الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب لن ينتظر طويلا

بدر الدين شنن

2017 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري الآن في العالم ، من تغييرات ، وتبدلات ، وخاصة في الولايات المتحدة . ومن ثم هجوم الإدارة الأمريكية السياسي المتسارع ، لفرض عقلية رئيسها الجديد " ترامب " في إدارة .. وتغيير النظام العالمي . هو بعض مما قد يحصل .. وينبغي أن ننتظر المزيد ، من الرئيس الأمريكي الجديد .، العبثي المقلق .
إذ أن المتغيرات الرأسمالية الجارية .. والمطلوب عالمياً .. الخضوع لمفاهيمها .. ومصالحها .. وفلسفتها ، التي يرمي البعض إلى أن تترسخ إلى الأبد ، هي ، عدا عن أن " ترامب " كما بدا من تصرفاته المعروفة ، هو غير قادر على استيعاب مهامها المطروحة على مستوى العالم ، وغير قادرعلى التعامل مع عالم متعدد الأقطاب القادم .. عالم تنافسي .. اقتصادي .. وسياسي .. وعسكري . سواء في السباق والتنافس من أجل اكتساب التفوق ، في تكنولوجيا الأرض والفضاء .. أو في السباق والتنافس ، في عملية التراكم والاستثمار ، أو السيطرة على المواد الأولية والأسواق .
إن الرأسمالية قد خرجت من ثوبها السابق . وهي بعد هيمنتها المطلقة على العالم ، سوف تظهر بثوب جديد ، لا يتعارض مضمونها .. وإنما يعززه ويقويه بآليات جديدة .

إن جري " ترامب " ، خلال شهر ماي خاصة ، للتواصل المباشر .. مع من يتوهم .. أنهم قادة العالم ، وأنهم قادرون على تلبية طموحاته ومصالحه ، كان ناقصاً من نواح عدة . لقد التقى في الرياض مع من رآهم .. أهم قادة العالمين العربي والإسلامي . والتقى في أوربا مع قادة " حلف الأطلسي " .. والاتحاد الأوربي ، وقادة الدول الصناعية السبع الكبرى .
وقد فاته أن يجتمع مع جامعة الدول العربية .. والاتحاد الأفريقي .. ومنظمة المؤتمر الإسلامي .. ومنظمة الدول الأمريكية .. ومنظمة مؤتمر دول عدم الانحياز ..

إنه بالمجمل قد بذل جهوده ، في خدمة الرأسمالية الأمريكية ، وذلك بابتزازه المملكة السعودية ، بصفقة مشتريات سعودية من أميركا ، بلغ ثمنها ما يقارب نصف تريليون دولار .. وثمن الأسلحة فيها يتجاوز مئة مليار دولار .
وابتز الاتحاد الأوربي ، بالإسراع بتسديد ديونهم المستحقة ل " حلف الأطلسي " .
وابتز دول الخليج ، بمطالبتها أن تصرف هي على الإنفاق الأمني لكياناتها ، وذلك بتأسيس حلف عسكري ، مماثل ل " حلف الأطلسي " . وهو سوف يضم دول الخليج العربية ، وإسرائيل ، وتركيا ، وبلدان عربية وغير عربية في المنطقة .. ما يؤمن استدامة المصالح الأمريكية أولاً .. وإحكام حصار روسيا والصين وإيران وسوريا .

بيد أنه مع كل هذا التسارع والاتساع ، في هجوم " ترامب " الدولي " ليقولب " المتغيرات الدولية حسب الرغبات الأمريكية عامة ، ورغباته هو خاصة ، لا جدوى منها كما يريد الرئيس المتحمس بشدة لمغامراته السياسية .. بالتوازي مع مضارباته العقارية والمالية . لا يستطيع التهرب من ردود الأفعال الدولية المنافسة ، التي ترصد تحركاته .. وتخبطه السياسي .
فمن جهة " بوتين " المتمرس سياسياً ومخابراتياً ، يراقب ويجهز ردود أفعاله ، على تحركات " ترامب " الدولية . ويلاحظ .. وربما هو أفضل من غيره بكثير .. أن رهانات " ترامب " المرتبطة بهيئات وقيادات أوصلت العالم إلى شبكة من الأزمات المالية والعسكرية والثقافية ، هي غير مجدية .

إن من يقرر متغيرات التاريخ على مستوى الحاضر والمستقبل ، حسب الكثير من المراقبين والخبراء ، ليس مثل هذه اللقاءات والقيادات ، وإنما يتم تغييرها عملياً ، بالاستجابة لضرورات وتطلعات التطور الإنساني والاقتصادي والحضاري . فيما أن الرأسمالية ذاتها ، صارت عاجزة عن التطور ، ومعوقاً إجرامياً للتقدم . فكيف إذا كان شخص مثل " ترامب " هو من يتصدى لقيادة المتغيرات الرأسمالية الدولية .

ومن جهة ثانية .. إن الشعوب المفوتة والمهمشة ، التي يتجاوز تعدادها أربعة مليار إنسان ، بما فيها شعوبنا العربية .. لن تستسلم وتخضع إلى الأبد ، ولن تموت وتنقرض كما يريد السيد " ترامب " وزمرته الفاشية .. بل ستتمرد وتقاتل .. وتكسر أقفال آفاق حلم الحرية .. وحلم الكرامة .. والحلم الأهم والأكبر .. حلم الاشتراكية .
لقد بينت الاشتراكية ، أنها تملك شموساً . قد تشرق ليس من الشرق فقط .. وإنما تشرق من حيث توجد شعوب منتفضة .. وثورات عمالية شعبية ناضجة .. مصممة على نيل حقوقها الإنسانية العادلة .
وقد أشرقت في أوائل القرن الماضي من الشمال .. حيث قام العمال الاشتراكيون البلاشفة في روسيا .. بثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى الأولى في التاريخ .
ثم أشرقت من الغرب .. حيث تنهض كوبا .. وفنزويلا .. ونيكاراغوا .. وبوليفيا .. والأكوادور

ومن اللافت في هذا السياق ..شهادة الرئيس الأمريكي السابق " باراك حسين أوباما " ، التي وردت في محاضرة ألقاها مؤخراً في ألمانيا .. إذ قال " إن النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتآكل "
قد يفسر البعض شهادة أوباما .. بأسفه على ذاك النظام الثنائي القطبية . أو بأنه يقدم الاعتذار للعالم على فشله ، في أن يفعل شيئاً أفضل ، إبان حكمه لأهم مركز دولي عالمي لمدة ثاني سنوات .. أو أنه يرحب بالتعددية القطبية الآن ضمناً .
أو ربما حسب بعض آخر .. أن أوبتما يحذر العالم من أجندة " ترامب " وزمرته ، وخاصة خوفه من تآكل النظام الدولي نحو الأسوأ تحت إدارة الرئيس الجديد.
إن مجريات ، وتحركات السياسة " الترامبية " الأمريكية ، إزاء شعوب العالم عامة ، وشعوب بلداننا الملتهبة خاصة .. تستدعي الحذر واليقظة .. واتخاذ مختلف لإجراءات الوطنية ، والاقتصادية ، والسياسية ، القوية السريعة ، لملاقاة عواصف " ترامب " والشرق أوسطية القادمة .. على أجنحة " حلف الأطلسي " وتركيا ، وإسرائيل ، والمملكة السعودية ، والأردن .. وربما ترافقها أجنحة السيسي والبشير .

إن المرحلة " الترامبية " القادمة ، هي من أعقد وأخطر مراحل الحرب على سوريا .
إن الشعب السوري لن ينتظر تردد البعض .. وعزلة البعض .. وتمسك البعض بوزارة دون أخرى عبر نقاشات البحث عن حل سياسي .. ولن تتأخر ترجمة عم الانتظار .. وسيدفع كل هؤلاء الثمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254