الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة مع تفجير مانشستر.

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2017 / 5 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


ما تابعه العالم بعين الاسى امس واليوم هوالتفجير الذي وقع مساء الاثنين في حفل غنائي، في مدينة مانشستر شمال إنجلترا ، وكانت الشرطة البريطانية أعلنت في حصيلة أولية وقوع 22 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً.،وكشفت الشرطة البريطانية، اليوم الثلاثاء، عن هوية منفذ تفجير مانشستر، الذي استهدف حفلا للمغنية الأميركية، أريانا غراندي، مساء أمس الأثنين، وأسفر عن مقتل وجرح العشرات. وفي ما يلي أبرز معلومات عنه، بحسب ما كشفتها وسائل الإعلام البريطانية.
يبلغ سلمان عبيد من العمر 22 عاماً ولد وتربى في دولة احتوته ووفرت له الامان وكافة حقوقه الانسانية فرد الجميل بقتل اطفالها ، حيث ولد في مانشستر عام 1994، والده ووالدته لاجئان ليبيان، جاءا إلى المملكة المتحدة هرباً من نظام معمر القذافي.
ان ما حدث يؤكد على بداية عدة مؤشرات تشير بنقلة نوعية في اتجاه تنفيذ الهجمات الإرهابية ، وكلها معطيات تحسم النقاش على أن الإرهابيين باتوا يعتمدون على الاختيار الكمي والذي يقوم على أساس اختيار الاهداف التي تظهر اجرامهم ووحشيته لتوضح انهم يستهدفون الجميع ولا يفرقون بين امراءة او كبير سن وحتى الطفل الرضيع .

حقيقة الجميع يتسال ويناقش مالحل لمعظلة الارهاب وجنونه ؟
ببساطة لمعالجة مرض ما يجب ان يعلم ماهو وما اعراضه وكيف تنقل عدواه ويدخل الى الجسم , فالمرض هو الإرهاب: يعرف بأنه فعل عنيف منظم وسرى وله هدف محدد ذو طابع سياسى وجنائى معاً، ترتكبه مجموعة او تنظيم، اعراضه : يتم فيه استعمال القوة أو التهديد بها وإثارة الخوف والرهبة، وهو وسيلة للقتال العشوائى لا تحدها قيود إنسانية ولا قيم اخلاقية ، تتضمن الإكراه والابتزاز فى ظل دعاية مدبرة. وضحايا الإرهاب دائما ما يكونون أبرياء من المدنيين غير المقاتلين فالإرهاب فعلاًليس لصيقاً بدين أو ثقافة ، فكثير من الأديان والأيديولوجيات على مدار التاريخ قد أنتجت إرهاباً وإرهابيين، أفرطوا فى التخريب والتدمير، وعاثوا فى الأرض فساداً، متوهمين أنهم أبطال يقاومون الظلم والقهر و ينصرون الحق وينشدون الخير للبشرية . لكن لاسف فإن الحلقة الأعلى صوتاً من الإرهاب فى تاريخ العالم المعاصر تتخذ من الإسلام أيديولوجية لها، تتوزع على أماكن ودول عديدة، وانتقلت فى العقد الأخير من المحلية إلى العالمية،ومتنقلة فى القارات الست ووفق شعارات منها مواجهة «القوى المعادية للإسلام» وإن كان فكرهم لا يمت إلى التفكير العلمى بصلة، لكننا لا يمكن أن ننكر أن التنظيمات الإرهابية الأكثر صخباً فى العالم الآن ترفع الإسلام شعاراً سياسياً ً.


بعد ان عرضنا المرض وشرحنا اعراضه السؤال الذى يطرح نفسه فى هذا المقام هو: كيف نواجه الإرهاب؟ والإجابة هى أن هناك ثلاث طرق، الأولى دفاعية والثانية هجومية ،وهذه مسؤولية الاجهزة الامنية بمساعدة سكان البلد والمقيمين فيه والثالثة مسؤولية اخلاقية وانسانية.
فى الأولى نحن نحصن مواقعنا وشوارعنا ومنشآتنا ونفرض حراسة مشددة على الأشخاص المطلوب قتلهم فلا نجعلهم صيداً سهلاً للإرهابيين. وفى الثانية نذهب إلى الجحور التى يختبئ فيها هؤلاء القتلة فنخرجهم منها صاغرين، وهذا أمر يتطلب جمع لمعلومات كافية عنهم، ووجود خطط محكمة للوصول إليهم. لكن كلتا الطريقتين هما محض تدبير قصير الأمد، يغلب فيه الأمنى ما عداه، وهذا لا يمكن أن يشكل حلاً ناجعاً ومستقراً، وهو إن كان لا غنى عنه فى المواجهة العاجلة والتكتيكية للإرهابيين فإنه لا بد من وضع استراتيجية للقضاء على الإرهاب أو تخفيف حدته وضرب أهدافه بعيدة المدى، وهذا لن يتم إلا من خلال تعليم يعلم أولادنا «أسس التفكير العلمى» لأن الإرهابيين يصطادون من يسلمون بكل ما يقال لهم وأذهانهم مغيبة أو غير قادرة على التمييز والتحليل، ومن خلال ثقافة تنتصر للقيم الإيجابية والمعتدلة، ومن خلال إصلاح دينى تأخر طويلاً، وإلى جانب كل هذا يجب أن تكون هناك خطة لتنمية مجتمعاتنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً لأن الإرهاب يقتات على الفشل.


الثالثة وهي مهمة الانسانية اجمع والعرب والمسلمين بشكل خاص الا وهي ادانت الاعمال الارهابية والوقوف مع الضحايا اين ماكانوا ،فبصراحة ان الفعل الارهابي رغم فضاعته ومدلولاته الا انه لا يوازي ما تزخر به مواقع التواصل الاجتماعي من شماته ببريطانيا او اوربا بشكل عام, ولكن هل يعي هؤلاء ان الإرهاب هو الإرهاب ولا يجوز التردد فى إدانته، ولايجوز البحث عن عذر له، لانه يعنى - ضمنياً - الترويج له وتقديم الدعم المعنوي له ، ويكشف عن رغبة مرضية دفينة فى الانتقام من الآخرين، وهى تؤذى أصحابها قبل الآخرين. فلاحظ الجميع ان الشامت من هؤلاء يتعكز بشماتته ويقول.. «ذوقوا بعض ما نذوقه يومياً من أمثال هؤلاء».. و«مثل ديمقراطيتكم وفرت الحماية للإرهاب وللإرهابيين..» و« صنيعتكم.. بضاعتكم ردت إليكم». وينسى هؤلاء جميعاً، أن الإرهاب أعمى، ويدمر كل من فى طريقه، وقد يبدأ الإرهاب بهدف يرضى البعض من المرضى او المغيبين عنه، لكنه ينتقل إلى الجميع، فيما بعد والحق أن مشاعر الشماتة، هى فى النهاية حالة سلبية وتنم عن الضعف الإنسانى، يجب أن نسمو عليها، لأن هذه الحالة، وفى هذا الموقف، تؤدى عملياً إلى تقديم عون معنوى للإرهاب ولأنصاره، حتى لو كان الشامتون من ضحايا الإرهاب ومن أعدائه. فالإرهاب يسعى إلى خلق الانقسام فى اي مجتمع وزرع الفتن بين اديانه وليسهل عليه العيش فيه ، ومن هنايجب ان نقول اننا يجب ان توحد امام اي عمل ارهابي في مكان في العالم لاننا ان لم نكن اخوة في الدين فنحن اخوة في الانسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايدولوجيه
على سالم ( 2017 / 5 / 24 - 15:44 )
انت تحاول جاهدا ان تحلل اسباب الارهاب الاسلامى , انت تلف وتدور وتحلل وتستنتج , انت تبعد عن اصل الداء الا وهو ايدولوجيه الارهاب والدم والقتل , انه كتاب اسمه القرأن به مالذ وطاب من ايات اجراميه ووحشيه مقدسه يتم حشو عقول الاطفال بها وتصبح جزء من شخصياتهم الارهابيه الاجراميه وبعد ذلك يتم صقل هذه التعاليم الدمويه بواسطه الشيوخ المجرمين الداعرين القتله المنافقين والذين يمهدون لهم الطريق لقتل الابرياء بتدمير انفسهم , السبب الرئيسى هو القرأن واياته الاجراميه المتوحشه , الحل هو اعدام كتاب القرأن وفضح مابه من اهوال وكوارث ودمويه , لاتخلط الامر بين القرأن وباقى الاديان الاخرى , القرأن هو فقط الوحيد الذى يحتوى على القتل والخراب والدمار فى ايات قرأنيه مقدسه واجبه التنفيذ , القرأن كتاب ارهابى ودموى رهيب

اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف