الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آه ..لو كنت حيا أعيش مع النبى محمد عليه السلام

أحمد صبحى منصور

2017 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال : من حُبّى للنبى محمد عليه السلام أتمنى لو كنت أعيش فى عصره لأفديه بنفسى .!
قلت : ربما لو كنت تعيش فى عصر النبى لكنت عدوا له مثل أبى لهب .!
قال : حرام عليك .. أنت لا تعرف كم أحب النبى عليه السلام واحسد الذين عاشوا معه فى عصره ورأوه بأعينهم وتكلموا معه .
قلت : هناك من عاش معه وكان من أقرب الناس اليه فى صلة الرحم ، وعرفوا صدقه وأمانته وإستقامته وبرّه ورحمته وأنه جدير بالحب والاحترام ، ومع ذلك عندما اعلن نبوته ودعاهم الى ( لا إله الله ) صاروا أعداءه وتناسوا صحبتهم له .
قال : لا أصدق هذا .
قلت : هذا مفهومن القرآن الكريم
قال : كيف ؟
قلت : الله جل وعلا يصف النبى محمدا بأنه ( صاحب ) الكفار ، يعنى أنه صحبهم وهم صحبوه ، وبالتالى فبهذه الصُّحبة عرفوا سموّ أخلاقه وأنه لا يكذب ولا يخدع ولا يقول منكرا من القول وزورا ، وبالتالى فيجب أن يصدقوه وهم يقول لهم أنه رسول الله. هذا لم يحدث بل اتهموه بالضلال . الله جل وعلا ردّ عليهم حين إتهموه بالضلال وبالغواية فقال لهم فى خطاب مباشر : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) النجم 1 ــ ) ، فالله جل وعلا يقسم ببعض مخلوقاته ـ وهو النجم حين يهوى ـ بأن صاحبهم محمدا ما ضل وما غوى حين نطق لهم بالقرآن الكريم ليس بهواه ولكن بوحى الله جل وعلا الذى تنزل عليه بجبريل عليه السلام . الله جل وعلا يوجه خطابا مباشر لهم يقول ( ما ضل صاحبكم ) ، أى الذى صحبتموه وعرفتم أمانته وصدقه ، فكيف تتهمونه بالضلال والغىّ حين نطق بالقرآن الكريم . وأمر الله جل وعلا رسوله أن يعظهم بنفس المعنى : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ) سبأ 46 ) ، يعنى أن يجلس بعضهم الى بعض مثنى وفرادى ثم يتفكروا فى موضوعية وصفاء نية وإخلاص لله جل وعلا، ويتساءلوا عن ( صاحبهم ) محمد . هذا الذى صحبوه وعرفوا عقله وحكمته هل يصح إتهامه بالجنون عندما دعاهم بالقرآن الى أنه ( لا إله إلا الله ) أم هو نذير لهم قبيل عذاب أليم قادم ؟!.
قال : ماذا تعنى ؟
قلت : هؤلاء الذين خاطبهم رب العزة من أهل مكة هم العشيرة من قريش الذين عايشوا محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب ، عرفوه صغيرا وشابا ، و كانوا يحبونهويحترمونه ، ثم تغير موقفهم منه عندما أصبح نبيا رسولا من رب العالمين لهم .
قال : وما شأنى أنا بهذا ؟
قلت : أنت تتمنى أنك كنت تعيش فى عصر النبى مثل أقاربه واهله القرشيين ، فما يدريك أنك كنت ستكون مثل أولئك الذين أصبحوا أعداءا له بمجرد أن أعلن لهم أنه ( لا إله إلا الله )
قال : وما يدريك أنت أننى سأكون من أخلص الناس إتّباعا له .. هل تنكر أنه كان بين المؤمنين الصحابة قرشيون ومن أقرب الناس للنبى ؟ أنا أتمنى أن أكون مثل هؤلاء .. فلماذا تعترض على هذا ؟
قلت : أنا لا أعترض .. أنا أضع أمامك الاحتمالين معا ، ربما تكون من المؤمنين وربما تكون من الكافرين .
قال : أنا سأكون من المؤمنين به .
قلت : طبقا لقولك (أنا سأكون من المؤمنيين به .) اقول لك إنك ستكون ألدّ أعدائه ..
قال : هذه إهانة . كيف سأكون مؤمنا به ومن ألدّ أعدائه ؟
قلت : لأن الايمان فى الاسلام ليس بشخص ( محمد ) لأن الايمان بشخص ( محمد ) هو تأليه لمحمد ، وهذا نقيض للاسلام فلا إله إلا الله . لا بد أن تعرف إن الايمان ليس بمحمد ولكن بالذى نزل على ( محمد ) أى بالقرآن الكريم .
قال : كيف ؟
قلت : إقرأ قوله جل وعلا : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) محمد 1 ). هذه بداية سورة ( محمد ) وفيها وصف الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله مصيرهم أن يحبط الله جل وعلا أعمالهم . الآية التالية تتحدث عن المؤمنين ، يقول رب العزة جل وعلا : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) محمد 2 ) ، وهنا تلاحظ تكرار لفظ ( آمنوا ) مرتين . الأولى فى الجمع بين الايمان والعمل الصالح (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) والثانية فى تحديد معنى الايمان ، وهو ليس الايمان بمحمد ولكن الايمان بما نزل على ( محمد ) أى القرآن الكريم ( وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) ثم وصف هذا القرآن بأنه الحق من ربهم : ( وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ) وبعدها يأتى الكلام عن جزائهم ، بغفران ذنوبهم والتكفير عن سيئاتهم وإسعادهم براحة بالهم ( كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ )، وهذا عكس الكافرين الذين يحبط الله جل وعلا ثمرة عملهم الصالح . أى هنا مقارنة بين كافر يعمل عملا صالحا فيحبط الله جل وعلا ثمرة عمله الصالح فيدخل النار ، ومؤمن مخلص فى إيمانه وله عمل سىء ويغفر الله جل وعلا عمله السىء فيدخل الجنة. ثم يأتى التعليل فى الآية الثالثة : ( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ ) محمد 3 ). الفيصل فى الايمان الحق . المؤمنون آمنوا الحق القرآنى الذى نزل لهم من ربهم ، بغض النظر عن البشر الذى نزل عليه ، أما الكافرون فقد إتبعوا الباطل من تقديس البشر والحجر .
قال : لا أفهم .!!
قلت : الايمان ليس بشخص محمد بل القرآن الكريم الذى نزل على محمد . وأنت قلت إنك تؤمن بمحمد . وإذا كنت تؤمن بمحمد فقد كفرت بالقرآن الكريم الحديث الوحيد الالهى الذى يجب الايمان به وحده .
قال : أنا اقصد الايمان بما نزل على ( محمد ) وهو القرآن الكريم . ولكننى أحب محمدا عليه السلام . هل هذا يجعلنى مشركا ؟
قلت : وأنا احبُ محمدا عليه السلام ، ليس حب تقديس ، لأن حبّ التقديس لا يكون إلا للخالق جل وعلا . أحبه لأنه عانى فى سبيل الحق ولهذا أرفض الصورة التى إفتروها عليه فيما يسمى بالسيرة والسُّنّة ، وأعتبرها تشويها لسُمعته وتناقضا مع صورته الحقيقية التى فى القرآن الكريم .
قال : نرجع الى موضوعنا ..أنا أتمنى أن لو كنتُ أعيش فى عصر النبى وأكون من المؤمنين معه مثل الصحابة المؤمنين ، ولا أريد أن أكون مثل ابى جهل وابى لهب . ما هو الفيصل هنا ؟
قلت : قلت هو الايمان بالقرآن الكريم .
قال : هذا يحتاج توضيحا .
قلت : هم صحبوه وكانوا يحترمونه ويصفونه بالصادق الأمين . ثم تغير موقفهم منه عندما دعاهم بالقرآن الكريم أنه ( لا إله إلا الله ) ، أى لم تكن كراهية شخصية له بل هى كراهية لدعوته ورسالته وللقرآن الذى نزل عليه . كانوا يجتمعون به ، وهذا دليل حبهم له ، فإذا تلا عليهم آيات القرآن إنقلب حبهم له بُغضا وكراهية .
قال : معقول هذا ؟
قلت : هذا مفهوم من قول رب العزة جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) يونس 15 : 16 ). كان يتلو عليهم القرآن ، ومن حبهم فى شخص محمد كانوا يتعشمون أن يأتى لهم بقرآن غير هذا القرآن يتفق مع ما وجدوا عليه آباءهم واسلافهم . ويأمره الله جل وعلا أن يقول لهم إنه لا يستطيع تبديل القرآن لأنه متبع للقرآن ويخاف إن عصى الرحمن من عذاب الرحمن ، وأنه عاش معهم عمرا وقد عرفوه وما قال هذا القرآن من قبل . دعا به حين أمره به ربه جل وعلا . ونفهم أيضا أنهم كانوا لا يمانعون فى أن يكون رسولا إذا أتى لهم بقرآن يتفق مع أهوائهم وتقديسهم للسلف وما وجدوا عليه آباءهم .
قال : يعنى إنهم كانوا يحبونه بشخصه ولكن يكرهون القرآن ودعوته فى أنه لا إله ألا الله .؟!
قلت : نعم . وكانوا إذا تلا عليهم القرآن إنقلب حبهم له الى بغض لما يسمعون منه ، بحيث يكادون يفترسونه بأعينهم عندما يتلو عليهم القرآن قال جل وعلا : ( وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) القلم 51 : 52 )
قال : إذن هو العداء للقرآن فقط ، سواء قرأه عليهم النبى أو قرأه عليه واحد من المؤمنين ؟
قلت : هذا صحيح . المؤمنون بالقرآن فى مكة كانوا من قريش من نفس العشيرة ، وكانت الكراهية موجهة ليس لهم وليس بسببهم ولكن للقرآن الذى يؤمنون به ، ولهذا كانوا عندما يتلو عليه أحد المؤمنين القرآن يكادون يسطون به غضبا وكراهية لما يسمعون ، قال جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ) الحج 72 )
قال : أعرف أنهم كانو يؤمنون بالله فلماذا إتخذوا هذا الموقف الكاره للقرآن الكريم ؟
قلت : لأن جوهر الاسلام كما جاء فى القرآن الكريم ليس مجرد الايمان بالله بل لا بد من الكفر بألالهة المزعومة ، وشهادة ( لا إله إلا الله ) تبدأ بالكفر بكل الآلهة ( لا إله ) وبالايمان بالله وحده ( إلا الله ) . وهذا التصريح بالكفر بالآلهة الأخرى يأتى فى البداية كما فى قوله جل وعلا : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 256 ) فالكفر بالطاغوت اولا لكى يكون الايمان بالخالق جل وعلا وحده خالصا . ولأنهم متمسكون بتقديس البشر والحجر فقد كرهوا دعوة القرآن ، وكانوا إذا تُليت عليهم آياته صاحوا فى ضيق وفى غضب ( قد سمعنا ، ولو نشاء لقلنا مثل هذا ، ثم يتهمون القرآن بأنه أساطير وأكاذيب ، ثم يرفعون أيديهم بالدعاء لرب العزة أن يهلكهم إذا كان القرآن من عنده . إقرأ قول رب العزة جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) الانفال 31 : 32 ).
قال : لا حظت وصف آيات القرآن بأنها بينات ، أى إنها كانت بينات واضحات بحيث كانوا يعرفونها فينتفضون غضبا .
قلت : نعم . وضوح القرآن الكريم وبيانه أظهر ما فى قلوبهم من كراهية للقرآن ، لذا كانوا ينطلقون فى سبّ النبى وسبّ القرآن . قال جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ) سبأ 43 )
قال : أقول الآن إننى لا أدرى .. لو عشتُ فى عصر النبى هل سأكون مؤمنا بالقرآن أم كافرا به . أفهم أن الفيصل هو الايمان بالقرآن . دعنا نتكلم عن حالنا اليوم : أنا أحبُّ النبى محمدا بشخصه . فكيف أُعبّر عن حبى له وبينى وبينه هذا التباعد فى الزمان ؟
قلت : بالصلاة عليه ، ليس بما يعتقد المحمديون من جعل الصلاة على النبى عبادة وتقديسا له ، ولكن بأن تتأصّل صلتك به بأن تقرأ ما كان النبى فى حياته يقرؤه ، وهو القرآن ، وأن تنطق بالكلمات التى كان ينطقها وهى آيات القرآن الكريم ، وأن تستمسك بما كان يستمسك به وهو القرآن ، وأن تتبع ما كان يتبعه وهو القرآن . خصوصا وأن فى القرآن كل أقوال الرسول من تكرار كلمة ( قل ) وفى القرآن التاريخ الحقيقى للنبى محمد رسولا وقائدا وزوجا وصاحبا ..هذه هى الصلاة عليه بمعنى صلتك به .
قال : آه .. انك نسيت شيئا هاما .!
قلت : وما هو ؟
قال : أن أدعو الناس بنفس دعوة النبى فى القرآن ، أُذكّرك بقول رب العزة جل وعلا : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف 108 ) . الدعوة على بصيرة أى الدعوة بالقرآن الذى جاء بصائر للناس . قال جل وعلا : (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ) الانعام 104 )( هَذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الاعراف 203 )
قلت : إذا قمت بالدعوة بالقرآن وحده لنبذ تقديس البشر والحجر فسيكون حالك مثل خاتم النبيين حين كادوا يفتكون به ، قال جل وعلا ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ) الجن 19 : 20 )
قال : هذه مخاطرة كبرى .
قلت : عليك أن تستعد لخطاب الكراهية والاتهامات والسجن والمطاردة حتى ترجع عن هذا . لن يفعلوا بك هذا كراهية فيك ولكن لأنهم يكرهون ما أنزل الله . وفى كل حال فهم يودون لو تداهنهم فيداهنوك ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ( القلم 9 )
قال : : هذه مخاطرة كبرى .
قلت : وهنا الحب الحقيقى للنبى محمد بن عبد الله . الحب له ليس كلاما يقال ، بل أن تنهض لتبرئته من الأكاذيب المفتراة المنسوبة اليه بعد موته . أنه عليه السلام كان مثل ثوب نقى ابيض طاهر، فلوثوه بأحاديث وأفعال لا شان له بها ولم يقلها ولم يعرفها ، ثم اسسوا عليها أديانا أرضية جعلوه فيها إلاها مالكا ليوم الدين ، وتوارثوا هذا الإفك قرونا . وهى مهمة صعبة أن تتصدى لما وجدوا عليه آباءهم . ولكن هذا يهون إذا كنت فعلا تحب الله جل وعلا ورسوله الكريم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي


.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل




.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل