الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجو أوروبي / قصة قصيرة

عبد المجيد طعام

2017 / 5 / 19
الادب والفن


أشرت إلى سائق الطاكسي فتوقف، ركبت و أحسست أن غبطته و انشراحه تملآن كل فضاء السيارة .. الموسيقى كانت شرقية هادئة تبتعد عن صخب الأغاني الشعبية الرخيصة .. لم يتأخر السائق الشاب عن الإفصاح عن دواعي انشراحه فقال لي :"آه ما أجمل هذا اليوم ! ! ..اليوم ..الجو أوروبي ! !"
تفحصت الأجواء من حولي ، غيوم غير كثيفة تلقي رذاذا منعشا على الشوارع و المارة.. جو فيه الكثير من اللطافة و الحنان ، يبعث على حب الحياة و احترام الآخر... رومنسية قل ما تجود بها الطبيعة على مدينتنا المحاصرة بتضاريس قاسية و مناخ دائم الانفعال.
نظرت إلى السائق دون أن أتمكن من إخفاء ابتسامتي المعبرة عن سريان خدر الانشراح في جسدي فأدرك أنني أشاطره الرأي و الإحساس فداس على دواسة السرعة و انسابت الطاكسي عابرة الشارع الرئيسي... لكن ...فجأة انفلت المقود من يد السائق و مالت بنا السيارة إلى الجانب المعاكس...ابتلعت ابتسامتي و علت وجهي علامات الخوف و الاستغراب و سألته :"ماذا حدث ؟ " أجاب على الفور :" إنها حفرة لعينة ! ! كادت أن تودي بحياتنا... ! ! "
تحول السائق بسرعة من انشراح الجو الأوروبي إلى انفعال الجو المغربي و انفجر فمه بركانا يقذف حمما من السب و الشتم ، وزعه على البرلمانيين و المنتخبين المحليين و أعضاء الحكومة ... لم يستثن حتى نفسه بل كال لها الشتائم المحرجة معاتبا إياها بصوت مسموع :" أنا حمار ...كيف نسيت هذه الحفرة...؟ !" عرفت منه أنه يحفظ كل حفر المدينة لكن الإحساس بنشوة الجو الأوروبي أنساه الجو المغربي.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/