الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخصوصية والعنصرية كل فكر يدعو للتفرد والتميز فهو عنصري!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 5 / 27
المجتمع المدني


بير رستم (أحمد مصطفى)
ربما يتفاجأ البعض مما سيقرأه، لكننا سنقولها وبكل وضوح؛ بأن أي مبدأ يدعو للتفرد والتميز والخصوصية _سواء أكان فكراً دينياً أو قومياً أو أيديولوجياً_ فهو بالمطلق سيكون عنصرياً تجاه الآخر حيث مهما أدعت تلك التيارات بالاعتدال فهي سوف تصطدم بغيرها من الأديان والقوميات والأيديولوجيات.. ولو عدنا لتاريخ الشعوب والحضارة البشرية، فإننا سنتأكد؛ بأن تلك هي الحقيقة، لكن ربما يقول الكثيرون: بأن الكرد لم يحققوا بعد منجزهم القومي، فهم إذاً ليسوا عنصريين، بل البعض قال؛ "لن يكونوا عنصريين" وربما يزايد أحدهم ويقول: "أنت تعمل بالضد من قوميتك وشعبك" ويصل الأمر بآخرين إلى الكلام السوقي من سبيل التخوين والعمالة وغيرها من سخف الكلام والأوصاف.


بالتأكيد لا يهمنا آراء هؤلاء الأخيرين، لكن فقط نود أن نطرح على من يدعي بأن "القومية الكردية لن تصبح عنصرية"، الاختبار الصغير القادم ومن ثم لنسمع الأجوبة المختلفة وعندها سوف ندرك؛ هل سنصبح عنصريين أم لا.. والاختبار يقول: هناك في كردستان أكثر من مكون اجتماعي أقوامي من غير الكرد، مثل السريان والآشوريين والتركمان والأرمن وغيرهم.. وهؤلاء من الشعوب الأصيلة في المنطقة _أو أغلبهم على الأقل_ بل إن الأرمن يقولون؛ بأن "نصف ما تعرف اليوم بشمال كردستان (تركيا) هي ليست إلا جزء من أرمينيا"، فما رد أولئك الإخوة القوميين من أبناء شعبنا.


أعتقد بأن أكثر الإجابات سوف تأتي، بأن هذه مناطق كردستانية والأرمن أو الأشوريين هم أقليات ضمن جغرافية كردستان، رغم أن حقيقة الأمر هم يدركون؛ بأن هؤلاء _أي الأرمن والآشوريين وغيرهم_قد جاوروا الكرد في هذه الجغرافيات ومنذ أحقاب التاريخ البعيدة، لكن ونتيجة لظروف الحروب الدينية في المنطقة وانكسار الصليبيين، فقد انحسر وجود هؤلاء وفقدوا الكثير من وجودهم الديموغرافي وكذلك الجغرافي وذلك نتيجة الصراع الديني كما قلنا، لكن أن نعود ونكرر خطابات القوميين العرب والترك والفرس بحق أولئك فهي تعني شيئاً واحداً؛ بأننا سنمارس فكر عنصري بحق تلك المكونات، كما مارسها الآخرين بحقنا نحن الكرد.

أعود وأقول: إن قراءتي هذه لا تعني بأن لا يحق للكرد أن يشكلوا وطنهم القومي إسوةً بغيرهم من شعوب المنطقة والعالم، بل لا يمكن لأحدنا أن يوقف حركة التاريخ، لكن ما يمكنني القول؛ بأن هذا الوطن أو الدولة القومية الكردية، لن تختلف كثيراً عن أي مشروع قومي آخر في المنطقة.. ربما يفهم البعض بأنني أساند بذلك ما يطرح من الطرف الآخر كمشروع بديل، ألا وهو مشروع الإدارة الذاتية و"إخوة الشعوب" أو ما يروج تحت مفهوم "الأمة الديمقراطية"، طبعاً كنت أتمنى لو كانت شعوبنا حقيقةً قادرة على تحقيق هذا المشروع السياسي وتتعايش معاً في المنطقة، لكن وللأسف الواقع الاجتماعي والسياسي والإرث الثقافي القبلي والديني والأقوامي الحامل للكثير من الأحقاد والضغائن.. لن يكون مساعداً على إنجاح المشروع بهذه السهولة.

للأسف فإن المنطقة عموماً سوف تمر بأزمات وحروب وكوارث عدة _على غرار أوربا_ إلى أن تدرك شعوبها ومكوناتها؛ بأن لا مفر من الإقرار والاعتراف بحقوق الآخرين وعندها قد نجد الحلول في مشاريع وطنية تحترم مواطنها على أساس الانتماء للوطن وليس على أساس العرق وبالتالي تقر بحقوق كل المكونات والأطياف والأعراق والأديان.. ففي الدولة الأوربية الواحدة قد تجد عدد من اللغات والثقافات والطوائف الدينية والأيديولوجيات المختلفة بحيث عندما تنقل من إقليم لآخر تشعر أنت الشرقي إنك في دولة أخرى، لكن بالنسبة لهم فإن الجميع ينتمون لوطن واحد والوطن والدستور يعترف بحقوق الكل دون أن يحاول طمس هوية ما أو أن يتم تسيّد هوية على باقي الهويات الأخرى وهم إلا أن وصلوا لذلك دفعوا الكثير من الدموع والدماء كما هو حال الشرق في يومنا وللأسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال يستهدف النازحين الذين يحاولون العودة لشمال قطاع


.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا




.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل


.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار




.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل