الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع مع الأماكن

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 5 / 25
الادب والفن


لا يأسرني حبّ الاستقرارُ في مكان ما . يصبغ نظّارتي بالأسود كلّما فكّرت أنّني باقية هنا. لا أعرفُ إن كنتُ مغرمةٌ بالأماكن أو ناقمةٌ عليها ، كلّ ما أعرفه أنّ تلكَ الأماكن َالتي عشتُ فيها لا أتذكّرُها إلا كخيال، كما لو أنّني كنتُ غائبةً عن الوعي عندما عشتُ فيها. أعتقد أنّها هي المذنبة لم تلحظْ وجودي ، تركتُها ، بحثتُ عن أماكنَ ترحّبُ بي أكثر . تتألّق معي تتحدّثُ عنّي كمن يتحدث عن ابنه الوحيد.
فارقتُ أماكني، خفتُ أن تلاحقُني
بحثتُ عنها في تراثِ جدتي،في ضفيرة ابنتي
أردتُ أن أسميها وطناً، عشقاً
لم تلتفتْ ليديّ المفتوحتين للعناق
أماكني باهتةٌ ، طعمُها صبرٌ، لونها جمرٌ، وحبّها قهرٌ
تعانقُ البحرِ، تقذفُ اللآلئ إلى القبرِ
تتفننّ في الظلم . نرجسية في القهر
أغادر إلى متاهة من العمر
المرسومةٍ قبل ألف عام
أضيعُ ، أحلم بالنجاة
يأتي صدى يعصفُ، يكسّر الأمواج على الشطئان
لا أعرفُ ماذا أريدُ ؟ كلّ المتاهاتِ التي فككتُ لغزها أرادتني غامضة مثلها
زوابع صداي تردّد :
لا ترضخي .غيّريها . لا تموتي فيها
كلما مرّ علي عدة سنواتٍ في مكانٍ ما من هذا العالم .يدغدغُ روحي نزوعٌ إلى رحيل جديد
إلى أماكن أوسع
تهتزُّ حقيبتي المسافرة
هل تخشين الضّياع
انسفي سنواتك إلى وادي الزمن، ارحلي ، ففي الرحيل تموت القيود
وفي الضياع عمرٌ جديد يعود .
أضيعُ .،أفقدُ ذاكرتي، أبتسمُ للغموض
ترحلُ فرحتي إلى موسم الحنين
أحنُّ إلى الأشياء التي لا أحبّ أن أعودَ لها
سافرت إلى البعيد
دارنا موحشٌ، على أطرافه قيود
حكاياتُ جدتي أراها على الشّاشات
ليس فيها طعم جنيّات
جدتي راوية تعادلُ ألفَ راوٍ
قالتِ الراويةُ " جدتي "
في تلك القريةِ الجميلةِ أنجبتُ والدك ،كنّا نسميها نجمةُ الصبح ، أصبح اسمُها دارُ الفقر .
كانَ في قريتنا جنيّاتٌ، وعفاريتٌ وغيلانٌ
من حكاياتها
اليوم ليس فيها سوى البكاء
هل كانت جدتي أنا عندما كسرت القيود ؟
أم أنني هي عندما عبرت الحدود ؟
لا تلاحقني حبيبي . لن أعود .
لم يعد بيننا أيّ عهود
قلبي يضربُ على وقعِ الموت
لا تعاتبني حبيبي !
دعني أسليّ وحدتي.
أجتاز الحواجزِ والسدود
لا تعانقني!
لم يعدْ في أمكنتي شه
حقيبةُ يدي فارغةٌ
جواز سفري منفيّ
عيناي على المفارق ، ولا تريدُ أن تعود
لا تحاسبني إن رحلت
عمري رحيلٌ وسدود
عينايّ ليلٌ نظارته سوداء
والصباح بعد عقود
اتركني أداوي حيرتي
لن أعيش في دائرة تدعى هوى الأماكن . أنا على هواي ، و كلّ مكانٍ أعيش فيه حالة عشق سوف أغادره كي تبقى الحالة مستيقظة. من حقي أن أحلم بالعيشِ، وأنى رحلت أكون أمّي ، ومهما فرحت. أرى دمعها ينزل من عيني، ومهما صبرت أراني بثوبها الأزرق، وثوبي البنّي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا