الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحايل والاستدراج كتقنيات للماركوتينج

عائشة التاج

2017 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


التحايل والاستدراج كتقنيات للماركوتينج :
رن هاتفي الثابت صباح أمس برقم غير مألوف , تخبرني فتاة على الطرف الآخر بأن هذا الرقم فاز إثر قرعة قامت بها مدرسة للغات تدعى هايتيك Hitek بأكدال .بشهر مجاني , أجبتها بأنني أن هناك اتصالات من شركات تنبئك بفوز مفترض وعندما تذهب تجد شيئا آخر إذ لاتعطي بالمجان إلا العقرب وطبيعتنا السخية
أكدت لي جدية الأمر ودعتني لاكتشاف موقعهم على الفايسبوك ولم أجد فيه ما يعبر عن هذه القرعة والفائزين المفترضين ,ودعتني أن ازورها اليوم لسحب "البون" هههه
توجهت لمقرهم على الساعة السابعة مساء وهو توقيت نزهتي اليومية ,بالنسبة لي حج وعمرة إلى كعبة "الماركوتينج " لعلي أكتشف جديد عالم التجارة في مجال "المعرفة " الذي اضحى مليئا بالعجائب ,
استقبلني شاب هو مسؤول العلاقات العامة او شيئا من هذا القبيل وراح يقدم لي شبكة المدارس وتوزيعها على الخريطة والمواد المدرسة و البرامج والمستويات والمزايا التي يتمتع بها المتعلم الزبون بما فيها حقه في تقييم الاستاذ كل حصة وتسجيل ملاحظاته التي ستاخذها الادارة بعين الاعتبار ,استهجنت في نفسي هذا الإذلال الذي يخضع له اساتذة المدارس الخاصة باخضاعهم لامزجة زبناء منهم من ياتي لملإ الفراغ لا لتعلم يعتبر خضرة فوق طعام ,
وعندما وصلنا لمسالة "الثمن " بعد الشهر الهدية ، انسحب ليذهب عند المسؤولة "المالية" ثم ليصطحبني عندها فأخبرتني بأنهم سيختارون 5 من ضمن 10 الفائزين ليستفيدوا بالإضافة للشهر المجاني من نصف الثمن ,وحسبت ان الثمن سيكون حوالي 5500 ده علي أداؤها هنا والآن ,,,,,,,وأي تأخير سأفقد إمكانية التخفيض ,ههههههههه
اجبتها بأنني اعرف تقنيات الماركوتينج بفضل مهنتي وتخصصي وخبرة في الحياة ،احمر وجهها وتوقفت عن حماسها في الإقناع إذ يبدو أنها تفاجأت من كوني أستاذة وووو ,وضعت القلم على الطاولة وقامت منفعلة قائلة :
إن كنت لا تثقين بجودة دروسنا مرحبا بك يوم الثلاثاء القادم وأنا متأكدة أنها ستعجبك ,
ولللإشارة فالشهر المفترض أنه هدية هو عبارة عن حصة ساعة ونصف من الدردشة كل اسبوع وهو خداع إضافي لأن برنامج الدروس الأسبوعية هو حصتان ,
هذا هو منطق "التدريس "في القطاع الخاص وهذه هي الاساليب التي يبيعون بها بضاعتهم التي يبو أنها كاسدة وإلا لما اصطرواا لهذا النوع من الترويج إذ ما يبدأ بالنصب لابركة فيه ,,
ولللإشارة فأن الكتب على حساب المؤسسة أي مفروض أن تشتريها منهم شئت أم أبيت ويقولون لك هي على حسابنا ,,,,,,علما انها متضمنة داخل الثمن الإجمالي إذ يبيعون لك السنة كاملة كشرط من شروط الاستفادة مما يعتبرنه تخفيضا ويطلبون منك اتخاد القرار ساخنا مانحين إياك إمكانبة النقسيط المريج بعد الموافقة السريعة جدا وكأنك ساذج جئت من بلاد الواقواق ليقرر لك آخرون يعتقدون نفسهم أذكياء بفجاجتهم هذه ,
ولقد ازددت إيمانا بضرورة تقليص خوصصة التعليم إلى أبعد حد ,فالعلم ليس بضاعة ولا يمكن إخضاعه لمنطق الاستهلاك بشروطه الهجينة , وادركت المصيبة التي يعيش فيها اساتذة "التعليم الخصوصي " فضاء من الاهانات مقابل اجر شهري لعله لايسمن ولا يغني من جوع ,كان الله في عونهم ,
كما أتساءل من أين حصلوا على الهاتف وهل هناك تواطؤ من شركة الاتصالات التي تبيعهم هواتفنا الثابتة والخاصة بدون اذن ؟؟؟؟
وما رأي جمعيات المستهلكين في ما نتوصل به من إشهارات صباح مساء بل في حضن الليل ونحن نائمون رعما عنا ,,,,؟؟
وفي هذا الافتجام العنيف لحياتنا الخاصة من طرف كل انواع التجارة والبضائع ؟؟؟؟؟
أمور تستحق التفكير في ظل عولمة تزداد توحشا وشراسة واستعبادا للناس ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر