الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين مأساة الغزو الروماني لمصر, والغزو العربي لها ردا على مقال مأساة الغزو العربي لمصر

عبد الحكيم عثمان

2017 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مقارنة بين مأساة الغزو الروماني لمصر, والغزو العربي لها ردا على مقال مأساة الغزو العربي لمصر
السلام عليكم:
لايخفى على القارئ حتى غير الفصحيح معرفة توجهات المقال الذي يقرأ,
فمقال الكاتب موريس رمسيس(
مأساة الغزو العربى لمصر

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=559976

مقال عنصري تحريضي- كتب بدافع العدائية للقومية العربية- يروم من خلاله بث الكراهية بين القوميات في مصر بتجاهل الكاتب لما عانت من مصر او لنقل الشعب المصري بكل اطيافية المختلفة قوميا او دينيا او مذهبيا خلال تسلط الامبراطورية الرومانية بشقيها قبل المسيحية وبعدها بمعنى ادق قبل اعتماد الدولة الرومانية للديانة المسيحية دينا رسميا لدولتها وبعده- فمصر عندما غزاها العرب لم تكن تحكم نفسها بنفسها اي لم تكت دولة مستقلة ذ1ت سيادة وعليه يجب القيام بمقارنة بين مأسة مصر ابان الاستعمار الروماني لها والمأساة للغزو العربي لها ليتبين لنا الفرق بين حجم المأساة للمصرين خلال الحكم العربي لمصر ام خلال الحكم الروماني الاوروربي لها

بل كانت خاضعة لحكم الامبراطورية الرومانية البيزنطية ولا انس ان اشير ان الكاتب في مقاله هذا لايبث الكراهية والعدائية بين المصرين فقط ولكن يحاول ان يبث الكراهية والعدائية للمصرين على شعب غزة وشعب رفح من خلال اتهام شعبها بعدم التصدي للغزاة لمصر بل ويتهمهم بمد يد العون للغزاة القادمين لغزو مصر في ما اورده في مقاله:

(كانت منطقة غزة و رفح أو بوابة مصر من الجهة الشرقية تفتح دائما لكل غازى على مصر فى جميع الحروب التى خاضتها مصر من تلك الجهة و لم يذكر التاريخ ابدا قيام ‏سكان تلك المنطقة بمحاولة صد أي هجوم على مصر أو الإبلاغ عن أى الهجوم قادم إليها و على العكس فكان هناك الاستضافة و المساعدة فى عبور مجاهل طرق الصحراء و تسهيل الغزو و المباغته)

يدخل الكاتب رمسيس في تحليل شخصية عمرو بن العاص وينقل روايات تشكك في نسبه وايضا تصفه هذه الرويات ابن اشهر غانيات عصرها - والذي يهم المتابع تعامل عمرو بن العاص مع المصرين ولا يهمه ان كان ابن عاهرة.


وتغافل معاناة ومأساة المصرين خلال الغزو والتسلط البيزنطي عليهم- تقول المصادر الحال السياسي والاقتصادي المعاشي والديني للمصرين قبل الغزو العربي لها والذي بسبب هذا الحال السياسي تمكن اربعة الالاف عربي وليس اربعين الف من السيطرة على مصر

الوضع السياسي للمصرين خلال الاستعمار البيزنطي الروماني لمصر:


كانت الأوضاع السياسيَّة في مصر عشيَّة الفتح الإسلامي مُضطربة نتيجة قُرونٍ من الاستغلال الروماني والبيزنطي. فقد اتَّصف الحُكمُ الرومانيُّ لِمصر بالتعسُّف، وبرع الرومان في ابتكار الوسائل التي تُتيح لهم استغلال موارد البلاد. ففرضوا على المصريين نُظُمًا ضريبيَّةً مُتعسِّفة شملت الأشخاص والأشياء والصناعات والماشية والأراضي، فضاق المصريُّون ذرعًا بها وقاموا بِعدَّة ثورات ضدَّ الحُكم الروماني لعلَّ أشهرها تلك التي قامت في عهد الإمبراطور ماركوس أورليوس (161 - 180م)، وتُعرف بِحرب الزراع أو «الحرب البوكوليَّة» (نسبةً إلى المنطقة المعروفة باسم «بوكوليا» الواقعة في شمالي الدلتا)، ولكنَّ الرومان كانوا يقضون على هذه الثورات في كُل مرَّة.[11] وبعد انقسام الإمبراطوريَّة الرومانيَّة إلى قسمين شرقي وغربي، تبعت مصر الإمبراطوريَّة الشرقيَّة أو «البيزنطيَّة». كان الحُكمُ البيزنطيُّ لِمصر، مُباشرًا ومُستبدًا، يُدارُ بواسطة حاكمٍ يُعيِّنهُ الإمبراطور،

الوضع الاداري لمصر ابان الاحتلال الروماني لها:

كانت مصر ولايةً رومانيَّة تابعةً مُباشرةً لِروما مُنذُ سنة 31 ق.م، حين استولى الرومان عليها وقضوا على حُكم آخر سُلالةٍ فرعونيَّة فيها، وهي السُلالة البطلميَّة الإغريقيَّة، واتخذها الإمبراطور أغسطس قيصر مخزنًا يمُدُّ روما بِحاجتها من الغِلال.

الوضع الاقتصادي للمصرين خلال الاحتلال الروماني لمصر:

كانت مصر إحدى أغنى ولايات الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة إن لم تكن أغناها مالًا وزرعًا وخيرات. وكانت بيزنطة تراها مصدرًا هاما للثراء كما كان الحال زمن الرومان، وقد اعتمد الروم على مصر لِتزويد الإمبراطوريَّة بالحُبوب كما فعل أسلافهم. ولم يقتصر ثِقل مصر الاقتصادي على إنتاج الحُبوب، بل تعدَّاها إلى صناعة الزُجاج والتعدين وورق البردي والكثير من المُتنجات الصناعيَّة الأُخرى، من شاكلة: النسيج والمواد الطبيَّة والعُطور وصناعة الفخار والصناعات الغذائيَّة والزيت، والنبيذ والخبز والمحاجر ومواد البناء، إلى جانب الصناعات المُتعلِّقة بالذهب والفضَّة والنُّحاس والبرونز؛[14] بالإضافة إلى تجارة التوابل من الهند والبُخُور من الحجاز واليمن والأحجار الكريمة من فارس والأخشاب من الشَّام والعاج من جنوب الصحراء الكُبرى بأفريقيا، عبر أساطيلها المُنتشرة عبر البحر الأحمر وفُروع النيل، وقوافلها عابرة الصحاري.[15][16] وقد اعتُبرت أرض مصر خِلال الحقبتين الرومانيَّة والبيزنطيَّة صمام الأمان لغذاء العالم وسلَّة طعامه وفاكهته، إذ كانت تُصدِّر لِروما وحدها 11 مليون أردب من القمح، وكانت قادرةً على إطعام جميع ولايات العالم الرومي، لِدرجةٍ جعلت البيزنطيين يفرضون على المصريين من عهد قسطنطين الأوَّل ضرائب غذائيَّة وأشهرها ضريبة القمح والشعير والفول والكتَّان والزيتون وكانت تُجمع لِصالح الجيش الرومي. وكان النظام الضريبيّ الذي فرضه الروم في مصر نظامًا جشعًا وصارمًا شمل كُل الأنشطة الاقتصاديَّة مثل الزراعة والصناعة والتجارة، وكانوا دائمًا ما يُغيرون قوانينهم الضريبيَّة والماليَّة وطُرق جمع الضرائب حسب الظُروف من أجل إحكام قبضتهم على البلاد. وكان من ضمن هذه الضرائب ضريبة «الأنونا المدنيَّة» وكانت عبارة عن كميَّاتٍ من القمح وباقي المحاصيل تُشحن من مصر إلى القُسطنطينيَّة حسب احتياجاتها وكان يُطلق على هذه الشُحنة «الشُحنة السعيدة».[17] وكانت الكميَّة المُرسلة من الشُحنة الغذائيَّة تصنع حوالي 80,000 رغيف خبز يوميًّا.[17] وخلال الفترة المُمتدَّة من سنة 284م حتى 642م، كانت ضريبة الأنونا المدنية تُدفع لِكنائس الإسكندريَّة على شكل كميَّاتٍ من القمح، حتَّى جاء الإمبراطور يُوليان وألغى الضريبة.[17] وكانت الضرائب المفروضة على الأراضي الزراعيَّة تُجبى حسب منسوب النيل، وكان للقُرى خزانة للضرائب تتصل بها إدارة للحسابات لتحديد المصروفات والجبايات يُشرف عليها موظف حُكومي رومي، يُناط به إعداد القوائم الخاصة بالضرائب، وإثبات أسماء أهل القرية، وما أدَّاه كُلٌ منهم من الضرائب.[18] وقد كتب المُؤرِّخ اليهودي فيلون السَّكندري يصف حال المصريين في ظل النظام الضريبي الرومي، فقال أنَّ جُباة الضرائب كانوا يستولون على جُثث أولئك الذين عجزوا عن سداد الضرائب خلال حياتهم، ثُمَّ أدركهم الموت، حتَّى يُكرِهوا أقربائهم على دفع الضرائب المُتأخرة عليهم؛ استنقاذًا لجُثثهم، كما ذكر أنَّ الزوجات والأطفال وغيرهم من الأقرباء كانوا يُحشرون إلى السُجون، ويُصَبُّ عليهم التعذيب حتى يعترفون بمكان المُفلس الهارب، فكان يحدث أن يهرب الأهالي من مُدن بِرُمَّتها بحال أفلس مُعيلهم.[

وضع المصرين الديني في فترة الاحتلال الروماني لمصر:


رأت الحُكومة الرومانيَّة أنَّ اعتناق المسيحيَّة هو جُرمٌ في حق الدولة، وعدَّت النصارى فئة هدَّامة، تُهدد أوضاع الإمبراطوريَّة وسلامتها، فمنعت اجتماعات النصارى، ونظَّمت حملات الاضطهاد ضدَّهم. بدأت هذه الحملات ضدَّ نصارى مصر أثناء حُكم الإمبراطور سپتيموس سڤيروس (193 - 211م). وظلَّ هؤلاء يتعرَّضون لاضطهادٍ كبيرٍ، وتسامُحٍ قليلٍ إلى أن تولّى دقلديانوس (284 - 305م) عرش الإمبراطوريَّة، حيثُ بلغ اضطهادُ النصارى حدَّهُ الأقصى. قاوم المسيحيّون في مصر هذا الاضطهاد بِقُوَّةٍ وعناد، وقد انبثقت عن هذه المُقاومة حركةً قوميَّة أخذت تنمو تدريجيًّا،

تحسَّن وضع النصارى في مصر بعد أن اعترف الإمبراطور قُسطنطين الأوَّل بالمسيحيَّة دينًا مسموحًا به ضمن الديانات الأُخرى في الإمبراطوريَّة، بِموجب مرسوم ميلانو الشهير في سنة 343م،[

لكنَّ مصر لم تنعم طويلًا بهذا النصر الذي أحرزتهُ المسيحيَّة، إذ ثار الجدل والنزاع مُنذُ أيَّام قُسطنطين الأوَّل بين النصارى حول طبيعة المسيح، اتَّخذ مُعظم الأباطرة الذين جاؤوا بعد قُسطنطين الأوَّل موقفًا عدائيًّا من مُعتقدات النصارى في مصر، ممَّا أدَّى إلى احتدام الجدال والنزاع الديني بين كنيستيّ الإسكندريَّة والقُسطنطينيَّة، كفَّروا من قال بأنَّ للمسيح طبيعة واحدة، كما حرموا ديسقوروس بطريرك الإسكندريَّة حرمانًا كنسيًّا.[24] لم يقبل ديسقوروس ولا نصارى مصر ما أقرَّهُ مجمع خلقدونيَّة وأطلقوا على أنفُسهم إسم «الأرثوذكس» أي أتباع الديانة التقليديَّة الصحيحة، وعُرفت الكنيسة المصريَّة مُنذ ذلك الوقت باسم «الكنيسة القبطيَّة الأرثوذكسيَّة»، ومال المصريّون إلى الانفصال عن الإمبراطوريَّة، فأعلنوا التمرّد، وكانت أولى مظاهره إلغاء كنيسة الإسكندريَّة استخدام اللُغة اليونانيَّة في طُقوسها وشعائرها واستخدمت بدلًا منها اللُغة القبطيَّة.[ْ 8] وسُرعان ما تطوَّرت الأُمور في الإسكندريَّة إلى قلاقل دينيَّة عنيفة اتخذت صفة الثورات الوطنيَّة، تعرَّض خلالها المصريّون لِأشد أنواع الاضطهاد ولم تقمعها السُلطات إلَّا بعد أن أراقت دماء كثيرة. بعد ماتم نقديم حال مصر تحت الاحتلال الروماني البيزنطي وخال المصرين نقدم الان حال المصرين بعدما اصبحت تحت خكم العرب:

وضع المصرين الديني تحت حكم ابن العاص:

لمَّا استقرَّت الأوضاع، وكانت أخبار العهدة العُمريَّة الخاصَّة ببيت المقدس ونصارى الشَّام قد تسرَّبت إلى مصر، لقي المصريّون من الحُكم الجديد ما شعروا معهُ بكثيرٍ من الحُريَّة.[112] ولعلَّ أوَّل عملٍ قام به عمرو بن العاص بعد استقرار الأوضاع الداخليَّة؛ الإعلان بين الناس جميعًا أنَّ لا إكراه في الدين، وأنَّ حُريَّة العقيدة أمرٌ مُقدَّس، فلن يُتعرَّض لِأحدٍ في حُريَّته أو في ماله بسبب دينه أو مذهبه، وخيَّرهم بين الدُخول في الإسلام والبقاء على دينهم، فمن يدخل في الإسلام يكون لهُ ما للمُسلمين وعليه ما عليهم، ومن يبقى على المسيحيَّة أو اليهوديَّة فعليه الجزية، ولا يُفرض عليه الإسلام بالقُوَّة. والواقع أنَّ عُمرًا انتهج سياسة المُساواة الدينيَّة بين المذهبين النصرانيين اللذين استمرَّا في مصر. وتذكر روايات المصادر أنَّ كثيرًا من كنائس الملكانيين بقيت موجودة واستمرَّت في إقامة الشعائر الدينيَّة وأنَّ عددًا كبيرًا من الملكانيين فضَّلوا البقاء في مصر؛ وأنَّ أُسقفًا ملكانيًّا بقي على مذهبه حتَّى مات لم يمسَّهُ أحدٌ بأذى، وأنَّ البطريرك القبطي بنيامين الذي عاد إلى الإسكندريَّة بعد أن قضى ثلاثة عشر سنة لاجئًا مُتخفيًا خشية أن يُقبض عليه، أُعيد إلى مركزه[113][114] وأضحى بإمكانه أن يقوم بواجباته الدينيَّة وهو مُطمئن، وكان يستقطب الناس إلى مذهبه بالحُجَّة والإقناع، واستطاع أن يحصل على بعض الكنائس التي تركها الملكانيّون بعد خُروجهم وضمَّها إلى كنائس البطريركيَّة، ولمَّا عاد إلى الإسكندريَّة قال لِأتباعه: «عُدّتُ إِلَى بَلَدِيَ الإِسْكَندّرِيَّة، فَوَجَدْتُ بِهَا أَمْنًا مِنَ الخَوْف، وَاطمِئْنَانًا بَعْدَ البِلَاء، وَقَد صَرَفَ اللهُ عَنَّا اضطِهَادَ الكَفَرَةِ وَبَأسِهِم».

يقول المفكر والباحث عن سياسة العرب الدينية في مصر اللُبناني إدمون ربَّاط إلى القول بأنَّ السياسة القائمة على عدم الإكراه في الدين إنما هي سياسة إنسانيَّة «ليبراليَّة» استمالت قُلوب المسيحيين إلى الإسلام وجعلت النصارى يُفضلون العيش في ظلِّه، فلِأوَّل مرَّة في تاريخ الشوام والمصريين عُمومًا والمسيحيين خُصوصًا، خرجت دولة لِفتح بِلادهم دون أن تفرض عليهم اعتناق دينها بالقُوَّة، وذلك في زمنٍ كان يقضي المبدأ السائد إكراه الرعايا على اعتناق دين مُلوكهم، بل وحتَّى على الانتماء إلى الشكل الخاص الذي يرتديه هذا الدين.

الاثر الاداري لمصر خلال الغزو العربي:

خلت بِخُروج البيزنطيين بعض الوظائف الحُكوميَّة التي كان يشغلها هؤلاء. لذا فتح الغزاة العرب للمصرين شغل هذه الوظائف التي اصبحت شاغرة وخاصة للقادرين والراغبين من المصرين على اشغال هذه الوظائف الحكومية.

وبسبب سماح العرب الغزاة للمصرين بشغل هذه الوظائف الشاغرة .أضحت اللُغة القبطيَّة اللُغة الرئيسيَّة في الإدارة، ولُغة الدواوين، فحلَّت بذلك محل اللُغة اليونانيَّة. فانتعشت الثقافة القبطيَّة مُجددًا وأخذت تملأ الفراغ الذي نتج عن الخُروج البيزنطي.,واعتنى المصريّون بِتعلُّم اللُغة العربيَّة لِأنَّها كانت لُغة الغزاة واحتفظ المُسلمون بِقيادة الجُند والقضاء.[122] هذا وقد جُعلت مصر ولايةً من ولايات دولة الخِلافة الراشدة، وولَّى عُمر بن الخطَّاب عمرو بن العاص عليها. ومع مُرور السنين ونتيجةً للتثاقف طويل الأمد، استعرب المصريّون وأصبحت اللُغة العربيَّة لُغتهم الأُم، واقتصر استعمال اللُغة القبطيَّة على التراتيل والترانيم الدينيَّة المسيحيَّة، وفي كتابة بعض النُصوص المُقدَّسة..

وضع المصرين الاقتصادي ابان سيطرت العرب على الحكم فيها:

كانت مصر تتعرَّض بين سنةٍ وأُخرى لِضائقةٍ اقتصاديَّة ناتجة عن انخفاض ماء النيل ممَّا يُسببُ خللًا في المُعادلة الاقتصاديَّة، وقد عانى المصريّون كثيرًا من هذه الظاهرة، وقد أدرك عمرو بن العاص ذلك، فخفَّف عن المصريين كثيرًا من الضرائب التي فرضها البيزنطيّون عليهم. والمعروف أنَّ الضرائب البيزنطيَّة، كانت كثيرة ومُتنوعة، وتناولت مُعظم النشاط الاقتصادي والاجتماعي، وسوَّى بينهم في أدائها، كما أعفى بعضهم منها.

رسم العرب خطَّة جباية الخِراج، واعتنوا بِهندسة الرَّي، من حفر الخلجان وإصلاح الجُسور، وسد الترع، وبناء مقاييس للنيل، وإنشاء الأحواض والقناطر. ولعلَّ من أشهر ما قام به عمرو، هو حفر قناة سيزوستريس[125] التي تصلُ النيل بالبحر الأحمر، وتُسهِّلُ الاتصال بشبه الجزيرة العربيَّة، وتُؤمِّنُ طريقًا أفضل للتجارة الشرقيَّة، وعُرفت بخليج أمير المؤمنين.[125] ولم يُقسم العرب أرض مصر بين الفاتحين ولكن اكتفوا بفرض الضرائب على المصريين، وتركوها في أيدي الشعب يتعهدها فتُثمر. وبعد حين مُسحت الأراضي، واحتفظت الحُكومة بِسجلَّاتها، وأنشأت عددًا كبيرًا من الطُرق وعنيت بصيانتها، وأُقيمت الجُسور حول الأنهار لمنع فيضانها..

وكان من أثر هذه الإصلاحات أن تحسَّنت حالة المصريين وزادت ثرواتهم، واطمأنَّوا على أرواحهم ومُمتلكاتهم ومُستقبلهم، ونعموا بالهُدوء والاستقرار، وازدادت إلفتهم بالمُسلمين مع مُرور الوقت، ودخل كثيرٌ منهم في الإسلام. وكان الرأي السَّائد آنذاك أن يبقى المُسلمون على رباطهم لا يشتغلون بالزراعة ولا يحلُّون بالبلاد كأهلها، فلمَّا اطمأنوا في البلاد أخذ ذلك الحظر يُرفعُ عنهم، وأُبيح لهم أن يمتلكوا الأراضي.

وعلى ماتقدم شتان بين مأساة المصرين خلال تحكم الرومان بهم وشتان بين مأساتهم تحت حكم العرب بقايادة ابن اشر باغية عن مكة لايهمنا ان كان ابن بغاء ولكن ما يهمنا هل تعامل مع المصرين بثقافة واتخلاق ابناء البغاة

وعلى العموم كل هذا انتهى واضحى الان المصرين يحكمون انفسهم بانفسهم ولم تعد مصر ولاية خاضعة لحكم دولة الخلافة لأنه لم تعد هناك دولة خلافة- والتطرق لهكذا تاريخ ان لم يكن بغرض الدراسة المحضة ما هو الا اثارة للنعرات الدينية والعرقية والطائفية وبث للكراهية بين المصرين وبث للكراهية مع غيرهم , ليس الغرض من ردي على مقال الكاتب موريس هو الدفاع عن الغزو الذي انتهى ولم يعد قائم اليوم في مصر ولكن هدف كبح جماح الاقلا م الهدامة التي تسعى الى بث الكراهية بين الشعب المصري الي مش ناقص وبين المصرين وشعب غزة ورفح- الذين هم من جذور واحدة


لكم التحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1يا مضطهدي الارض اطلبوا اللجوء في السعودية ومصر
واحد علماني ( 2017 / 5 / 26 - 18:49 )
شكرا استاذ عبد الحكيم على هذا التوضيح البليغ ..
الان عرفت لماذا ان حقوق الانسان في مصر وبقية الدول العربية والاسلامية هي افضل ما في كل دول العالم ، والان عرفت لماذا كل اللاجئين البوذيين والمشركين والكفرة والمسيحيين واليهود من كل دول العالم يتسابقون للحصول على لجوء انساني في مصر ، نعم ، نعم ، فمن ثمارها تعرفونها ، فتلك هي شجرة محمد وعمرو بن العاص التي زرعها في مصر وبقية الدول الاسلامية ..
تصور : الاقباط تخلصوا من دينهم المسيحي المتخلف ومن لغتهم التافهة حال اندهاشهم باخلاق ومباديء الاسلام التي حملها لها عمرو على متن سفينة مساعدات انسانية ..


2 - 2يا مضطهدي الارض اطلبوا اللجوء في السعودية ومصر
واحد علماني ( 2017 / 5 / 26 - 18:50 )
الاقباط خجلوا من عمرو ومن اخلاقه ، ولذلك قالوا له : الان نسمح لك ان تملك لك بيتا في مصر ..تصورا هذه هي اخلاق الاسلام الذي اخرج خير امة للناس ، نعم نعم لا صحة لايات قرآنية تأمر المسلم لأستصغار اهل الكتاب او قتلهم ، فتلك هي ايات ملفقة من قبل الاستعمار والصهيونية ..
كل الاختراعات والتطور العلمي والانساني والحضاري في العالم مقره مكة ومصر لان هذه هي الدول التي انطلق من الاسلام ..


3 - 3يا مضطهدي الارض اطلبوا اللجوء في السعودية ومصر
واحد علماني ( 2017 / 5 / 26 - 18:52 )
الان عرفت ان الاسلام لا يكره احدا على دين رغم انه ( قد تبين الرشد من الغي ّ) ، الان عرفت ان السنة النبوية والايات القرآنية المنسوبة للقرآن والتي تدعو الى قتل كل انسان لا يؤمن بمحمد ، ما هي الا سيرة وايات نسبت الى محمد والقرآن زورا من قبل الاستعمار والصهيونية .
الان عرفت لماذا ان كل دول المستعمر الروماني هي دول متخلفة في كل نواحي الحياة حاليا ولا عجب في ذلك فمن ثمارها تعرفها ..

تحياتي وشكري لحضرتكم ..


4 - نعم كلها نسبت الى محمد
عبد الحكيم عثمان ( 2017 / 5 / 27 - 02:33 )
اشكر مرورك العزيز واحد علماني-نعم كل القتل والاجبار على دخول الاسلام بالقوة وبالسيف نسبت الى الرسول عليه افضل الصلاة زورا وبهتانا
قال الطبري: -حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السُّدي قوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} إلى {لَا انْفِصَامَ لَهَا}، قال: نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو الحصين: كان له ابنان، فقَدِم تُجّار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت؛ فلما باعوا وأرادوا أن يرجعوا أتاهم ابنا أبي الحصين، فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا، فرجعا إلى الشام معهم. فأتى أبوهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن ابنيَّ (بالشدة) تنصرا وخرجا، فأطلبهما؟ فقال: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}،
فكل من يدعي ان رسول الاسلام فرض الاسلام بقوة السيف كاذب مدلس عدو للاسلام حتى وان كان مسلم
تحياتي