الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نخبة ال-داون تاون- .. !

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2017 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات الرئاسية المصرية 2018:

نخبة الـ"داون تاون" .. !






"يقول هيغل فى مكان ما ان جميع الشخصيات والاحداث العظيمة فى تاريخ العالم، تظهر،
اذا جاز القول، مرتين. وقد نسى ان يضيف: المرة الاولى كمأساة والمرة الثانية كمسخرة."
كارل ماركس
الثمن عشر من برومير
"لويس بونابرت"




سعيد علام
القاهرة الاحد 21/5/2017





فى الانتخابات الرئاسية المصرية 2014، خاضت القوى المدنية – بعضها –
"المعركة الانتخابية"، بعد ان تم حجب قوى الاسلام السياسى – معظمها – معنوياً ومادياً،
عن مجال المنافسة الانتخابية، عقب 3 يوليو 2013، وقد حصل مرشح القوى المدنية على المركز الثالث،
فى منافسة بين اثنين فقط!، حيث حصلت "الاصوات الباطلة" على المركز الثانى!، وكانت هذه هى "المأساة".
فاذا ما كانت هذه هى النتيجة، عندما كانت القوى المدنية تعيش "ازهى عصورها النضالية"، خارجة "منتصرة" فى معركة مع قوى الاسلام السياسى، متوجة انتصارها فى مظاهرات حاشدة ضمت الملايين فى 30 يونيو 2013،
فما هى النتجة المتوقعة – بعيداً عن الامنيات الساذجة – فى الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة فى 2018، وحال هذه القوى المدنية اليوم، "يسر عدو ولا يسر حبيب"، .. انها "المسخرة".







ان صعود شعبية اليمين المدنى فى امريكا واوروبا، والذى يقابله صعود اليمين الدينى فى الشرق الاوسط، خلال العقود القليلة الماضية، لم يكن الا "كفراً" بالنخب السياسية السائدة، - فى الحكم والمعارضة، على حد سواء –، لم يكن الا على امل ابتكار علاجات للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المزمنة التى تعانى منها الشعوب منذ ازمنة سحيقة.
على مدى التاريخ، الحديث كما القديم، تحصلت القوى المهيمنة على خبرات متراكمة، من خلال موقعها على قمة الهرم الطبقى، واحتكارها للقوة العسكرية والامنية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية .. الخ، مما جعلها قادرة على الحفاظ على استمرار هيمنتها وامتيازاتها، وفى نفس الوقت، اعاقة وتشويه الخبرات التى يمكن ان تراكمها الشعوب فى سياق صراعها من اجل التغيير، من اجل مجتمع العدل والحرية والمساواة.

عيش حياتك بعد الستين .. !
عالمياً، ما زال تركز الثروات بشكل متزايد فى ايدى قلة، فى مقابل مزيد من الافقار والمعاناة لباقى الشعوب، من خلال تصميم سياسات اقتصادية ومالية وضريبية، تضخ المكاسب لاقتصادية الى اعلى سلم الدخل، بينما تفرض سياسات التقشف على باقى الشعب، مازالت قوى الظلم والاستغلال – حتى الان - هى القوى المنتصرة على قوى العدل والحرية والمساواة، مازال ميزان القوى عالمياً لصالح قوى الاستغلال المهيمنة، ذلك فى المجتمعات المتقدمة كما فى المجتمعات المتخلفة، فى الدول الغنية كما فى الدول الفقيرة، فى الغرب كما فى الشرق، فى الشمال كما فى الجنوب، وان كانت بنسب متفاوته من مجتمع لاخر.
فى المجتمعات المتقدمة، التى حققت تقدمها بشكل اساسى على استنزاف الثروات الطبيعية والبشرية للمستعمرات، واستغلالها كاسواق لمنتجاتها التى صنعتها من هذه الثروات الطبيعية ذاتها. ان شعوب هذه الدول المتقدمة، والتى قد يظن البعض ان شعوبها تنعم بالرفاهية، هى شعوب مقهورة ومستنزفة لطاقاتها ولعمرها فى توفير مستلزمات الحياة اليومية، فالمعتاد ان يعمل الاب والام معظم اليوم، وربما فى اكثر من عمل، من اجل تسديد اقساط المنزل والسيارة ومدارس الابناء والعلاج .. الخ، واصبح من المألوف تماماً، ان يردد الجميع، هناك، انهم يبدأون فى الاستمتاع بالحياة بعد الخروج للمعاش، بعد الستين!، انها احدى المنتجات الثقافية الطبقية، فى خدمة قوى الاستغلال.

ثورة ام اصلاح .. ؟!
فى مصر، نفس الشئ، - حتى الان – مازال ميزان القوى لصالح القوى المهيمنة، ومازال الفصيل المدنى من القوى الراغبة فى التغيير، من اجل مصر دولة مدنية حديثة، ضعيف وغير منظم، فى حين ان الفصيل الاخر (فصيل الاسلام السياسى) الراغب فى التغيير، من اجل مصر دولة دينية، اكثر قوة وتنظيماً، ولكنه غير قادر على الانتصار على القوى المحافظة المهيمنة بمفرده.
للتغيير طريقان رئيسيان، الاول، طريق الثورة، طريق التغيير الشامل الجذرى الفورى المباشر، الثانى، طريق الاصلاح، طريق التغيير الجزئى التدريجى الغير مباشر.
حال عدم توفر قوى راغبة فى التغيير، واعية ومنظمة، قادرة على الانتصار على القوى المهيمنة والاحلال محلها فى ادارة الدولة، عندها يصبح طريق التغيير الجذرى المباشر، قفز فى المجهول، "المعلوم"، ففى معركة يمتلك فيها طرف كل اسباب القوة، ولا يمتلك الطرف الثانى الا ايمان مبهم بقدرة الشعب الراغب فى التغيير، على الانتصار، هذا الايمان الصحيح تاريخياً، ولكن وفقاً لشرط اجبارى، شرط مستوى معين من الوعى والتنظيم، والا لن تكون النتيجة الحتمية والمنطقية، الا هزيمة للثورة، او استيلاء قوى يمينية محافظة اخرى على السلطة، مستخدمة ومستغلة نفس هذا الشعب الراغب فى التغيير، بل والبعض من نخبته!
وهو الموقف الذى وجد فيه ملايين من المصريين انفسهم امامه عند الانتخابات الرئاسية فى 2012 عندما كان عليها ان تختار بين ممثل لنظام، سبق وان ثارت عليه، وان بمظهر مدنى، وبين ممثل لتيار دينى، وان بمظهر مدنى!.
على النخبة المصرية ان تنتبه الى ان الانجراف الى سيناريو العنف لا تحدده طبيعة الشعوب، ولا وطنية الجيوش، فكل الدول التى دمرت على مدى التاريخ الانسانى، لم تكن الشعوب او الجيوش الوطنية، لها اى مصلحة فى ذلك التدمير، بل على العكس تماماً، ان من له مصلحة فى هذا الدمار هم قاهرى هذه الشعوب ومستغليه، "دائماً يمكن جعل نصف الفقراء يقتل النصف اللآخر"، المسالة تتعلق بالمدى ومستوى العنف المستعدة ان تصل اليه السلطة الحاكمة، دفاعاً عن استمرارها فى السيطرة والحكم، ان تلافى هذا السيناريو الكارثى لا يتأتى بالمبررات المغرضة اوالخائبة، وانما يتأتى بقراءة عميقة ونزيهة لمعطيات الواقع، وميزان القوى، وتحديد صائب لكيفية مواجهة احتمالات المستقبل المفجعة.

ان محاولة النخب السياسية، الهروب من واجبات انجاز مهام حتمية لتطوير واقع المجتمع المدنى، ورفع مستوى الوعى والتنظيم الجماهيرى، القادر على فرض تغييرات ديمقراطية، لخلق واقع اكثر عدلاً واقل استغلالاً، فرضها فرضاً على القوى المهيمنة، ومحاولة الهروب من هذه المهام الحتمية، والقفز المباشر لثورة جذرية مباشرة، هو بخلاف عدم اخلاقيته، هو جريمة فى حق هذا الشعب الذى يدعون العمل من اجله.
أنّ محاولة الإطاحة بالأنظمة الظالمة المستغلة، من دون النهوض بتشكيل مجتمعٍ مدني قوي إنّما يحمل نتائج كارثية، يجب ان تعمل كل القوى الوطنية، اسلامية، قومية، ليبرالية، ويسارية، على تلافي احتملات هذه النتائج الكارثية، بتطوير الغضب الشعبى العفوى الناجم عن الظلم الاجتماعى، تطويره الى اشكال منظمة وواعية قادرة على خوض نضال طويل ومنظم، باستخدام كل الأدوات والوسائل السلمية، لتحقيق اهداف محددة وفقاً لكل مرحلة، وقادرة على توفير "تدريجى" لبديل مدنى، قادر على فرض تبادل سلمى للسلطة، من اجل دولة مدنية حديثة.

"اليسار السلفى" .. !
فى دراسته التحليلية المستفيضة، عن صراع جماعات الاسلام السياسى، بجناحيها "الاخوان المسلمين، والجماعات الاسلامية الجهادية"، مع السلطة فى مصر، فى الفترة التى تلت 52 من القرن الماضى، فى دراسة تحت عنوان "النبى والفرعون"، رصد الباحث الفرنسى "جيلز كيبل" انه: "لقد حط سيد قطب، فى "معالم فى الطريق"، "ماينفستو" الجماعات الجهادية، من شأن قدرة الدولة على الرد (على الحركات الجهادية)"، وكذلك حط "من شأن تماسك الايدلوجية التى قدمتها هذه الدولة (الدولة الناصرية)" فى حين انه على العكس من ذلك تماماً "كانت المؤسسات القمعية (للدولة الناصرية) قادرة دائما على ضرب الحركة عندما تكتسب درجة من التنظيم .. ولكن قبل ان تجهز نفسها للمواجهة، ولهذا السبب فانه لم يتم وضع تعريف للاشكال الدقيقة لتكتيكات الاستيلاء على السلطة."، ويضيف الباحث، ولكن الصورة التى رسمها قطب، لم تكن واضحة بشكل كاف لـ "اى فهم حقيقى للميكانيزمات التى تحافظ من خلالها الدولة على سيطرتها على المجتمع".(1)
هذا عن دروس الاسلام السياسى الاصولى "السلفى"، فى صراعها مع الدولة، فماذا عن اليسار العلمانى المصرى؟!
لا للدولة الدينية، نعم للدولة المدنية الحديثة، القومية او متعددة القوميات، لانه: فى الاولى، الامر يتعلق بالاله، اما فى الثانية، فالامر يتعلق بالبشر، وفى نفس الوقت، من حق جميع الفئات الاجتماعية العمل السياسى السلمى، اياً كانت الايدلوجية الفلسفية التى تستمد منها افكارها ومعتقداتها. الفيصل سيكون دائماً، التفاعل "الصراع السلمى"، للتوصول الى الصيغة التى تعبرعن مصالح فئات المجتمع المختلفة، عى الاقل فى حدها الادنى فى لحظة تاريخية معينة من تطور المجتمع.
حقاً، الشيطان يكمن فى التفاصيل .. !، من الطبيعى ان يكون التغيير "الثورة" مطلباً ملحاً، بعد مرور اكثر من مائة عام على قيام الدولة الوطنية فى المنطقة العربية، على اسس "سايكس بيكو"، ووصول الدولة اوطنية "العربية"، الى هذا المستوى المنحط من الحياة لدى شعوبها، بفعل انتشار الفساد، واشتداد القمع. فى تحالف شيطانى بين سلطات الحكم المحلية، وقوى الاستعمار العالمية.
ولكن قبل اى شئ، عن اى ثورة نتحدث؟!
ثورة، لاقامة دولة دينية، لاقامة دولة الخلافة.
ام ثورة، لاقامة دولة مدنية حديثة؟
ام لا يهم الان، المهم ان ندعو لثورة الان، ثم نرى بعد ذلك اى دولة نريد!
ام لا يهم ان تتسم دعوتك لـ"الثورة" بالمسؤلية الواجبة، التى تستدعى منك ان تجيب عن عدد من الاسئلة المصيرية، عن اسئلة تتعلق بمصائر البشر الذين سيدفعون الثمن، اى تحسبها بمسئولية وضمير حى، بكل دقة وحرص، مثلما تفعل عندما تحسبها بكل دقة وحرص فى امورك ومصالحك الشخصية اوالعائلية!، الا يجب ان تجيب عن اسئلة، عن ميزان القوى، بين قوى "الثورة"، وقوى "الثورة المضادة"؟!، ام ستكون اجابتك الجاهزة المبهمة، عن ان الشعب سينتصر!.
نعم الشعب، تاريخياً، سينتصر، ولكن متى؟، هل فى اى وقت، وفى اى زمان، الشعب سينتصر؟، ام ان هناك شروط ذاتية وموضوعية، شروط تتعلق بالقيادة وبالجماهير، شروط يجب ان تتحقق حتى تنتصر الثورة؟.
شروط الانتصار التى لن تتحقق الا عبر نضال حقيقى، لقيادة حقيقية، تراكم من خلالها القيادة، كما تراكم من خلالها الجماهير، خبرات تؤهلهما للاجابة على السؤال الثلاثى المصيرى التالى، عن كيف؟، وعن متى؟، وعن من؟, عن كيف ستدار الدولة الجديدة؟، وعن متى سيكون قادراً على ادارة الدولة الجديدة؟ ومن سيدير الدولة الجديدة؟، ام ستكون نفس الاجابة الجاهزة المبهمة، ايضاً، بان الشعب، يعرف كيف تدار الدولة الجديدة، وو ايضاً يعرف متى يديرها!، وايضاً هو من سيدير الدولة الجديدة!.
نعم الشعب، كما اى شعب، لديه من ابناؤه، الكفاءات القادرة على المعرفة والادارة، نعم، هذا صحيح بشكل عام، تاريخياً نعم، ولكن كيف ومتى سيكتسب هذه الخبرة؟!، ومن سيكون مؤهل لهذه الادارة؟!، هذه الادارة، التى يجب ان لا تكون تكراراً لسابقتها، وانما يجب ان تتسم بالكفائة والنزاهة والعدل، حقاً، ان الشيطان يكمن فى التفاصيل.

من يملك "القوة المنظمة"، يحكم .. !

مأساة، اعادة "هندسة التاريخ" .. ! عند كل انتخابات تتكرر نفس المأساة التى تعيشها النخبة المدنية يسارية وليبرالية منذ عشرات السنين، فبدلاً من البحث عن أسباب انفصالها عن جموع الشعب المصرى، وخلق أشكال من الممارسة تؤدى لارتباطها بجمهورها المفترض، حيث تتمركز برامج هذه النخبة واهدافها لصالح هذه الجماهير ومن أجلها، بدلاً من ذلك تلجأ النخبة فى كل أزمة الى إعادة انتاج نفس المأساة، بإعادة "هندسة التاريخ" بالبحث عن مسميات وأشكال جديدة للهروب من الأزمة الحقيقية المتعلقة بانفصالهم عن جمهورهم المفترض، والذى ما بات يفضح عجزهم عند كل انتخابات!، بدلاً من بذل الجهد الواجب لتشكيل "قوة منظَمة"، والتى بدونها لن تكون هناك اى فرصة حقيقية للوصول الى الحكم، اياً كان شكل هذا الحكم، والتى عندها ستكون كل هذه الجهود المخلصة مجرد امنيات طيبة وأوهام، ما أكثر الدراسات او الأشكال "الهندسية"، ليس النقص فى الأشكال "الهندسية" او الدراسات، النقص فى "القوة المنظمة" على الأرض، وما الإغراق فى "هندسة التاريخ" سواء بالأشكال او الدراسات، ما هو الا وسيلة دفاعية نفسية للهروب من معضلة تشكيل "قوة منظمة" على الأرض.(2)

وهو ما سبق وان حذرت منه عندما كتبت فى يوليو 2013:
"هندسة التاريخ " .. وسؤال : ماذا بعد سقوط الإخوان .. ؟!!
----------------------------------------------------
الذى سيحكم مصر فعلياً، بعد سقوط الإخوان (السقوط المؤكد، اياً كان موعده)، هو من يملك " القوة المنظمة " ..
" القوة المنظمة " التى لم تحظ بالاهتمام الواجب حتى الآن (للأسف الشديد) من قبل من يتصدون من قيادات يناير، لرسم سيناريوهات، مستقبل السلطة فى مصر، ما بعد الإخوان ..!!
كل الاهتمام منصب على " هندسة التاريخ " .. !! .. التى يحكمها المنطق الشكلى المهتم بمدى " الوجاهة النظرية " لاقتراحات من قِبيل، من هو الأنسب لتولى السلطة خلال المرحلة الانتقالية .. هل هو رئيس المحكمة الدستورية .. ؟!! أم مجلس رئاسى .. ؟!! أم شخصية توافقية .. ؟!! .. الخ
من سيحكم مصر فعلياً، هو من يملك " القوة المنظمة " ..
بعد 25 يناير 2011، لم تكن هناك " قوة منظمة " تعبر عن الثورة، فحكَم المجلس العسكرى.. !!
بعد فترة المجلس العسكرى، لم تكن هناك " قوة منظمة " تعبر عن الثورة، فحكَم الإخوان المسلمون .. !!
بعد فترة الإخوان المسلمين، هل هناك " قوة منظمة " تعبر عن الثورة .. ؟!!
والسؤال الذى ستُحدد إجابته، مستقبل السلطة فى مصر، هو :
من يملك " القوة المنظمة " فى مصر الآن .. ؟!!
(7 يوليو 2013).(3)

لماذا الثورة القادمة بقيادة اسلامية وليست مدنية .. ؟!

لمن يراهنون على ثبات الموقف الشعبى من الاخوان المسلمين! .. لا ابدية فى الموقف الشعبى .. بالرغم من الشعبية الجارفة التى حظى بها جمال عبد الناصر سنوات طويلة، فقد استطاع السادات، بعد توليه الرئاسة، استطاع ان يحول بوصلة الراى العام المصرى 180 درجة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية!، باطلاق احلام الجماهير تجاه حياة الرفاهية ابان زيارته للقدس فى 19 نوفمبر 1977! .. وما حدث ويمكن اعتباره مثلا صريحاً يؤكد هذه "الخاصية"، ما حدث من عزوف واضح لقطاعات واسعة من الجماهير، عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانيه 2015، ومن بعدها انتخابات الرئيس السيسى نفسه، رغم دعوة السيسى لهم يضرورة المشاركة!، جاء ذلك بعد مرور وقت قصير على الحماسة الواضحة من نفس هذه الجماهير لكافة الانتخابات والاستفتاءات التى اجراها واشرف عليها المجلس العسكرى بعد يناير 2011!.


"بيدى لا بيد عمرو" .. !

فى الصراع الممتد منذ 1954 بين جماعة الاخوان المسلمين وسلطة يوليو (المؤسسة العسكرية)، كانت الغلبة دائما للمؤسسة العسكرية، الا فى انتفاضة 25 يناير عندما خرجت الجماهير بالملايين، رفضا لقشل سلطة يوليو على مدى ستة عقود فى توفير العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، عندها فقط اصبح فى امكان الاخوان الانتصارعلى المؤسسة العسكرية، تلك المؤسسة التى لم تنتظر الهزيمة فكانت المبادرة "الانقلاب الاستباقى" فى 11 فبراير "بيدى لا بيد عمر"، - الى حين مرور "العاصفة" -، فتولت الامر، عن طريق المواجهة الغير مباشرة، والالتفاف على "العاصفة" عن "طريق رأس الرجاء الصالح" بديلاً عن الاصطدام المستحيل!، وقد كان، سمح ان يكون للاخوان الغلبة دستورا ومجلس شعب ورئيساً، وكلها وفقاً لاجراءات ديمقراطية 100%!، ثم انتصرت المؤسسة العسكرية على الاخوان وعلى انتفاضة يناير وعلى مشروع التوريث دفعة واحدة!.(4)


على الرغم من ان الشعار الذى رفع فى ثورة يناير كان "دولة مدنية، لا عسكرية ولا دينية"، الا ان جمهور انتخابات 2012 الرئاسية، وجد نفسه امام خياران لا ثالث لهما، اما سلطه "مدنية" ذات خلقية عسكرية (احمد شفيق)، او سلطة "مدنية" ذات خلفية دينية (محمد مرسى)، فى ظل الغياب شبه الكامل للقوى المدنية، حتى وصل الحال ببعض نخب "الـ"الداون تاون"، الى الترشح على قائمة حزب الحرية والعدالة الاخوانى!، وعلى الجانب الاخر وفى مثال صارخ عن مناضلى الـ"داون تاون"، قام واحد من اشهر رموزها، وهو من احد افقر محافظات صعيد مصر، بخوض انتخابات مجلس الشعب 2012، نائباً عن واحد من ارقى احياء القاهرة!.


كل دلائل الواقع المصرى الحالى، تؤكد ان "الانتفاضة / الثورة" قادمة، وتؤكد ايضاً، ان القيادة ستكون للتيار الاسلامى وفى مقدمتة الاخوان، لكن واقع خبرة العقود الماضية تؤكد ايضاً، ان سلطة يوليو لن تنتظر الهزيمة، وستتخذ من الخطوات الاستباقية ما يقطع الطريق على كابوسها المزمن، بان تجد تحالف بقيادة الاخوان يحكم مصر، كل ذلك فى المدى القريب، اما على المدى البعيد والمتوسط، فهذا له شأنً اخر.(5)





سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam




المصادر:


(1) كتاب "النى والفرعون" تأليف جيلز كيبل.
(2) "هندسة التاريخ": بين البديل الوهمى، و التمديد القسرى للسيسى! – سعيد علام. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=530387
(3) من يمتلك القوة المنظمة يحكم
سعيد علام - فيس بوك - يوليو 2013
https://www.facebook.com/saeid.allam
(4) خبرة يناير بين براءة الثوار ودهاء النظام العتيق ! – سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507
(5) مع استمرار تغييب وضعف القوى المدنية: -الثورة- القادمة فى مصر بقيادة "اسلامية"! – سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=518469








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على