الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.انطباع متروك في الذاكرة

أسامة محمد سعداوي

2017 / 5 / 27
الادب والفن


عندما تدرك انك تقترب من اللغة التي تسرق منك زبد الصبر
في قراءة الرموز تشعر بأنك تتلذذ بقرض الشفاه
خصوصا عندما تنتقل بالصورة الأدبية التي تأخذك فيها
حالة الشرود إلى عالم مكتظ باشجار الحروف الجميلة
التي تتدلى أوراقها بين يديك لتقطفها وتنسج منها ، لوحة فسيفسائية الصور
فمن واقع الحالة التي ادهشتني في ترتيب الصور الفنية الشعرية التي قرأتها
في مجموعة الأديبة ، هالة المحاميد ، والتي طرزت بعنوان شعري غاية في الجمال الموسيقي
الذي ارتكز على إيقاع شرقي معقد التركيب ، والذي أفرز بالتالي هذه الجمل الموسيقية بالشكل الهرموني المناسب
فوق شفاه ناي ساحر، فكانت من خلاله ولادة غنائية أتت بقالب قصصي جميل ،، فكان اسم المولود ، مواعيد مطرزة بالغياب ،
لهذه الأديبة التي تتحلى بروح الشعر الممزوج برونق القص ، أقول ، هالة المحاميد، قاصة تروي دائما بوح الحمام
بعد أن تغتسل بالدموع لتطهر درن الحرف الذي يأتي بالعرق التصاعدي !! مؤكدة بأن جمال الروح هي الكلمة المجردة من الألم إلى الألم ،
لذلك تميزت بثراء الدلالة وبنية النص لكني عندما عدت بالقراءة للمرة الثانية سارعت من أجل
أن ارتب لها الحروف على شكل ، مواعيد مطرزة بالغياب ،
كيف لا وهي تقول للغائب الحاضر في ذهنيتها الشائكة بالحقيقة الوحيدة
التي فقدت من خلالها أشياء كثيرة ، عد ، هاهي تؤكد على إعادة رسم الحكاية لذلك القاصة ، قالت ، مذكرة باليوم الذي امتطت به
لجة الفزع أن السرج المتحرك لصهوتها ، كان وجه ذاك الغائب المفتت بداخلها ؟.. من هذا البركان الصغير القوي كان احتراق الياسمين
عندما دقت أبواب الجرح لذلك فتحت ذاكرتها على تداعيات الألم المرفق بجنون ، العشق !!،، لكنها توازنت في اللهفة على
عمره وهي تمد نظراتها في المدى الضائع ثم تنكسر مع أول تبخر للحمم ،
فتقول طالبة الدفء من خلال عمر فارسها شريطة أن لايسلمها إلى قراصنة الجليد، لأن
منفاها سيكون إحدى الجزر الغامضة ،! هالة المحاميد ، شاعرة فقط ، لكنها أديبة في كل الحالات
وخصوصا عندما رسمت ،، عشرون لوحة على جدار المنفى ،،،
في هذه اللحظة شعرت وانا اقرأ ، أن عينها أصدق من عين الكاميرا ، في نقل الصور الأدبية الفنية
لذلك استطاعت بريشة الفنانة الأديبة أن تمزج كل الألوان لتخترق اللون الحقيقي للسراب ، ومع كل هذا الوجع
هي تبحث عن مدن الياسمين التي وعدت بها ؟.. لكنها لم تستطيع وضع حد لخيانة ، سيد الجلنار ؟؟..
فنراها تقول ، فقط الح عليها السؤال البارد ؟!،، وفجأة نراها مرة أخرى تدخل حدائق الحب المزروعة بالاشواك
لانها هي الوحيدة التي استطاعت أن تفك رموز الوخز وتضاريس الخطايا ،،
أخيرا أستطيع أن أقول أن القاصة ، هالة ، هي شاعرة بروحها ، وأديبة بعقلها ،
والأدب ، هو الخيط الوحيد الذي يقاوم فينا الوسواس القهري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني