الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شيء يخلق من العدم

جواد البياتي

2017 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا شيء يولد من العدم
خبر ليس عاديا ان تصل بغداد شخصيتين خليجيتان بعد يوم واحد من اختتام القمة الامريكية السعودية الخليجية الاسلامية الكبرى في الرياض .
وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن بن ثاني ، وخالد الفالح وزير البترول والطاقة في المملكة العربية السعودية ، دولتان من اشد الدول المعارضة على الارض لنظام الحكم في العراق بعد / 2003 ، بل والاكثر دعما للارهاب واحتضان المؤتمرات والمطلوبين للقضاء العراق.
واذا كانت زيارة خالد الفالح زيارة فنية تفرضها الحاجة لأحتواء اسعار النفط المتدهورة عن طريق خفض الفائض منه في الاسواق العالمية والتنسيق مع الدول المنتجة التي تحاول رفع سقف انتاجها بما يتناسب وحاجاتها المادية لمواجهة ضرورات المراحل الاستثنائية التي تمر بها ، فأنها كانت الثانية بعد زيارة وزير الطاقة الجزائري قبل ما يقرب من اسبوعين ، وكلا الزيارتين تهدفان الى تنسيق الافكار قبل حضور اجتماع منظمة اوبك يوم الخميس المقبل / 25 آيار ، لتعزيز قرارات تمديد خفض الانتاج لفترة اخرى .
واذا كانت زيارة وزير الطاقة الجزائرية والنفط والطاقة السعودي الى بغداد لا تدعو الى الدهشة ، فإن زيارة وزير الخارجية القطري يمكن ان تدعو اليها ، فهو حدث يأتي مباشرة عقب اختتام اوسع قمة على ارض الجزيرة العربية وكأنها احدى توصيات المؤتمر ، ثم انها جاءت وكإنها زيارة من اجل تسليم رسالة قصيرة ومحددة ، ظاهرها مكافحة ( جميع ) انواع الارهاب وفكره المنحرف ومواجهة التحديات في المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية واخيرا وهي الاهم ( دعم دولة قطر لبغداد ) ، ورغم ان اهداف الزيارة تعتبر بروتوكولية صرفة ، لكنها تحمل ابعادا اوسع وفق مايراها المراقبون ، خاصة وان دول الخليج العربية اشارت الى ايران كمنتج ومصدّر للمشاكل الاقليمية وفرضت على بعض الدول الاسلامية تأييدها في هذا المسار بمباركة امريكية واضحة ، يضاف الى ذلك ان ايران اصبحت لاعبا اساسيا في رسم سياسة المنطقة بما تمتلكه من قوة مادية وبشرية وفنية .
لقد باتت اللعبة شبه مكشوفة بعد ان استفحل وتمرد المارد على سيده ، واصبح خطره يقترب من رقاب صانعيه ويهدد عروشهم ، فإجتمعوا ليتداركوا هذا الخطر ، ومن يقرأ شريط السياسة الامريكية الجديدة الى جانب الارتباك والانفعال بل والفوضى في سياسة بعض الدول الاقليمية التي توهمت بتطويع بعض الشعوب لنهجها الفكري ، يجد ان صناعة السياسة الجديدة ستحمل معها اهدافا مرحلية بحتة الاولى امريكية ذات اهداف اقتصادية – سياسية ، والثانية سعودية ذات اهداف سياسية جاءت في الوقت المناسب من اجل انقاذها من مستنقع اليمن اولا والهمّ السوري والهاجس الايراني ، وقلق الانتصار العراقي . وجميعها كوابيس تقض مضاجع الشيوخ ، وليس من المستبعد بل والاقرب الى الواقع انهم اعادوا حساباتهم في اجبار العراق على الابتعاد عن سياسة دول الخليج وعن المنظومة العربية الى حد ما ، والتوجه الى الدول التي تقف بجانبه في حربه على الارهاب وحماية شعبه ووطنه ، ومع ان النصيحة جاءت متأخرة فهي افضل من ان لا تأتي من اجل رأب الصدع القديم ، لكنها لا يمكن ان تهدم ما تم بناؤه من علاقات مصلحة بين العراق وايران ، بل ان العراق يمثل نقطة توازن وعنصر تخفيف من حدة صراع المصالح في الشرق الاوسط ، وبذلك سيكون قد عاد الى موقعه الاستراتيجي كقوة مؤثرة تستطيع لعب دور في السياسة العالمية سواء كان ذلك في السياسة او في الاقتصاد .
وعلى اية حال فإن تاريخ 20 ، 21 / ايار / 2017 سيكون نقلة نوعية في السياسة الامريكية لإعادة المشاكسين من اصدقائها الى رشدهم بعد ان اصبحوا يسببون لها صداعا دائما . وربما هو – التاريخ – تغيير خطة مدرب للاعبيه في ميدان اللعبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط