الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البدء كان الكلمة

نعيم إيليا

2017 / 5 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من المشكلات التي واجهت الفلسفة الماركسية - وما فتئت - مشكلة التجريد. إنها مشكلة ما زالت الفلسفة الماركسية عاجزة عن إيجاد حل لها. وقد يمكن أن يقال، في أحسن الأحوال: إن الماركسية، ظلت تراوح، وهي بإزاء هذه المشكلة، بين المثالية والمادية، بين التأملية والعلمية.
ما معنى التجريد فلسفياً؟
التجريد هو تحويل الذهن موجوداً مادياً ما إلى كلمة منطوقة لها دلالة أو معنى يرجع إلى ذلك الموجود، وينبه إليه: كأن تحول القلم الحقيقي بصورته المادية المحسوسة المعلومة، إلى كلمة مؤلفة من أصوات يتبع بعضها بعضاً بتسلسل: ق. ل. م. ويعمل الذهن (الدماغ) على تخزين الكلمة في الذاكرة. والذاكرة حيز في الدماغ يكاد يماثل في وظيفته الحيز الموجود في الكومبيوتر هذا الذي صنع ليحفظ المعلومات والبرامج والصور، تمام المماثلة.
ولكن ما عسى أن يكون هذا الشيء الذي جرده الذهن عن شيء مادي محسوس، وحوله إلى كلمة ثم ادخره في الذاكرة؟
هل هو شيء مادي أم هو شيء لامادي؟ وكيف نعلم – إن اختلفنا في تحديده – أنه هذا وليس ذياك؟
يرى الماركسيون، رغم ماديتهم، أن المجرَّد صورة الشيء الذهنية، ولكن هذه الصورة، ليست حقيقية أي ليست مادية. إن صورة القلم في الذهن هي مجرد صورة ذهنية لهذا القلم عارية من المادة وشوائبها عرياً تاماً وإن كان أصل الصورة هذه مادياً؛ مما يستتبع، على هذا التقدير، نتيجة هي أن وجود القلم في الذاكرة، ليس وجوداً له على الحقيقة، مثل حقيقة وجوده المادي في الواقع؛ إذ لا يمكن أن يكون في الذاكرة قلم حقيقي بمادته، وإنما الموجود فيها فكرة القلم، صورته الذهنية.
ومن المعلوم أن الفلسفة الماركسية تقدم المادة على الفكر. فالأصل فيها المادة، ومن المادة تنبثق الأفكار. وهي نظرة تكاد تضارع نظرة هِركليت الذي كان يرى أن أصل الوجود مادة النار منها تتوقد كل الموجودات والأفكار. غير أن الماركسية لا تتحرى أمر الصورة المجردة، أو الفكرة المأخوذة عن الأشياء: ما هي؟
لذا فمن غير المجدي أن يسأل المرء عن حقيقة الصورة المجردة للأشياء المادية في الماركسية؛ لأنه ليس في وسع الماركسية أن تقدم له عن هذه الصورة جواباً إلا أنها فكر، صورة، وكفى! وهذا من باب تفسير الشيء بالشيء، كتفسير الماء بالماء، والنار بالنار، وهو أمر مبتذل مردود.
وإذ ينعى الماركسيون على المثاليين القائلين بأن الفكر أصل الموجودات، يقرون في الوقت ذاته بوجود الفكر بصورةٍ – إن جاز التعبير، فليس للفكر صورة – لامادية، من غير أن ينتبهوا إلى أنهم بإقرارهم بوجود صورة لامادية للأشياء، يطعنون بمبدأ المادية الذي هو أسّ فلسفتهم وينقضونه. وهذا مما يجيز طرح السؤال: ما هو الفرق بين المادية والمثالية إذاً؟
ما هو الفرق بين قول من يقول: في البدء كان الكلمة، وبين قول من يقول: الصورة المجردة للأشياء ليس لها وجود مادي في الدماغ.. فما هي سوى فكر مجرد عن المادة؟
فإن كلا القولين ينتهي إلى معنى واحد؛ إلى معنى التجرد التام عن المادة. والتجرد التام عن المادة، مفهوم أشبه ما يكون بمفهوم الروح. فهل لمفهوم الروح يا ترى، وجود منفصل عن المادة، ليكون للفكر بالمقابل وجود منفصل عن المادة أو ليكون له وجود لامادي؟
العلم، جهينة. وعند جهينة الخبر اليقين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الأصفار الثلاثة
نعيم إيليا ( 2017 / 5 / 21 - 20:23 )
يعتقد المصفرون الثلاثة أننا نلهو وجزاء اللهو الصفر
فإذا كانوا على حق فليقولوا لنا أي شيء هي هذه الصورة المجردة التي يختزنها الدماغ في الذاكرةعن الأشياء المادية ؟


2 - وأنا كمان
خالد القحطاني ( 2017 / 5 / 22 - 01:23 )
و صفر كمان مني


3 - الاستاذ نعيم ايليا الحترم
nasha ( 2017 / 5 / 22 - 01:59 )
شكرا جزيلا على هذا الطرح
لا تهتم للاصفار الثلاثة اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون .
العنوان عبارة فلسفية ومفهومها فلسفي بحت ولكن لانك استخدمت نفس الكلمات الدينية فمن الطبيعي الكثير سيعطيك صفراً حتى بدون قراءة المقال.
لو كنت استخدمت على سبيل المثال عنوان كالتالي:
....ما هو الوجود هل هو وعي ام مادة ...
لكانت ردة الفعل مختلفة تماما
انها تاثيرات الفلسفة المادية الحسية والافكار والاديان الحسية بالاضافة اى سوء فهم النصوص الروحية كذلك.
تحياتي


4 - إلى القحطاني
نعيم إيليا ( 2017 / 5 / 22 - 08:26 )
أفحمتني بمنطقك القحطاني! ولكن ما شأن القحطاني بالفلسفة الماركسية وعلوم الطبيعة؟


5 - إلى العزيز ناشا
نعيم إيليا ( 2017 / 5 / 22 - 08:39 )
((ولكن لانك استخدمت نفس الكلمات الدينية فمن الطبيعي الكثير سيعطيك صفراً حتى بدون قراءة المقال.))
صدقت!
ملاحظتي مرسلة للماركسيين المضريين، وأعجب! ما شأن القحطانيين بها!؟
لا أبالي يا عزيزي، لن أبالي! أعلم أن ليس لدى الماركسيين جواب على السؤال الموجه إليهم.
شكراً لك


6 - العزيزان نعيم إيليا و Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 22 - 11:25 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لكما،

من الطبيعي ألا تلقى المواضيع الفلسفية التي تتطلب إعمال التفكير في دهاليز المنطق و استكشاف طرق انسيابه و تشعباته و مآلاتها: التفضيل من الكثرة، و هذا شهادة طيبة أن للعقل أصحابه،،،

،،، لكنها مسؤولية عظيمة بالمقابل يحملونها، كونهم القادرين على إيجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها المجتمعات حتى حينما تجهل قدرهم تلك المجتمعات و شخصوصها.

أما عن موضوع استخدام الكلمات التي تستدعي من الوعي حمولة دينية و تُفهم في سياقه، فهنا على الكاتب أن يكون شديد الحذر و المهارة و الدقة لكي يفصل بين الكلمة كاجتماع حروف و لفظ منظوق و بين الصورة الذهنية الدينية التي تستدعيها، بهدف أن يعطيها معنى ً جديد، و صورة جديدة، و ارتباط ذهني جديد،،،

،،، و هي مُهمَّة شاقَّة لكنها ممكنة و ضرورية في آنٍ معاً.

احترامي الكبير و محبتي الموصولة لكما.


7 - الأستاذ نضال الربضي
نعيم إيليا ( 2017 / 5 / 22 - 14:20 )
أهلا بك يا عزيزي وشكرا لك على المشاركة
بس لاحظ من فضلك أن هذه الملاحظة البسيطة للغاية استأثرت باهتمام - سلبا أو إيجابا ما بهم- أكثر من خمسة وعشرين قارئا. مع أنها تتناول مسألة ذهنية لها علاقة بالفلسفة الماركسية لا بالدين. ولا يهم أيضا ألا يكون الخمسة والعشرون قارئا قرأوها. التصويت لك أو عليك دليل على الاهتمام
أما العبارة الدينية فلا شأن لها بالدين ولكن الملاحدة المسلمين بسبب ما توارثوه من حساسية تجاه التراث المسيحي ما إن تستشهد بشيء من هذا التراث أمامهم على مسألة ما حتى تصيبهم كريزة وقد يفور عليك فائرهم، مستحضرين هيباتيا والحملات الصليبية وإبادة الهنود الحمر والاستعمار الغربي والكتائب اللبنانية وربما اسرائيل.
وشكرا لك ثانية


8 - العزيز نعيم إيليا
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 22 - 19:55 )
تحية مسائية طيبة!

مسألة وجود الشئ خارج الفرد ثم تمثيله داخله و طبيعة هذا التمثيل و ارتباطه بالشئ الأصلي قديمة في الفكر الإنساني، و الماركسية بتناولها لهذه القضية تستجيب لهذا الفضول العقلي الكامن في كل واحد ٍ منَّا.

الملحدون من أصول إسلامية بشكل عام (مع استثناءات) لا يملكون اضطلاعا ً جيدا ً على المسيحية و لا فهما ً لأصولها و منابتها و شجرتها التي لا يرون منها سوى ما شربوه في المدرسة و الجامع سابقا ً ثم َّ ما تعلموه من اعتراضات من ملحدين غربين، و هو ما يجعلهم غير مؤهلين للحديث النافع في الإطار المسيحي.

من يدعي أنه تحرر من قيد الدين لا بدَّ أن يصل للمرحلة التي يفهم فيها أن الدين استجابة طبيعية للحاجات النفسية البشرية لكن بأدوات و علوم و فكر ذلك الزمان، فإذا نظر َ وراء الرمز ليجد الأصل أصبحت عندها كل الكلمات مجرد دلالات و أدوات لمفاهيم، و لن يتحرج من الكلمات، و هذا يا عزيزي ليس سهلاً.

عامل آخر يحمل نفس القدر من الأهمية هو: غياب الثقة تماماً، ألا ترى كيف يتهمون كل من يختلف معهم أنه كاذب، يرتدي الأقنعة و يحمل أجندة تبشيرية و يخضع لتمويل غربي.

تحياتي الحارة!


9 - الأستاذ نضال الربضي 2
نعيم إيليا ( 2017 / 5 / 22 - 21:51 )
أشكرك على ملاحظاتك القيمة يا عزيزي! سأتوقف قليلا عند الأولى:
((مسألة وجود الشيء خارج الفرد ثم تمثيله داخله و طبيعة هذا التمثيل و ارتباطه بالشئ الأصلي قديمة في الفكر الإنساني، و الماركسية بتناولها لهذه القضية تستجيب لهذا الفضول العقلي الكامن في كل واحد ٍ منَّا.))
لأسأل: ما هي طبيعة الصورة المجردة المحفوظة في الذاكرة؟ مم تتكون؟ هل هي شيء مادي أم شيء لامادي؟
فلم أجد جواباً لدى الماركسيين. الماركسيون في موقع الحوار المتمدن يكتفون بالقول: إنها صورة، أو فكرة، ولا يذهبون إلى أبعد من ذلك. وإذا طلب منهم طالب ان يوضحوا له حقيقة هذه الصورة أو الفكرة، أمطروه بوابل من الأصفار نقمة منه ومداراة لعجزهم.
هل لك عزيزي أن تدلني على مرجع ماركسي تناول هذه القضية وحدد بعد ذلك طبيعة هذه الصورة المجردة!؟
ولك من الشكر أوفره!





10 - نحن المسلمون هنا
ذياب دايخ ذيب بنيدر ( 2017 / 5 / 22 - 23:14 )
نحن مضطهدون في هذا الموقع
واضطهادنا سر مثابرتنا


11 - الاخ الاستاذ نضال
nasha ( 2017 / 5 / 23 - 01:25 )
تقول:
الملحدون من أصول إسلامية بشكل عام (مع استثناءات) لا يملكون اضطلاعا ً جيدا ً على المسيحية ........
كلام صحيح لا نختلف عليه كثيرا
الفكر المسيحي وبالاخص العهد الجديد ليس دين بالمفهوم العام للدين ... لم يُفرض فرضا وليس امتداد ميثولوجي لما قبله وانما خلطة فلسفية مع شخصية روحية فلسفية تفسر الوجود بطريقة لامادية جاعلة الوجود المادي جزء من الوجود وليس كل الوجود كما هي الحال مع الفلسفة المادية.
الناس الذين من اصول اسلامية لهم نظرة مادية بحتة سواء ملحدين او غير ملحدين.
لاحظ ان العهد الجديد فيه ميزة تختلف عن باقي معتقدات العالم . ميزته هي انه نظام مفتوح خالي من النواهي وخالي من القوانين الصارمة ويعتمد على المنطق العقلي في فهم الاخلاق والقانون ويترك حرية للاجتهاد والتغيير.
قد يوحي لك انه يملك الحق المطلق ولكنه يترك لك المجال دون حساب في هذا العالم لتقبله او ترفضه دون عقاب دنيوي.
اما المعتقد الاسلامي فهو نظام مقفل صارم قوانينه ثابتة قطعية (نصوص قطعية الدلالة ) لا تقبل المناقشة
الناس من الخلفية الثقافية الاسلامية وحتى الغير مسلمين منهم ينطلقون من هذا المنطق للهجوم على الفكر المسيحي.


12 - النظام المقفل والنظام المفتوح
nasha ( 2017 / 5 / 23 - 02:07 )
الملحدين من جميع الاصول الثقافية لا يصتدمون مع النظام الفلسفي المفتوح مهما كان لانه قابل للتشكيل ولكنهم يصتدمون بالنظام المغلق لانه غير قابل للتشكيل...
وهذه هي معظلة الباحثين عن ايجاد مخرج للجمود الثقافي ومشكلة التعصب والعنصرية في العالم الاسلامي.
امتلاك الحق المطلق والاعتقاد بما بعد الحياة لا يشكل اية مشكلة بل بالعكس يعطي دفعة نفسية عاطفية للالتزام بالقانون والاخلاق .
اما امتلاك الحق المطلق في هذه الحياة المحسوسة المادية وفرضه بالقوة فهذا هو التعصب وهذه هي العنصرية .
وهذا ما حدث في العالم عند انتشار الفلسفة المادية وما تلاها من فاشية ودكتاتورية وحربين عالميتين.
وكذلك ما يحدث اليوم من ارهاب وتخريب تحولت الى حرب عالمية ضد الفاشية الدينية.
تحياتي


13 - العزيز نعيم إيليا - 1
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 23 - 07:02 )
نهارا ً طيبا ً لكم أخي نعيم،

للإجابة على سؤال أقول:

- لا تمتلك الفلسفة الماركسية أو أي فلسفة أخرى الإجابة على سؤالك، بحكم أنها فكر عقلي مجرد لم يلتقي مع العلوم الطبيعية التطبيقية حيث الإجابات الأقرب لمعرفة الحقيقة (و لا أقول الحقيقة فإننا نقترب لكننا لا تبلغ)

- عندي أن كل ما يُنتجه الإنسان (تفكير، عمل) يصدر عن طبيعته البشرية البيولوجية، و لا تخرج عن هذه القاعدة تصوراته على ماهية الأشياء و صورها و ارتباطاتها في ذهنه

- استقبال الحواس للمؤثر الخارجي (نظر، سمع، لمس، شم، تذوق) فإرسال إشاراتها إلى الدماغ (كعضو بيولوجي) فمعالجة هذه الإشارات بواسطته، هي عمليات كيميائية كهربائية في شمولية دورتها من الاستقبال و حتى إعطاء المعنى و التخزين ثم الاسترجاع لاحقاً.

- بالتالي فإن الصورة ما هي إلا نتيجة و أثر هذه العمليات الكيميائية الكهربائية داخل الدماغ العضوي، و عملية استرجاعها هي أيضا ً تفاعلات كيميائية كهربائية، و لا بد هنا من توضيح التالي ضرورة ً

يتبع


14 - العزيز نعيم إيليا - 2
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 23 - 07:09 )
تابع

و لا بد هنا من توضيح التالي ضرورة ً: إن استرجاع الصورة لا يعني على الإطلاق حضور ذات المؤثر الحسي الذي أنشأها على اعتبار وجوده ككيان محفوظ ثابت كما يحلو لبعض الفيديوهات التوضيحية التي يعرضونها كعلوم ميسرة، إنما الموضوع أعقد من هذا، إنها عملية إعادة إنتاج للتفاعل الكيميائي الكهربائي بشكل يحاول تقليد الخبرة الأولى التي بواسطتها تمت عملية التخزين،،،

،،، و هذا يعني أن الإنسان لا يستذكر بالضبط ما خزن، و أنه يملأ فراغات عيوب الاستذكار بمادة جديدة يجعلها جزءا ً مما يتم استرجاعه، و من هنا بالذات تتولد عيوب الذاكرة و الاختلافات بين الناس على ما حدث و ما تم، و هو ما تكشفه أبحاث الذاكرة.

أخي نعيم، العلم هو وريث الفلسفة لأن الأخيرة حاولت في الماضي أن تقدم الإجابات عن أسباب و أصول الأشياء لكن بأدواتها المحدودة، أما الآن فلدينا أدوات أخرى و معارف أشمل و أقوى، و صار على الفلسفة أن ترجع إلى العلم قبل أن تقرر في شأن ٍ ما خصوصا ً في الأمور المعقدة مثل موضوع تمثيل الخارج داخل الإنسان.

احترامي!


15 - العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 23 - 07:19 )
يوما ًطيبا ً أتمناه لك أخي Nasha،

أتفق معك في ما ذهبتَ إليه من أن محاولة فرض ما تملكه جماعة ما على العالم باعتباره الحقيقة المطلقة يؤدي إلى نتائج كارثية، كما وأرى صواب استنتاجك بأن الهجوم على المسيحية ينبع من محاولة مقاربتها من ذات زاوية الفهم و الرؤية الإسلامية التي ينطلق منها المسلم نحو دينه،،،

،،، هنا أيضا ً نجد أن المسيحي يحكم على الإسلام انطلاقا ً من رؤيته المسيحية، و هذا بالضبط سبب كل المهاترات العقيمة بين أتباع الدينين هنا على صفحات الحوار.

لو كان كل واحد منهم يملك فهما ً صحيحا ً لطبيعة ما لدى الأخر، على اعتبار توفر النوايا الحسنة و الرغبات الحقيقية بالتلاقي، لوجدوا مشتركاتهم النفسية الواحدة تحت الرموز المختلفة و الطرق المتنوعة التي تستخدمها أديانهم للتعبير و التعبد، لكنهم ما زالوا لم يبحثوا خلف القشرة، و يشتاقون لإعلان التفوق و يتسابقون للفوز.

مر علينا وقت ٌ أخي Nasha كنا منغلقين بدورنا، لكننا لم نعد كذلك، و الدليل 1 وجود أشخاص جميلي الفكر مثلك يرون في المسيحية امتدادا ً للفكر الإنساني يملك مرونة ً تتيح التنوع و الحرية، 2 و ثقافة مسيحي الشرق المحبة للحياة.

احترامي!


16 - الاخ نضال العزيز
nasha ( 2017 / 5 / 23 - 08:10 )
(هنا أيضا ً نجد أن المسيحي يحكم على الإسلام انطلاقا ً من رؤيته المسيحية)
معظم المسيحيين نظرتهم وفلسفتهم اما فلسفة مادية كما هو حاصل مع مسيحيي الغرب او نظرتهم وفلسفتهم فلسفة مادية وكذلك متأثرة بالثقافة الاسلامية الحسية المغلقة كما هو حاصل معنا نحن مسيحيي الشرق.
المعتقد الديني عند معظم المؤمنين التقليديين هو تسليم عاطفي سايكولوجي لا يعتمد على فهم عقلي فلسفي وانما ناتج عن تلقين وتدريب نفسي وعاطفي منذ الطفولة.
تحياتي


17 - الأستاذ نضال الربضي3
نعيم إيليا ( 2017 / 5 / 23 - 09:20 )
يتحدث الماركسيون عن الانعكاس.. يقولون لك بكل ثقة: إن الدماغ كالمرآة تنعكس الأشياء على سطحها. ولكنهم لا يفطنون إلى أن الأشياء التي تنعكس على صفحة المرآة، تختفي حال اختفاء هذه الأشياء أو مغادرتها منطقة الانعكاس بعكس صورة الأشياء حين يجردها الدماغ فإنها لا تختفي من الذاكرة إلا في حالات المرض.
وطبيعي أن الإنسان كما تقول لا يستحضر عند التذكر الشيء ذاته وإنما صورة الشيء المدخرة . وهنا يتساءل المرء كيف هي طبيعة هذه الصورة.
هل هي ذبذبات كهربية كما ذكرت؟ إذن فهي مادة
وإن لم تكن كذلك فما هي؟
وقد رأيت أنت أن الجواب على هذا السؤال لن يعطيه إلا العلم. وهذا الذي أكدته في نهاية كلمتي الصغيرة عندما قلت على التشبيه : العلم جهينة وعند جهينة الخبر اليقين.
فشكرا لك يا عزيزي على جهدك الطيب ، تشرفت بحضورك


18 - العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 23 - 10:14 )
أخي العزيز،

مذهبك َ في المسيحية جميل عقلاني مُتصالح مع قيم العصر.

أحيك بصدق و فرح!


19 - العزيز نعيم إيليا
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 23 - 10:21 )
تحية المحبة و السلام،

نعم الفكرة مادة لها وزن حقيقي (تفاعلات كيميائية و كهرباء)، و الدماغ لا يمكن أن يكون مرآة إنما هو عضو ٌ يتفاعل مع مادته (عناصر، كيمياء، كهرباء) فالصورة هي نتاج خبرة حسية صنعت أثراً فيزيائيا ً ملموسا ً في الدماغ، أي غيرته (أو برمجته: نفس الشئ)، لكن هذا الأثر ليس هو الشئ الذي في الخارج على الإطلاق، إنما هو ما تم تمثيله في الداخل عن ما هو في الخارج.

أتشرف بالحوار معكم أخي الكريم، و دمت بكل الود!


20 - الأخ العزيز نضال
nasha ( 2017 / 5 / 23 - 12:20 )
اشكرك على كلماتك الطيبة هذا دليل على طيبتك وانسانيتك وثقافتك المتوازنة بالرغم من أننا لا نتفق في الرأي أحيانا.
اخ عزيز أعتز بالحوار معك
تحية


21 - العزيز Nasha
نضال الربضي ( 2017 / 5 / 23 - 14:03 )
التقاؤنا في حوار مثمر هو الجميلُ الدال على ثقافتنا و طبيعة فهمنا للاختلاف و كيفية إدارة الآراء من حوله، و هو مدعاة ُ اعتزازٍ لي.

دمت بودٍّ و فرح!

اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي