الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(هيدا سعد الحريري)..مصالحه ثابتة وثوابته مصلحة..

خورشيد الحسين

2017 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من الصورة النمطية للنائب وليد جنبلاط والتي رسخت في عقول اللبنانيين بقدرته السريعة على الدوران وموهبته العبقرية في التنقل من موقف الى موقف إلا أنه يبقى الزعيم الذي لا يستطيع أحد أن ينكر أنه رجل تستطيع أن تقرأ تحولاته أو على الأقل أن تجد التبريرات اللازمة التي تدفعه لذلك ، أما رئيس الحكومة سعد الحريري بمراجعة بسيطة لبعض مواقفه ستجده قد سبق وقوطب وقطع بأشواط بعيدة وليد بك والأنكى أنه لا يمكن أن تجد له مبررات وأسباب مقنعة لا لقاعدته الشعبية ولا لأي متابع للسياسة اللبنانية ولا يمكن وضعها إلا في خانة الحفاظ على مصالحه الشخصية فقط ...فقط لا غير .
لنبدأ من أولا: عندما أقتضت مصلحته الشخصية أن يقوم بزيارة سورية ويضع اتهامها باغتيال الشهيد رفيق الحريري تحت عنوان الإتهام الساسي ..فعل ذلك ولم يرف له جفن.
ثانيا : عندما ضاقت به ماديا وتراكمت عليه الديون ورفعت عنه المملكة الغطاء المالي وأصبح محتاجا لموقع رئاسة مجلس الوزراء ،تحرك لديه الحس الوطني وطرح ترشيح النائب سليمان فرنجية كمخرج وفق زعمه لملىء الفراغ الرئاسي ،علما أن انتخاب ترشيح النائب سليمان فرنجية هو ترشيح يوازي بمعناه السياسي ترشيح الرئيس الأسد أو السيد نصرالله ،فالنائب سليمان فرنجية هو الحليف الإستراتيجي لحزب الله (المتهم الأول وفق زعمه بدم الشهيد) وأكثر من حليف بالنسبة للرئيس الأسد وكان على خلاف سياسي حاد مع الرىيس الشهيد رفيق الحريري ويوم اغتياله كان وزيرا للداخلية ،ما يعني بعرف الحريري أنه من الدائرة المتهة ولو معنويا ،ومع ذلك لم يجد غضاضة في التوجه نحوه ونعته بالصديق والشقيق وترشيحه للرئاسة.
ثالثا : بعد فشله في تسويق النائب فرنجية أتجه الرئيس الحريري نحو الحليف الأمتن لحزب الله وسورية ،الجنرال ميشال عون ،المدافع الأول مسيحيا عن (السلاح الغير الشرعي في عرف الحريري) والمؤيد والمبارك للتدخل العسكري لحزب الله في سورية ،وأيضا لم يجد في ذلك أي غضاضة (فالمصلحة الوطنية العليا تقتضي ذلك ،بآعتبار أن المصلحة الوطنية لا تتحقق الا بكرسي الرئاسة الثالثة للنهوض والخروج من حالة افلاس محقق)،وتمت الصفقة التي ما زالت بنودها مستورة وإن أبت إلا أن تطل ببعض أعناقها إن كان من تنازل عن بعض صلاحيات رئاسة المجلس أو غض النظر عن صفقات باتت علنية من بواخر الكهرباء الى شركة الإنترنت والحبل على الجرار.
رابعا : بالرغم من المعارضة الداخلية في تيار المستقبل لسياسته التنازلية والتي لم تقنع أبناء التيار وخطه السياسي أنفسهم إلا أنه أكمل مسيرة تحقيق مصالحه ،فناصب العداء للواء أشرف ريفي والذي لم يعرف عنه إلا الوفاء والإخلاص لقريطم وبيت الوسط ،ومع ذلك أصبح اليوم ليس خصما سياسيا ،بل عدوا للرئيس الحريري وشن عليه حروبا الغائية ومضايقات ليس لها إلا تفسير واحد ،أن الحريري لا ينظر الى قضيته المزعومة من ناحية مبدأ بل زاوية المصلحة الشخصية فقط لا غير .
خامسا : ما لم يكن متوقعا أبدا ،أن يصبح الرئيس فؤاد السنيورة بما يمثل في وجدان الحريريين وتيار المستقبل هو الآخر خصما !!! كذلك الخلاف انطلق ابتداء من تفريط ما يحسبونه مبادىء وثوابت ،أيضا رمى الحريري كل تاريخ الرجل ووفاءه لأل الحريري وراء ظهر مصالحه الشخصية وكان عبد المنعم يوسف الضحية الأولى في حربه ضده ..وما زالت الحرب مستمرة .
سادسا : ومزيدا من النفاق السياسي ومزيدا من الإستهتار بعقول ومشاعر بعض تياره لم يتأخر أمس ليعلن أنه ضد إدراج (حزب الله على قائمة الإرهاب)وبالتأكيد أن الدافع لذلك لايتعلق بالإستقرار الداخلي ولا حبا بسلاح المقاومة بل حرصا على حكومة بدأت تدر عليه بحليبها وهو في أمس الحاجة اليه ..ولتذهب المبادىء الى الجحيم فما دام يستطيع بببعض كلمات يهاجم بها المقاومة في خطابه الإنتخابي يعيد وبدقائق معدودة شد العصب المغشوش به وبثوابته المزعومة .
(هيدا سعد الحريري) الذي آستطاع أن يرتكب كل هذه الموبقات بحق (ثوابته ومبادئه وخيانة دم الشهيد)لم يستطع أن يضع مصالحته مع الزعماء السنة في خانة المصلحة الوطنية العليا !!!
من اللواء ريفي الى الرئيس السنيورة قد يكون الأمر شبه مفهوم إذا ما اعتبرنا أنه صراع مراكز قوى داخل التيار في أسوأ الأحوال ،لكن ما عذره مع الرئيس ميقاتي والوزير عبد الرحيم مراد ؟؟؟؟
مشكلته مع الرئيس ميقاتي أنه خذله في مكان ما وتبوأ رئاسة مجلس الوزراء ،وهو عذر مضحك مبكي ولا يستحق الإختلاف حد الخصومة (علما أنه عاد اليوم للعمل على فتح الخطوط معه لأن مصلحته تقتضي ذلك ليواجه ريفي والصفدي)..فهل سقطت المصلحة الوطنية العليا حتى يناصبه العداء؟؟؟؟
أما عداءه وخصومته للوزير عبد الرحيم مراد فهي الأكثر غرابة واستعصاء على الفهم ،وقد اختصرها الحريري بمقابلته التلفزيونية الأخيرة بكلمة واحدة(خصم من الأساس !!!) تبرير مبهم وغير واضح وغير مبرر,,,
فالوزير عبد الرحيم مراد الذي يقف مع بندقية المقاومة في يد حزب الله هو نفسه الوزير عبد الرحيم مراد الذي يقف مع البندقية المقاومة لحماس علما أن كليهما في موقع سياسي متناقض بالنسبة للأزمة السورية وما يجمعهما هو مقاومة العدو الصهيوني .
والوزير عبد الرحيم مراد الذي دعى الى الحل السلمي في سوريا للحفاظ على وحدتها أرضا وشعبا خوفا من أن تصل الأمور الى ما وصلت اليه اليوم هو نفسه الوزير عبد الرحيم مراد الذي اتخذ موقفا متشابها من الأزمة اليمنية ،أيضا إنطلاقا من موقف ورؤية قومية صرفة تقتضي طرح الحلول السلمية بين مكونات الشعب الواحد كي لا نصل الى تمزيق الوطن الواحد الى أوطان تدور في الأفلاك الأمريكية والصهيونية ....
أما ما هو معيب ومؤسف أن رئيس الحكومة الحريري جلس مع الوزير مراد عندما كانت هناك حاجة تنقذه من لطمة مشابهة للطمة اللواء ريفي في طرابلس وكان العنوان ..المصلحة الوطنية العليا !!!!
فهذا غيض من فيض من المصلحة الوطنية العليا للرئيس الحريري ولسان حاله يقول :(المصلحة الوطنية العليا هي أنا ...وأنا هي المصلحة الوطنية العليا )ميكافيلية غير مقنعة يمارسها الحريري حيث الثابت الوحيد هي مصلحته ومصلحته هي الثوابت التي يتاجر بها في سوق البحث عن السلطة ...والثروة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا