الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب’وماكرون’صخرتان’حركتا ركودبركة العمل السياسي

مازن الشيخ

2017 / 5 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


ما لاشك فيه ان فوزرجل الاعمال’والميلياردير,دونالد ترامب’برئاسة الولايات المتحدة’كان مفاجأة من العيار الثقيل’’حيث ان خطابه الانتخابي’كان قد امتازبالتطرف’وخرج عن الثوابت والقيم التي اعتاد عليها المجتمع الامريكي
على الاقل على المستوى الاعلامي ’والرسمي’
لذلك فقد اثار فوزه ضجة اعلامية كبيرة’وتكهن البعض’بأن ذلك لن يكون نهاية المطاف’بل لابد ان يقع في اخطاء كبيرة’قد تحدد كثيرا من صلاحياته’أ
و حتى قد أن تقيله قبل اتمام دورته الانتخابية’كما حدث مع الرئيس نيكسون عام 1974 مثلا.
وفعلا فقد تصدى القضاء الى بعض قراراته وابطلها’
لكن ذلك لم يثني عزمه’واستمر بالسعي الى تطبيق كل ماوعد به في حملته الانتخابية
ورغم ان الرئيس ترامب’فازعن الحزب الجمهوري’
لا ان كل خططه وخطاباته ومنجزاته تخطت السياسة العامة للحزب’
وبعد المئة يوم الاولى على توليه المسؤولية’انخفظت شعبيته بشكل كبير’وتوقع البعض انه سيعيد النظر في خططه وسلوكه العام
لكن ذلك الامر لم يتحقق’واستمر في منهجه
وخالف كل من سبقوه من رؤساء’أمريكان ’الذين كانوا يخصصونها لدول الجوار
وجعل اول رحلة خارجية له تقوده الى الشرق الاوسط’والى قلب المنطقة واهم دولة فيها وهي المملكة العربية السعودية’
هناك نجح مع مضيفيه في تحقيق مهمة عظيمة كبيرة المعنى بالغة التأثيرفي مستقبل العالم’
فقد استطاع ان يجمع قادة اكثر من 52دولة اسلامية في مؤتمر’قمة’ناقش خلاله بشكل واضح وشفاف ازمة الارهاب’واستطاع ان يكسب ثقة الاغلبية المطلقة منهم عندما اعلن ان الاسلام كدين وعقيدة
برئ من تهمة الارهاب العقائدي
بل ان الارهاب هو سلاح استخدمه البعض لتحقيق اهداف سياسية استراتيجية
ووضع النقاط على الحروف عندما اعلن بوضوح’وشخص بشكل لالبس فيه,بلغة واقعية مكمن الخطر ومنبع الارهاب الرئيسي
وقال بصراحة ان ايران هي مصدره
واشفع كل ماقاله بنتائج تقاريرالمخابرات المركزية
والتي اجمعت على ان ايران هي المنبع الاساسي للارهب الدولي
وان على الجميع التصدي لمخططاتها التامرية وسعيها غير المشروع الى السيطرة على دول الخليج وعن طريق تشكيل ميليشات عميلة لها
زتسليحها وتدريبها’ودفعها على تنقويض الامن والنظام في الدول الخليجية بنية اضعافها ثم الانقضاض عليها والسيطرة على منابع النفط
لتصبحبعدها ايران دولة عظمى قادرة على فرض ارادتها على المجتمع الدولي
ولقد استغل تلك الحقيقة والموقف المتأزم,واعلن عن استعداده لبيع اسلحة ومعدات ضرورية للدفاع عن دول الخليج امام المد الايراني’وتمكن من عقد صفقات مربحة’لامريكا’وخلق فرص عمل لشبابها’تنفيذا لوعوده الانتخابية
وسيعود الى الولايات المتحدة بعد ان ضمن دخول اموال غزيرة الى خزينة الدولة
ذلك بالتأكيد سيرفع شعبيته ويجعل المواطن المستقل ينظر اليه بعين اخرى خارج نطاق الاعلام والدعاية المضادة
ماذكرته عنيت فيه ان ترامب ’يشكل صخرة القيت في بحيرة العمل السياسي الروتيني الممل’والذي تناوب فيه الحزبان الجمهوري والديموقراطي السلطة’دون ان يستطيعا تقديم حلول للمشاكل الاقتصادية المتراكمة’فجاء ترامب لكي يثبت خطل تلك السياسة والتي كانت تعتمد على نفاق الخطاب السياسي’والذي يتناقض مع الافعال,بل ان الرجل يفعل مايقول’ولايخجل من قول الحق’ولاىخفي خططه’ان كان تنفيذها ضرورة
الامر تكرر نوعا’عندما فاز ماكرون برئاسة فرنسا’حيث كسرماتعود عليه المجتمع الفرنسي من كون التنافس يجري بين اليمين واليسار’بينما هو يمثل خطا جديدا’واعدا ومبشرا’واستطاع رغم صغر سنه نسبيا’ان يحرز ذلك الفوز الكبير’ورغم تناقض توجهات ترامب وماكرون’الا انهما في المحصلة يشكلان حالة جديدة’هي كسر الروتين السياسي’واعتماد اسلوب جديد في تنظيم عملية الحكم وباساليب مبتكرة
انا اعتقد ان ترامب سينجح ويعاد انتخابه ان مد في عمره’ولي نفس الرأي في الرئيس ماكرون
كما اني اعتقد راسخا بأن دول اخرى’وخاصة الاوربية’سوف تحدو حدو ترامب وماكرون’وان الزمن يحضر الى انتقالة مفصلية في اليات العمل السياسي وولادة افكار ونظم سياسية جديدة قد تعيد انتاج الحضارة الانسانية’بعد ماتبين من نذر’هددت بحصول من ردة حضارية
سوف يعاني منها الجميع
كل جديد لابد ان يصبح قديما
وحان الوقت لولادة عالم جديد,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟