الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوازن يبدأ من بغداد

جواد البياتي

2017 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


التوازن يبدأ من بغداد
مؤتمر دولي ضخم بحجم مؤتمر الرياض الذي عقد في 20 آيار بمشاركة 68 رئيس دولة عربية واسلامية برعاية الولايات المتحدة الامريكية ممثلة برئيسها الجديد دونالد ترامب الذي اصغت اليه كل اذان المشاركين وغير المشاركين ، على طريقة المثل العربي التليد " اياك اعني واسمعي يا جارة" . هذا المؤتمر لا يمكن ان يعقد في لحظة الاعلان عنه مالم تسبقه تحضيرات كالتخطيط والدراسة والاعداد والامال والمكان لأستيعاب هذا العدد من الشخصيات التي يطلق عليها ( v I b ) من رؤساء الدول والمنظمات الدوليىة والاقليمية وملاحقهم ومن حضر مراقباً .
طبعا هذا التجمع لم يكن تقليديا ، ولو ارادت اية دولة الاعداد لهذا المؤتمر بجهود ذاتية وضمن هذه الفترة القياسية جدا ، فلا تستطيع ذلك مهما حاولت بلوجستياتها وامكانياتها المتوفرة ، المؤتمر بقممه الثلاث الثنائية والاقليمية والاثنية الدولية ، يعتبر من المؤتمرات الدولية القليلة جدا منذ نهاية الحرب الثانية ولحد الآن ، لكنه كان ضروريا بعد استفحال مشاكل العالم ، ووجود الارهاب كظاهرة عالمية ، وربما صادف ذلك مع ظهور الرئيس الامريكي الجديد ترامب الذي بدأ عهده بتعهده بإسترجاع كل فلس صرفته امريكا لقاء حمايتها لبعض دول الشرق الاوسط ، فربما كان هذا المؤتمر في نظر الاخير مناسبة لترتيب وضع الدول واعادة بعضها الى مكانها المناسب بعد ان حاولت نسيان حجمها الطبيعي .
وليس مصادفة ان ينطلق ترامب بتنفيذ سياسته الصارمة تجاه بعض دول الشرق الاوسط تحديدا والانتقال من زمن المجاملة التي كانت تفرضها يوما سياسة الحرب الباردة تجاه الدول ، خاصة بعد مراقبة السياسة المتهورة لبعض الملوك والامراء المحسوبين على المدار الامريكي ، والتي نتج عنها عالم يأكله الارهاب والفوضى غير الخلاقة ، هذه السياسة التي جعلت من العراق ارضا يقاتل اهلها الارهاب العالمي ، وهذا يعني ان كل الحسابات التي راهنت عليها الدوائر الخارجية كانت خاطئة لتطويع العراق باءت بالفشل ، وعليه وجب العودة لتصحيح تلك الافكار والحسابات والتوجه اليه بوضوح وعقلانية ومساعدته في التخلص نهائيا مما تبقى من الوجود الارهابي على ارضه ، وهذا ربما ينطبق ايضا عل سوريا .
كما ان هذا التحرك اتجه ايضا نحو ايران التي لم تحضر المؤتمر وهي الشريك الاساسي في لعبة الشرق السياسية ، بل والدولية ايضا . ومن ذلك يمكن ان يكون ترامب يستند في تنفيذ سياسته على المبادئ الاقتصادية التي تدعمها القوة ، بدليل التحرك القطري باتجاه ايران وتوقيع اتفاقيات اقتصادية بما يقرب من 350 مليار دولار وهي واحدة من اساليب تخفيف حدة التوتر بل والالتقاء في مناطق التفاهم الاوسع لمصلحة البلدين والشعبين الجارين والاكثر هو الايمان بالتعايش السلمي واعادة الاستقرار الى المنطقة . ولم يخف على دوائر القرار الامريكي الخليجي الاسلامي حجم العلاقات بين العراق وايران ، فليس من المستبعد ان يبحث قادة المؤتمر عن اعادة توازن في المنطقة وليس هناك غير بغداد التي اثبتت انها اقوى في مواجهة الهجمة الارهابية والخروج منها معافاة ، لاعبا للوصول الى هذا الهدف ، الخارجية القطرية لم تتحرك من فراغ ، ومؤتمر الرياض ليس حدثا عاديا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت