الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية الولايات المتحدة بعد داعش 1

جواد الديوان

2017 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


سينتهي التحالف الدولي لمحاربة الارهاب من داعش قريبا في العراق وسوريا. وربما يتحول بعض بقايا داعش الى التمرد مثلما حصل ذلك مع القاعدة، وخاصة مع بقاء الظروف الحياتية التي ساعدت على تكاثر المنظمات الجهادية (الارهابية) في الشرق الاوسط على حالها. ولهذا تجدد الولايات المتحدة استراتيجيتها لمحاربة الارهاب، وزيارة ترامب للسعودية من مظاهر التجديد للاستراتيجية.
وعد ترامب في حملته الانتخابية بان يلحق الهزيمة بالارهاب متمثلا بداعش او المنظمات الجهادية الاخرى. ويواجه الرئيس ترامب في بداية فترته الرئاسية خيارات عديدة، منها خيارات متطرفة. واول الخيارات المتطرفة، ان تتخلى الولايات المتحدة الامريكية عن التزاماتها العسكرية في الشرق الاوسط الكبير باعتبار تواجدها العسكري استفزاز للشعوب، وبالتالي السبب الرئيس لظهور المنظمات الجهادية، وهذا خيار انسحاب. اما الخيار المتطرف الاخر فهو تبني استراتيجية تعول على تدخل عسكري عنيف لسحق المنظمات الجهادية الارهابية، وبعدها يتم تحويل المجتمعات سياسيا، وهذا خيار انغماس في اشكاليات الشرق الاوسط. وبين خيار الانسحاب وخيار الانغماس، يبرز خياران، الاول قريب من استراتيجية اوباما ما قبل ظهور داعش، والاخر يتشابه مع استراتيجية واشنطن عند ظهور داعش في 2014.
لا خيار مثالي بين ما هو مطروح للنقاش، فالخيارات المتطرفة (الانغماس او الانسحاب) تقلل دراماتيكيا خطر الارهاب، الا انها مكلفة، وفشلها مكلف جدا ويصعب تنفيذها هذه الايام. اما الخيارات الوسطى ذات مخاطر اقل، وتثير شهية الساسة في المنطقة، ولكنها لا تسمح للولايات المتحدة التملص من الشرق الاوسط مستقبلا، وستلتصق بنزاع لا ينتهي في الشرق الاوسط.
وامام الرئيس ترامب مهمة اختيار الاستراتيجية الاقل سوءا من الخيارات المعروضة امامه. والخيار الافضل هو محاربة داعش بحملة عنيفة تتضمن الغارات الجوية، وهجمات درون (الطائرات بدون طيار) وغارات قوات خاصة كحل لبعض التهديدات الخاصة. وهذه عمليات تسند الجهد العسكري لشركاء الولايات المتحدة، وهو ما يجري في الموصل والرقة، وهي طريقة ناجحة لتقديم حل مقبول بكلفة معقولة.
تراكمت لدى الولايات المتحدة خبرة في قتل الارهابيين، وتعطيل خططهم وتفكيك منظماتهم. ولكن ما ان تنتهي امريكا من منظمة حتى تظهر منظمة اخرى اكثر شراسة ودموية، ومثال ذلك ما حصل مع القاعدة وما اعقبها من ظهور داعش في العراق. وعند اقتراب النصر على القاعدة حتى ظهرت داعش بعنفها ودمويتها، وبذلك يغيب النصر في مراوغة واضحة في حرب على الارهاب.
في نهايات 2016 فقدت داعش السيطرة على بعض المناطق في العراق، وحصل ذلك في سوريا كذلك. ويحارب العراقيون باسناد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لاستعادة الموصل، كما تسند امريكا بعض القوات لاستعادة الرقة في سوريا (هذه الحروب على الارهاب من الخيارات المذكورة سابقا).
منذ نهايات 2014 (ظهور داعش) وبدايات 2017، قتلت قوات التحالف اكثر من 35000 مقاتل داعشي، وفقا لاحصائيات وزارة الدفاع الامريكية، وبذلك تخلخل تماسك داعش، وتضعضعت معنويات مقاتليه. وتنقل الاخبار من الموصل بان هزيمة داعش مسالة وقت لا غير.
هزيمة داعش لن تنهي الحرب على الارهاب. وتبقى بقايا داعش في افغانستان وبنغلاديش ومصر وليبيا، وممكن ان يعود مقاتلي داعش في سوريا والعراق بدور تمرد. ومن امثلة ادوار التمرد في العالم الشباب في الصومال وجبهة النصرة في سوريا (تم تغير الاسم مؤخرا) واطراف النزاع في اليمن وغيرها.
سيبقى الشرق الاوسط ينبوع التطرف، ومصدر للجهاديين الارهابيين. وقد تعقب داعش في العراق وسوريا منظمة ارهابية اخرى. ولذلك تحتاج الولايات المتحدة الامريكية لاستراتيجية خاصة لمواجهة هذه التهديدات. وزيارة الرئيس ترامب للسعودية ومشاركته في ثلاث مؤتمرات قمة وقيام مركز اعتدال لمكافحة الارهاب، يعني اختيار امريكا لطريقة حربها على الارهاب. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا