الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعزيتي إلى ضحايا مانشستر... وضحايا مجزرة أقباط مصر...

غسان صابور

2017 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تــعــزيــتـي إلى ضحايا مــانــشــســتــر...
وضحايا مجزرة أقباط مصر ...

كم أنا آســف وحزين, أن أية رابطة سورية.. مهما كان اتجاهها أو حيادها أو ترددها المعروف, وعدم اعتيادها على مرافقة الأحداث والمآسي المحلية بالبلدان الأوروبية التي رحلت إليها لغايات عديدة إنسانية وغيرها واستقرت للعيش فيها بطمأنينة كاملة.. لم تقدم كما فعلت جميع الروابط والمؤسسات.. أية تعزية لضحايا مدينة مانشستر Manchester البريطانية إثر التفجير الآثم الإجرامي الذي قام بها انتحاري "داعشي" بريطاني من أصل ليبي... بصالة موسيقية كان يحضر فيها آلاف من الفتيات والفتيان.. من أعمار مختلفة.. سببت إثني وعشرين ضحية.. وحوالي ستين جريح بأخطار مختلفة.. بالإضافة إلى ضحايا مفقودين لعدم إمكانية التعرف عليهم...
جـريــمــة داعشية إضافية ضد الإنسانية... تضاف إلى مئات وآلاف الجرائم التي تقوم بها هذه المنظمة ضد " الــكــفــار " مرتكزة على فتاوى مستقاة من شريعتها... بصمت أسود من الهيئات والأنتليجنسيا الإسلامية والروابط والجمعيات المختلفة التي تعيش بالبلدان الأوروبية عامة.. مستفيدة من الديمقراطية وحرية التعبير وجميع المساعدات الاجتماعية... وخاصة حقوق المواطنة..
أنا لا أفهم صمت هذه الرابطات ولا حيادهم... أعرف أنهم تأثروا وروعوا ــ فرديا ــ من هذه الجريمة النكراء.. ولكن من ضمن عادات تقاليدهم "الحيادية" الجيناتية الموروثة.. لم يجرؤوا على تخطيط كلمة حيادية وإرسالها إلى القنصلية أو السفارة البريطانية سواء بمدينة ليون أو في باريس.. ومن ثم نشرها بالصحف المحلية.. أو على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة... أنهم يعتبرون هذا تصرفا سياسيا.. وهم لا يشاركون, كما لم يشاركوا بأي يوم من الأيام بأي رأي سياسي.. حفاظا على ــ ما يعتقدون خطأ ــ أنه أمنهم وتجاراتهم وعلاقاتهم وروتينية حياتهم وانعزالهم... وبهذا يتابعون أيامهم بعيدا عن أية مسؤولية...... كما تربوا واعتادوا من سنوات بعيدة....
كلي أســف... إني آســف عليهم... وآســف لبساطة حياتهم وجمود تطورهم... وجنزرة أفكارهم.. رغـم شهاداتهم الجامعية.. وتجاربهم "العتيقة" الشخصية!!!...
إني أقدم لضحايا هذه المدينة البريطانية, والتي تعيش فيها من عشرات السنين جاليات مستوردة من كل أنحاء الأرض.. وخاصة من البلاد العربية والإسلامية... والتي تعيش بكل أمــان بظل حماية وأنظمة حضارية ديمقراطية.. لم تعرفها بلدان مولدهم بأي يـوم من الأيام...
*********
لا حــيــاة لـمـن تــنــادي...
كتبت مقدمة هذه الكلمة الحزينة اليائسة البائسة القلقة الغاضبة.. صباح اليوم الرابع من وقوع هذه المجزرة اللاإنسانية المجرمة الفاجرة ضد الفن والحياة والشباب بمدينة مانشستر البريطانية... وبعد اتصالي بمسؤول كبير بإحدى الرابطات التي خلقت وابتدعت وسمت نفسها رابطة ثقافية اجتماعية.. حتى تبتعد عن كل نشاط إنساني حقيقي.. كما أنها خلقت أيام تدفق اللاجئين السوريين على هذا البلد الذي يعيش فيه آلاف السوريين.. غالبهم من سنوات بعيدة طويلة.. وآخرون خلال الخمسة حتى العشرة سنوات المنصرمة... دون أن تساعد جمعيته أي لاجئ سـوري واحد... أعتقد لأن مساعدتهم "تعتبر بنظره الحيادي العتيق الباطوني".. أن المساعدة الإنسانية.. تعتبر حركة سياسية.. وهو وجماعته حياديون.. إذن لا تدخل ولا مساعدة...
ولكن بعد جريمة مانشستر.. هتفت لـه وساءلته لماذا لم أقرأ لـه أو لأي من الوجهاء والبورجوازيين والمثقفين أو الجامعيين من حلقاته.. لماذا لم يقدموا تعزية لمدينة مانشستر على فتياتها وفتيانها و شبابها الأبرياء.. أجابني معاليه من عمق منطقه الحيادي الثابت.. أن هذا عمل سياسي.. وأنه لم يقرأ أبدا منذ السنوات التي يعيشها بهذا البلد.. أية جريدة ترثي وتعزي بأطفال سوريا الذين قتلتهم أو سبتهم داعش!!!... ولكنني لما ناقشته وشرحت لـه أن جمعيته الفرنسية ــ السورية أيضا لم أقرأ لها عن ندوة أو مقال أو رثاء لضحايا داعش في سوريا.. واليوم آلاف العائلات السورية تعيش من سنوات بفرنسا وبأوروبا.. وعلينا أن نشارك بآلام هذا البلد.. لأن الشعب هنا ساعدنا وشارك بآلامنا وأحزاننا.. وتعهد بمرضانا وأمراضنا... وانهالت علينا المساعدات المادية والاجتماعية.. بلا حساب.. وفتحت المدارس والجامعات والأعمال والمهن والتجارات لأولادنا.. وتوزعت الإقامات والجنسيات والرواتب للكبار بالسن والعائلات.. يعني أن أوروبا ــ رغم تناقضاتها ومشاكلها ومتاعبها الاقتصادية ــ لم تبخل علينا وتبنتنا.. تحت مظلاتها الديمقراطية وحرياتها الواسعة.. ونحن لا نقدم لها أي شـيء.. حتى بتعزية مجانية.. أو كلمة بسيطة على فيسبوك الجمعية... فأجابني السيد السوري العتيق.. أنه سوف يشاور أعضاء مجلسه الموقر... يعني دفن الموضوع.. ودفنت التعزية... حتى جريمة أخــرى تصيب البلد الذي نعيش بــه...
فما كان مني, سوى خنق جوابي وانفعالي من جمود وبرود جواباته.. ولكنني تضايقت لأنني لم أفـسـر رأي أكثر وأكثر... لأنني كأنني كنت أتكلم مع حاجز باطوني مرتفع أمتارا عديدة.. تفرق بين غضبي الإيجابي المعقول.. وبين هدوئه الكامل.. بلا أي اهتمام...
وها أنا أكتب حتى لا أنسى... ولــن أنـــس........... وها أنا أقدم مشاعري إلى ضحايا مانشستر... كما قدمتها لشارلي هيبدو والباتاكلان بباريس.. وضحايا مدينة نــيــس الساحلية... كما لا أنسى على الإطلاق ضحايا سوريا من جرائم داعش وأبناء داعش وأبناء عم داعش وحلفاء داعش وحاضنات داعش.. وملايين مهجريها... كلهم نواة جينات ألمي ومشاعري وأحاسيسي... كل أيامي وكل لحظة... خلافا لــغــالـب من زرعوا مكان قلوبهم ومشاعرهم وأفكارهم ومعتقدهم(ماكينة عد أورويات ودولارات)... ومبادئ الحياد اللامسؤول... وأعتقد أنهم اليوم غالب البشرية.......
ــ نصيحة من صديقة فرنسية
صديقة جامعية عتيقة.. مختصة بالتحليل الاجتماعي والسياسي .. ولها دراسات واسعة عن جمعيات ورابطات الجاليات الأجنبية المختلفة بــفــرنــســا.. لما ترجمت لها ما كتبت.. قالت لي فور نهاية الترجمة.. هل من تكتب عنهم دفعوا لك مبلغا هاما, حتى تعطيهم كل هذا الاهتمام والأهمية... ولما أجبتها أنني انتقد صمتهم وحيادهم.. وأسجل تاريخيا صمتهم وحيادهم وعدم اهتمامهم.. وأنهم يريدون الإسم والأبهة وراء إسم الرابطة الطنان فقط لا غير.. دون تحمل أية مسؤولية مادية أو اجتماعية أو سياسية. أضافت : إذن لا تكتب عنهم... واترك للأحداث والزمن.. وحدها.. محوهم وزوالهم... لأنهم سوف ينطفؤون حكما.. كما انطفأت وزالت غالب جمعياتكم ورابطاتكم بهذا البلد... واجهات لماعة بالبداية.. وشخصيات وأسماء طنانة... وبعد أزمنة مختلفة.. لا نتائج ولا أية نشاطات إيجابية منتجة... وبعدها لا شـــيء... اســم على سجل بالدوائر الرسمية المحلية.. لا أكثر.......
***********
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ إعلام مخربط.. مغشوس.. مدسوس
بعد عملية مانشستر الإرهابية الداعشية الإجرامية.. ما زال الإعلام الغربي الموجه.. مخربطا.. مغشوشا.. مدسوسا.. غايته متابعة إغراق المواطن الغربي العادي بمعلومات تغسل مخه البسيط.. وتبعده عن الحقيقة الحقيقية... ووزعت المعلومات عن الانتحاري الذي قام بالعملية المدعو سلمان عابدي (أو عبيدي) Salman Abedi وهو بريطاني من أصل ليبي..عمره إثنا وعشرون عاما.. ولد بمدينة مانشستر.. "وقد يكون" عبر وتدرب على الأسلحة وصناعة المتفجرات في سوريا... دون أن يذكروا تعبير "لدى مقاتلي داعش"... وليس لدى السلطات السورية النظامية... وهكذا يتابع الإنسان العادي في أوروبا وغير أوروبا.. أن سوريا أصبحت آلة تفبرك الإرهاب والإرهابيين الإسلاميين... بينما الحقيقة الحقيقية أن السلطات السورية.. الدولة السورية والشعب السوري.. يعانون من سبعة سنين من إرهاب داعش وأبناء داعش وأبناء عم داعش وحلفاء داعش المستوردين والمحليين.
حرب مغشوشة.. إرهاب مغــشــوش.. انتشر بالعالم كله.. مهددا العالم كله.. وما زالت غالب البلدان الأوروبية.. بدلا من دعم الدولة التي تحارب هذا الإرهاب الإسلامي العالمي.. وهي الدولة السورية.. والتي دفعت وما زالت تدفع أغلى الثمن بشريا واقتصاديا وإنسانيا...
سياسات مشوهة مدسوسة.. تقودها مافيات عالمية... حتى تستمر الحروب وتجارة الحروب.. والفقر والخوف والترويع.. بــكــل الــعالـــم... وما من صوت بأي إعلام (شريف نــزيـه) يــجــرؤ على فضح هذه الحقيقة... لأن نفس مافيات السياسة والحروب.. هي التي تملك كل موارد الإعلام الكبرى بالعالم..........
ــ آخــر خبر من مصر:
ــ إعتداء إجرامي داعشي جديد.. ضد مواطنين مصريين أقـبـاط...
بمدينة المنية المصرية التي تبعد 245 كيلومتر عن القاهرة.. قام عدة إرهابيين بالهجوم على باص يحمل مواطنين مصريين أقباط بزيارة دير القديس صموئيل Saint SAMUEL, بأسلحة رشاشة وقتلوا ثمانية وعشرين شخصا بينهم عدد من الأطفال.. وعددا آخر من الجرحى غير معروف... لم تتمكن أجهزة الأمن المصرية من اعتقال أحد منهم... حتى هذا الصباح...
الاعتداءات ضد المصريين الأقباط, والذين كانوا قبل الاعتداءات المتكررة ضدهم من عشرات السنين ــ محللة بفتاوى إسلامية شرعية ضد الكفار ــ حوالي 20% من سكان مصر.. وقاعدة هامة من حضارتها التاريخية.. واقتصادها وتطورها الإنساني.. واليوم بعد هجرات اضطرارية متكررة.. بعد اعتداءات منظمة مرتبة ضدهم.. من مختلف السلطات التي حكمت مصر.. من أيام عبد الناصر حتى ايام الأخونجي المعروف السيد مرسي.. ولم تتغير, رغم الإعلانات والتصريحات أيام الماريشال السيسي وتعاميها المعتمد.. وصفر نتائجها... لذلك لم يتبق منهم بأيامنا هذه أكثر من ثمانية بالمئة من سكان مصر... هذه جريمة إنسانية.. تعامى عنها وتغابى.. كما المأساة والهجرات السورية بالسبعة سنوات الفائتة.. العالم كــلــه.. بغباء وتعام مدبرين مخططين.. إذ أصبح التهجير.. سلاح دمار شامل بيد الدول الاستعمارية.. وصنيعتها الجحافل الإرهابية المنتشرة اليوم بكافة أقطار العالم...
مأساة الأقباط بمصر.. مأساة وجريمة نكراء ضد الإنسانية بتعام كلي من العالم الغربي... وخاصة من الحكومات العربية والإسلامية.. التي لا تطبق أية واحدة منها قوانين المواطنة.. وتبقى مجنزرة بالشريعة الإسلامية التي لا تتوافق على الإطلاق مع أبسط المبادئ الإنسانية.. وأهمها حقوق المواطنة الكاملة التي تؤمن لجميع المواطنين.. الأمن والأمان بمساواة كاملة.. دون أي تمييز عرقي أو طائفي.
حزني وألمي على مأساتهم بلا حدود.. وتعزيتي لأهاليهم كأنهم أهلي.. وكل الكلمات المقدسة الصادقة الحزينة.. لا تكفي لاحترام المهم ومصائبهم وجراحهم.. والتي تخجل الإنسانية والبشرية جمعاء...
ــ حدث بفرنسا
أنتخبت الطائفة المسيحية البروتستانتية الموحدة بفرنسا على رأسها البارحة القسيسة (نــعــم القسيسة) السيدة Emmanuelle Seybolde, وعمرها ستة وأربعون عاما.. ومن أهم برامجها.. تطوير ركائزها وعاداتها وطقوسها.. مع تطور الحياة و الحداثة والحاجات الإنسانية.. وخاصة تطور الحريات العامة...
للأخذ بالاعتبار... من يرغب بالحياة وانتشار الإنسانية الحقيقية بين البشر.

بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للنادر القليل المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يناضلون ويقاومون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ من أجل الكلمة الحرة والحقيقة الحقيقية والعلمانية الكاملة ومساواة المرأة بالرجل, دون أي استثناء.. من أجل حقوق الإنسان بكل مكان, والتآخي والسلام بين البشر... لــهــن و لــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتــأيــيــدي واحترامي ووفائي وولائي... وأطيب وأصدق تحية الــرفــاق المهذبة.
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن