الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مفهوم التاريخ..فالتر بنيامين -1-

امير عزيز

2017 / 5 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-1-
انه من المعروف جيدا ان الانسان الالي قد وُجد ذات مره, و كان متطورا الي درجه انه يستطيع التصدي لاي نقله من لاعب شطرنج بنقله مضاده, و هكذا يضمن النصر لنفسِه..
دميه في ملابس تركيه لديها انبوب مياه في الفم, جلست امام رقعه الشطرنج التي كانت موضوعه علي منضده اكبر, و من خلال مجموعه من المرايات , تم خلق الوهم ان هذه المنضده كانت واضحه من كل الجهات " لا تخفي شيئا", و لكن الحقيقه ان قزما احدب و قد كان استاذا شطرنجيا, كان يجلس بالداخل مسيطرا علي يدي الدميه بحبال رفيعه..
يمكن للمرء ان يتصور موضوعا مماثلا لهذه التجربه في الفلسفه, الدميه التي تُسمي الماديه التاريخيه يُفترض ان تنتصر دائما, و بعد الان ستحقق انتصارها بدون اي ضجه, و ذلك طالما كانت تسلك مسار اللاهوت و توظف خدماته, و التي يعرف كل انسان انها ضئيله و قبيحه و ينبغي ازاحتها بعيدا عن النظر.
-2-
من بين اكثر الصفات الخاليه من الجداره للنوع الانساني يقول لوتز " بمقاربه حقيقيه لخصائنا الذاتيه سنكتشف ان الحسد لا يتشكل ابدا في علاقه بالمستقبل, و صور السعاده التي نكتمها و تبدو الضغينه كاحد تجلياتها, تتكون من خلال مسار وجودنا الزمني, السعاده التي يمكن ان توقظ فينا الحسد توجد فقط في الهواء الذي نتنفسه..مع الناس الذين يمكن ان نتكلم معهم..مع النساء اللاتي كان يمكن ان يمنحنّ انفسّهنَّ لنا..مفهوم السعادهِ مجردا يمكنه ان يتواجد / يرن فقط مع مفاهيم من نوع (الخلاص-القيامه-التجلي-الفداء) , و كانه مفهوم لاهوتي..و هكذا هو الامر مع الماضي, الماضي الذي يجعل التاريخ مسالته..الماضي يحمل دليل سري داخله, دليل يتم من خلاله الاشاره الي بعثه او عودته, السنا متأثرين بنفس الهواء الذي كان موجودا من قبل؟..الا يوجد صدي لاصوات اولئك الذين تم اسكات صوتهم في اصوات من نسمعهم " نعيرهم اذاننا", اليست تلك النساء التي راودنا, هنّ الاخوات التي لا نعرفهن اكثر اليوم..لو كان الامر كذلك فهناك بروتوكول سري بيننا و بين الاجيال الماضيه, ذلك لانه كان قد تم توقع وجودنا, و لانه قد اتيح لنا مثل كل جيل سبقنا ان نتملك تلك القدره المسيانيه المحدوده ..و من خلال هذه المعرفه يمتلك الماضي ادعاءاته ..لكن هذه الادعاءات لم تستقر بهدوء..
الماديه التاريخيه تعرف لماذا..
-3-
المدون/ الاخباري الذي يعدد الاحداث دون التمييز بين ماهو عظيم و ماهو ضئيل , حتي ان كل ما جري و كان لا يمكن تقديمه كتاريخ مفقود, يعدُ عمله تمثيلا للحقيقه. و بالحقيقه فان الام الماضي تحملها انسانيه قد بعُثت من جديد, و بكلمات اخري..فان الانسانيه التي قد قامت من مرقدها, تصبح قادره علي الاستشهاد بكل لحظه من لحظات ماضيها , كل لحظه كانت قد مرت بها الحياهُ من قبل, تصبح قابله للحياه مرهً اخري..حيث تُستعاد في يوم يبدو و كانه اليوم الاخير..
-4-
"عليك اولا ان تؤمّن الملبس و الطعام..و سوف ياتي اليك ملكوت الله بذاته" هيجل 1807
الصراع الطبقي الذي يبقي في المنظور لمؤرخ تربي داخل المدرسه الماركسيه, هو صراع من اجل الاشياء الماديه و الخشنه, و التي بدونها لا يوجد شئ رفيع او روحاني..و مع ذلك فان هذه الاخيره توجد في الصراع الطبقي كمجرد غنيمه تقع في يد المنتصر..انها القيم التي يتم تمثيلها كمرادفات للثقه و الشجاعه و الشرف و الصمود في القتال..و يمتدون ايضا بعيدا في الماضي حيث ضباب الزمن..و لهذا فان هذه القيم دائما و ابدا و بشكل حال ستسائل كل انتصار تحققه الطبقات الحاكمه..و تماما كما تدير الزهور رؤوسها صوب الشمس..هكذا ايضا يفعل الذي يستدير خفيهً نحو شمس تغرب في سماء التاريخ..انه المادي التاريخي الذي يتعين عليه من الان ان ينتبه الي اكثر التحولات غموضا و التي مرّت من قبل امام عينيه..
-5-
الصوره الحقيقيه للماضي تطّنُ فقط كصوره..تومض في لحظه وداعها النهائي " لحظتها الاخيره", في نفس اللحظه التي يتم التعرف عليها فيها..حيث ينبغي الامساك بها سريعا " الحقيقه لن تهرب بعيدا بعد الان"..هذه الملاحظه الاخيره بواسطه كيللر تشير الي المكان المحدد الذي تخترق فيه او تتقاطع الماديه التاريخيه مع كل صوره تاريخيه..حيث انها صوره لا يمكن استعاضتها و تهدد بالاختفاء في كل حاضر لا يتعرف علي نفسِه كمعني لها..
-6-
لكي تبين ما الذي لا يعنيه الماضي, لتعرف كيف كانت حقيقته, فان هذا يعني ان تسيطر علي الذاكره كما تومض في لحظه الخطر..لانه بالنسبه للماديه التاريخيه فان الامر هو الامساك سريعا و في اللحظه الداله بصوره الماضي..تلك الصوره التي تندفع بشكل غير متوقع في لحظه الخطر حيث تصبح موضوعا للتاريخ..هذا الخطر الذي يهدد مستودع التقاليد و القيم , تماما كما يهدد من يتوسلون بها.."اليست هي " هذه التقاليد و تلك القيم " الاداه لتحقيق هيمنه الطبقات المسيطره"..
في كل عصر فان المحاولات قد تمت لتقديم تقاليد جديده خاليه من الامتثال الذي كان قد هيمن عليها, حيث المسيا لا ياتي فقط كفادي, و لكن كمتغلّب ايضا علي الانتي كرايست "ضد المسيح"..فقط كاتب التاريخ الموهوب القادر علي اسقاط الضوء علي شرارات الامل في الماضي سيكون هو المتفهم لهذه الحقيقه :
حتي الميت لن يكون بمأمن من عدوه اذا انتصر..هذا العدو الذي لم تتوقف انتصاراته حتي الان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح