الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ضم القدس: الحل الوحيد لإنقاذ المدينة وإفشال تهويدها، يكمن في الفعل المقاوم

عليان عليان

2017 / 5 / 26
القضية الفلسطينية


في ذكرى ضم القدس: الحل الوحيد لإنقاذ المدينة وإفشال تهويدها، يكمن في الفعل المقاوم
بقلم: عليان عليان
دخلت سلطات الاحتلال، في سباق محموم مع الزمن، منذ عام 1967،وبغطاء كبير من المعاهدات، والاتفاقات الموقعة معها لاحقاً، لاستكمال تهويد، الجزء الشرقي من القدس، بعد ان هودت القسم الغربي منها، بعد عام 1948 ، متجاوزة قرار التقسيم، لعام 1947، إذ لا يكاد يمض يمر يوم، أو شهر، دون أن يلتهم، غول الاستيطان، مساحات واسعة، من الضفة الغربية ، والقدس والمناطق المحيطة بها.
ولا يكاد يمر يوم،إلأ ويؤكد فيه، المسؤولون الصهاينة، على اختلاف تلاوينهم السياسية، على تمسكهم بالقدس، عاصمة أبدية،وموحدة للكيان الصهيوني، وذلك في خضم عملية تراكمية، وفي إطار مخطط مدروس، يكمل فيه حزب الليكود، حزبي كاديما والعمل، وغيرهما من الاحزاب الصهيونية، من اجل إحداث انقلاب ديمغرافي، وجيوسياسي لصالح اليهود في القدس، ولخلق حقائق الامر الواقع على الأرض، التي تصادر، على إمكانية التفاوض المزعوم،على القدس، كما حصل في المفاوضات البائسة بعد تفاهمات انابوليس عام 2007، بحيث بات لسان العدو الصهيوني، يقول لمنظمة التحرير الفلسطينية، وللنظام العربي الرسمي :( عودوا ادراجكم، لم يبق شيء تفاوضون عليه).
لقد عبر عن سياسة، الامر الواقع مبكراً وبوضوح، وبدون ادنى مواربة، الصهيوني ابراهيم كاحيلا، الذي أشرف على بداية، مشروع الاستيطان، في القدس، عندما كان تيدي كوليك، رئيساً لبلدية، ما تسمى بالقدس الموحدة، حين قال " أنه مع إنجاز المخطط الاستيطاني، سيستحيل على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ان تقول أن القدس الشرقية، عاصمة للكيان الفلسطيني، لأن إنجازهذا المخطط، سيجعل تقسيم القدس، امراً مستحيلا".
لقد قطع العدو الصهيوني، شوطاً كبيراً، في تهويد الجزء الشرقي، من القدس ومحيطها، عبر خطوات مدروسة، ومتراكمة عبر ما يلي:
أولاً: ضم القدس الشرقية، وسن التشريعات والاجراءات اللازمة.
ثانياً: الاستيطان في القدس، ومحيطها.
ثالثاً: تغيير التركيبة، الديمغرافية في القدس، ومحيطها.
رابعا: توظيف الاتفاقات والمعاهدات، الموقعة معها، والمفاوضات لخدمة عملية التهويد.
وعلى صعيد الخطوة الاولى، أنجزت حكومة العدو، تشريعات باطلة ومزعومة، خاصة بضم القدس، إذ أنه وبعد دخول قوات الاحتلال القدس الشرقية، في الثامن من حزيران 1967 ، شكلت حكومة العدو لجنة وزارية خاصة، لوضع إطار قانوني لضم القدس، وتحويل القدس الى مدينة موحدة، حيث اختارت اللجنة من " قانون انظمة السلطة والقضاء" مادة تنص على أن يسري قانون الدولة وقضائها على كل مساحة من أرض" اسرائيل"، وقد حددت حكومة العدو، هذا بمرسوم رقم "2"، الذي شرع زوراً وبهتانا، ضم القدس الشرقية وبذلك أعطت حكومة العدو نفسها، وبموافقة" الكنيست" حق ضم أي جزء من الأراضي العربية، التي تزعم أنها جزء، مما يسمى بأرض (اسرائيل).
وفي 27-6- 1967 أقر الكنيست، تعديلاً لقانون البلديات، الانتدابي لعام 1934، يسمح بموجبه لوزير الداخلية الصهيوني، أن يصدر اعلاناً، يوسع فيه مناطق، اختصاص البلدية ، عبر ضم مساحات جديدة،.
وفي اليوم التالي في 28-6-1967 أصدر سكرتير حكومة العدو، امراً تحت عنوان( امرالقانون رقم 1967) اعلن فيه ضم القدس من خلال النص التالي" أن امانة القدس، تشمل المنطقة الواقعة، بين مطار قلنديا شمالاً، وبيت حنينا غرباً، وقرى بيت صفافا، وصور باهر جنوباً، وقرى الطور والعيزرية والرام شرقاً، وأنها خاضعة لقانون وقضاء الدولة الاسرائيلية".
ثم توالت بعد ذلك التشريعات، والاجراءات الاسرائيلية، المرتبطة بضم القدس، مثل حل مجلس أمانة القدس العربي المنتخب، من قبل اهالي المدينة العرب، ومصادرة سجلاته، وأملاكه المنقولة، وغير المنقولة، ودمجها مع موظفي، بلدية القدس المحتلة، منذ عام 1948، كما تم ابعاد أمين القدس المنتخب، الأستاذ روحي الخطيب إلى عمان بتاريخ 7-3- 1968، كما تم الغاء القوانين الأردنية واستبدالها بتشريعات وقوانين اسرائيلية.
وعلى صعيد مصادرة الأرض والاستيطان في المدينة ومحيطها، فقد لجات سلطات الاحتلال، إلى أساليب عديدة، تمكنت من خلالها من مصادرة، معظم أراضي المدينة، ومحيطها في إطار ما يسمى " بالقدس مترو بوليتان" حيث بلغ عدد المستوطنات في القدس الشرقية ومحيطها (34) مستعمرة وبلغ عدد المستوطنين فيها حوالي 350ألف نسمة، حيث تعمل سلطات الاحتلال، على تغيير التركيبة الديمغرافية، في القدس لصالح اليهود، من خلال تكثيف الاستيطان، وسحب الهويات من العرب، وإبعادهم إلى خارج المدينة، وهدم المنازل بحجة عدم الترخيص، واخلاء السكان العرب من بعض أحياء البلدة القديمة، ومصادرة الأراضي لأسباب عسكرية، والحد من حركة البناء للعرب، عن طريق فرض الرسوم الباهظة، ووضع الصعوبات أمام الحصول على رخص البناء، واخراج عدد كبير من السكان العرب من المدينة، ممن اصبحوا خارج جدار الضم والتهجير العنصري، وغيرها من الأساليب.
كما استفادت سلطات الاحتلال، من اتفاقات أوسلو، التي اجلت البحث في موضوع القدس، الى مفاوضات الحل النهائي، دون اسنادها، بقرارت الشرعية الدولية، التي تؤكد بطلان الضم والاستيطان، مما سهل مهمة العدو، في فرض اجراءات الامر الواقع، أحادية الجانب، على صعيدي الاستيطان والديمغرافيا، وعلى صعيد الاستمرار في الحفريات تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة،بحثاً عن الهيكل المزعوم.
وبغطاء من المفاوضات، يستمر العدو، في مشاريعه الاستيطانية، والتهويدية للمدينة المقدسة، وأبرزها مشروع "ي1" لربط مستعمرة معاليه ادوميم شرقاً بالقدس، عبر بناء 4000 وحدة استيطانية، على 12 ألف دونم، من الأراضي المصادرة، في قرى العيزرية، وأبوديس، والعيسوية، مما يؤدي إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها
وبغطاء من نهج المفاوضات، يتم توظيف جدار التهجير، والضم العنصري، حول المدينة، الذي يبلغ طوله، حولها 190 كلم، ويضم ما مساحته 230 كيلومتر مربع، ليعزل حوالي 150 ألف مقدسي، في معازل مغلقة( بير نبالا، الجيب)، وليعزل حوالي 250 ألف مقدسي عن باقي، أنحاء الضفة الغربية.
وأخيراً: في ضوء الاجراءات الملموسة، والخطط الصهيونية، المتسارعة لاستكمال تهويد القدس، وفي ضوء انكشاف بؤس الرهان على خيار التفاوض، وتوظيف العدو للمفاوضات، كغطاء لعملية تهويد القدس، يبقى الرهان الوحيد على خيار المقاومة بكافة أشكالها ، ودعم صمود أهلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة