الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتياتنا ؛من مس داعش الى مس عراق-جمال للبيع-

منتظر الزيدي

2017 / 5 / 26
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


فتياتنا ؛من مس داعش الى مس عراق"جمال للبيع"
بقلم : منتظر الزيدي
كم تزعجني الازدواجية التي تشل ارادتنا نحن العراقيين وتجعلنا نعيش في انفصام بين الرغبات المكبوتة، والعرف المحافظ.
فلدينا مثلا حكومة "متدينة" تمنع استيراد الخمور لكنها تسمح بوجود عشرات الملاهي الماجنة التي نجست براءة بغداد. لدينا مجتمعٌ فيه المغنية تسمى (بائعة هوى) والعازف (كاولي) غجري لكن صور المطربين والمطربات تملأ الشوارع وتفترش الطرقات و خزانات الثياب .مجتمع يصون الزوجة والاخت والبنت. فتحجب عن عيون الاقارب والاغراب معا، ولا يأتي ذكرها امام الرجال في اي موضوع، الا في الاضطرارية منها، ويسبقها المتحدث،بعد غصة وحشرجة في البلعوم،بكلمة"العرض واحد" ومن ثم يحكي الموضوع الذي فيه احدى نساء بيته.في ذات الوقت يعلق هذا الغيور ،صور زوجته او شقيقته في الشوارع ،اذ ما تعلق الامر بالانتخابات.
مجتمع فيه حب الفتاة خطيئة،بينما جميع اشعار الشباب عن الحب والشوق للحبيبة.
في مجتمعنا يعد زواج الفتاة دون موافقة ابناء عمومتها اهانة لا تغتفر.، ونزع الحجاب عهر وفجور فكيف اذن لهذا المجتمع ان يتقبل بهذه اللهفة مسابقة (ملكة جمال العراق).؟ وكيف امتلأت مواقع التواصل بهذه السرعة بالتعليقات والتبريكات ومواساة الخاسرات ، واعادة تغريدات الفائزات. كيف تقبل مجتمعنا"المحافظ" مثل هذه المسابقات؟ .وكيف لم يتدخل (اهل العمّة) الذين يتدخلون بكل شاردة وواردة في هذه الحياة؟
.منذ امس واليوم لفتي الكم الهائل من ردود افعال العراقيين والعراقيات بمايسمى (مسابقة مس عراق) وهو نسخة مشوهة عن نسخ عربية مشوهة عن نسخة امريكية معلبة.المصيبة ان هنالك من يتحدث عن مشاركة حكومية باعلى المستويات في لجنة التحكيم. فهل نزعت الحكومة هيبتها امام القدود المياسة ؟التي طالما فرضتها بالنار والحديد على المساكين. وما دخل وكيل وزير الثقافة في مسابقات الجمال؟ وكيف لم تتم اقالته الى الان؟ .
حين فكرت بكتابة هذه المقالة بصوت عالٍ ،انبرت احدى الصديقات لتعارض رأيي ،مدعية ان ماحدث "رقي وتحضر". لكنها رفضت بشكل قاطع سؤالي لها عن امكانية السماح لابنتها المشاركة في هذه السباقات..!قد يذهب بعض القراء الى الاتهام الجاهز بانني انتمي للفكر (الداعشي ) لانني ارفض عرض فتياتنا العراقيات للفرجة، ولكنني اجزم ان مسابقة ملكة جمال العراق لا تقل انحطاطا عن داعش ، فداعش عرض فتياتنا الجميلات على مواقعه من اجل البيع كسبايا، واليوم تعرض فتياتنا ايضا على الملأ من اجل الترويج. وفي كلا الحالتين تقديم سوق نخاسة
منتظر الزيدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب