجلها كل شيء ، حتى لذة النوم ، وكل أملي معقود على من أقسم بـ" ن والقلم وما يسطرون" ، القلم الذي ذكرني بإحدى عادات المرحوم والدي ، والتي ما كنت أعرف الحكمة منها ، وهي عادة وضعه ، رحمة الله عليه ، القلم على أذنه اليمنى ، التي يتحسسها من حين لآخر ، بنشوة وسرور ، للتأكد مما إذا كان القلم باق في موضعه ، ربما لإهتمام "ناس زمان بالقلم وقدسيته ، أو لسهولة الوصول إلى القلم عند اللزوم ، أو لتجنب إضاعة الوقت في البحث عنه في الجيوب.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
ورئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي