الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضائعٌ أمله ، و منسيٌّ حلمها .

يوسف حمك

2017 / 5 / 26
الادب والفن


رغم أنه من الطراز الأول في الكلام ، لكنه اكتسب براعة الصمت منذ أن منحته حبها بجرعاتٍ خفيفةٍ ليطلب المزيد كطفلٍ متلهفٍ لامتلاك دميةٍ لايمل منها مهما لاعبها ، فتزداد رغبته في الحصول عليها .

تستعمل سحر روحها طُعْماً له ، فيستجيب في ارتباكٍ دائمٍ ، حينما تتأرجح بين الحزن و الفرح ، و يزيد بها انبهاراً .
بارعةٌ في فنون استيقاظ أحاسيسه أثناء حضورها المثير .
لنظراتها دورٌ مثيرٌ لفرز لعاب مشاعره ، و تشتُتُهُ الذهنيُّ يبلغ الذروة .
باتت تمتلك سطوة الإغراء و هو يتلذذ بانهمار دموعها ليستحم في مياهها الساخنة .

في عينيه بريق حيرةٍ محبطةٍ يعج الآفاق وجعاً و حسرةً ، و لا وجهة يولي وجهَهُ شطرها .
تركةٌ ثقيلةٌ على كاهلها ، و في عينيها ألمٌ يخفيها ، ولا مجال بتقليصه ، أو الشطب عليه .
إنه الرعب الذي يدمي الروح ، و ينهك الفكر .
حياتها منقسمةٌ بين ابتسامةٍ مريبةٍ ، و عتابٍ جميلٍ .
تبحث عن مسندٍ منه تمتطي صهوة الحياة ، و عزمٌ على فراقٍ يتخللها شوقٌ جارفٌ يغسل همومها .

يرى فيها جمالاً يغرق في تفاصيله، فوقع في حباله ، وبات من ضحاياه .
بغنجها تولع الغيرة في نفسه ، فيرنو إليها بنظراتٍ ضالةٍ جائعةٍ يرغب التهامها .
يتخطى عتبة الحب ، فيفقد السيطرة على نفسه من متعةٍ طويلةٍ إلى حد الجنون ، دون أن يبوح بشيءٍ .

واقعٌ عنيدٌ يسرق أحلامها العذراء ، فجذورها متأصلةٌ بأرض أعماقها ، و لا قوة بمقدورها أن تقتلعها ، فترسم على محياها ابتسامةً سرعان ما تزول و تتلاشى .
زمنٌ منحها الحزن ، لكنها تقصدت الاحتكام إلى العاطفة لينزف من صميمها الألم .
و في محراب أنفاسها تمارس طقوس خيبةٍ موجعةٍ ، و تراتيل غيرةٍ مدمنةٍ .
فتصافح الأحلام المنتحرة بأنامل تهذي مرتجفةً للتفنن في قضاء الوقت .

مشاغباته تسحرها متعةً و خفةَ روحٍ ، فتروي مقلتيها بهجةً و لطفاً ، و تسكب في أعماقها فرحاً نقياً كشمسٍ تمجُ ريقها .
و رغم كل التعاسة يتسابقان في التضحية لإسعاد بعضهما بسخاءٍ ، و بلا ثمنٍ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-