الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدايات بحوث الاقتصاد الزراعي في مصر (1-4) - المطبوعات الأولى

محمد مدحت مصطفى

2017 / 5 / 28
الادارة و الاقتصاد


نحاول في هذه العُجالة البحث عن بدايات بحوث الاقتصاد الزراعي في مصر، فنعرض أولاً لدخول الطباعة مصر، ثم نشير لأهم المجلات التي اهتمت بنشر بحوث الاقتصاد الزراعي، ونتناول أخيراً البحوث المنشورة في هذه المجلات، ونرجو السادة المهتمين الذين يملكون أية معلومات سابقة في هذا الموضوع إفادة إدارة تحرير المجلة للعمل على نشرها في محاولة لجمع التراث العِلمي لبحوث الاقتصاد الزراعي وإعادة نشرة.

مصر ودخول الطباعة: يُسجل تاريخ الطباعة باسم الألماني جوهان جوتنبرج (1397- 1468م) رغم وجود محاولات غير ناجحة سابقة عليه، ويُعد هذا الاختراع دفعة كبيرة لانتشار الكتب بدلاً من الاعتماد على الخطاطين مهما كانت براعتهم. أما استخدام الحروف العربية في الطباعة لأول مرة فكان عام 920 هـ الموافق لعام 1514م بمدينة فانو الإيطالية حيث تم طباعة كتاب للصلوات المسيحية يقع في 211 صفحة بعنوان "صلاة السواعي الصلوات الليلية والنهارية" وفقاً لطقوس كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية. والغريب انتشار مطابع الحروف العربية في العديد من الدول الأوربية قبل أن تصل إلى الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، وبعدها بسنوات عرفتها بلاد الشام.

أما في مصر فقد تأخر وصول المطبعة إليها إلى عام 1798م أي بعد 284 عاماً من طباعة أول كتاب باللغة العربية في إيطاليا، حيث وصلت أول مطبعة عربية إلى مصر مع الحملة الفرنسية، أحضرها نابليون بونابرت معه بعد أن جمع لها الأحرف الفرنسية والعربية من باريس واستكمل لها الأحرف العربية من مطبعة البروباجاندا بروما، وتم طباعة أول منشور للحملة عليها في سفينة القيادة ثم استقرت المطبعة في بادئ الأمر في مدينة الإسكندرية، وعهد بإدارتها المسيو مارسيل، وجعل المستشرق فانتور مشرفا على مطبوعاتها. كانت المطبعة في الإسكندرية تسمى "مطبعة جيش الشرق"، وعندما نقلت إلى القاهرة أمر بتسميتها "المطبعة الأهلية"، واتخذ لها دار عثمان بك الأشقر مقراً، ثم نقلت للمرة الثانية إلى الجيزة، ثم إلى القلعة للمرة الثالثة. ثم أخذ الفرنسيون المطبعة معهم عند رحيلهم عن البلاد وكانت هناك مطبعة أخرى خاصة حروفها إفرنجية فقط لصاحبها المسيو مارك أوريل.

مع اهتمام محمد على بالتعليم والترجمة والبعثات كان من الطبيعي أن يهتم أيضاً بالمطابع التي ستقوم بإصدار الكتب اللازمة. لذلك فقد أرسل نيقولا مسابكي أفندي في بعثة إلى إيطاليا عام 1815 ليتعلم فنون الطباعة وسباكة الحروف وعمل قوالبها، وعاد إلى مصر بعد أربع سنوات ليعهد الباشا إليه أمر إنشاء أول مطبعة في عهده وهي "مطبعة صاحب السعادة" أو "المطبعة الأميرية" في بولاق التي تأسست عام 1820 وبدأت عملها عام 1822 وكان مقرها أولاً في ترسانة الإسكندرية، ثم انتقلت عام 1829م إلى بولاق. كان الغرض منها إمداد المدارس بالكتب اللازمة وكذلك إمداد الجيش بالمطبوعات اللازمة له، وكان نيقولا مسابكي هو أول مدير لها يعاونه في ذلك عدد كبير من مشايخ الأزهر الذين أخذوا في تعلم الصنعة. ومما يُذكر أن محمد على أنشأ بعد ذلك ثمان مطابع موزعة على النحو التالي: مدرسة الطب في أبو زعبل، مدرسة المدفعية في طرة، مدرسة الفرسان في الجيزة، مدرسة المهندسخانة، ديوان المدارس، ديوان الجامعة، مطبعة القلعة، ثم مطبعة رأس التين.

المطبوعات الأولى: كان أول نتاج للمطبعة الفرنسية بعد نقلها إلى القاهرة كتاب "وصايا لقمان الحكيم" تأليف مدير المطبعة جان جوزيف مارسيل، وقد أصدرت المطبعة أيضاً كتاب آخر لنفس المؤلف عن اللغة العامية المصرية واستعمالاتها باللغتين العربية والفرنسية. وكانت المطبعة وقت وجودها في الإسكندرية قد أصدرت كتابا في الطب عن الجدري من تأليف دكتور ديجنيت كبير أطباء الحملة، وكتاب آخر عن حروف الهجاء العربية والتركية والفرنسية، وكتاب "تمارين للقراءة من الأدب العربي" يحوي نصوصاً قرآنية. وتم طباعة جلسات محاكمة سليمان الحلبي عليها، وكذلك بعض الإرشادات الطبية. أما مطبعة محمد علي التي أنشأها عام 1832 فكانت تقع في سراي رأس التين بالإسكندرية حيث طبعت كتاب رفيجو Rovigo عن نابليون عام 1249 هجرية "33-1834م"، وكتاب بوتا Botta عن تاريخ إيطاليا في نفس العام. ويُرجح البعض وجود مطبعة إفرنجية بثغر الإسكندرية طُبعَت فيها قصيدة من نظم القنصل البريطاني صولت Salt بعنوان "قصيدة وصفية عن مصر" Egypt: A De-script-ive Poem. بينما يعتقد البعض أنها نفس مطبعة رأس التين غير أن قصيدة القنصل البريطاني نُشرت عام 1824م بينما مطبعة رأس التين تأسست عام 1832م، كما أن المعلومات عن صحيفة المونتير اجيبسيان التي كانت تصدر بالفرنسية لا توضح مكان طباعتها. وهناك احتمال آخر وهو أن تكون المطبعة الإفرنجية الخاصة التي كانت مملوكة للفرنسي مارك أوريل زمن الحملة الفرنسية كانت لا تزال تعمل، وقامت المطبعة الأميرية في بولاق بإصدار عدد لا بأس به من المطبوعات العربية والتركية خلال عهد محمد علي، كما قامت بطباعة عدد من الكتب الأجنبية بعد ترجمتها إلى العربية ومنها على سبيل المثال من عناوين الكتب العلمية: الجراحة- التشريح البشري- الباثولوجي- الفزيولوجيا- الصحة- قانون الصحة- الجغرافية- التشريح البيطري- الطب البيطري- الهندسة الوصفية- أصول الهندسة- جملة الهندسة- مجموعات المهندسين- اللوغاريتمات. بالإضافة لعدد كبير من مطبوعات الأدب والشعر والقوانين. وتُعتبر مطبعة بولاق هي البداية الحقيقية لتاريخ الطباعة في مصر فرغم بدايتها المتأخرة في عام 1821م وطباعة أول كتاب عليها عام 1822م إلا أن حجم ما طبعته من عناوين كتب أو حجم النسخ من كل كتاب حتى نهاية القرن التاسع عشر تجاوز 700 ألف نسخة وهو ما يفوق جملة ما تم طباعته على المطابع العربية خارج مصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صندوق النقد يحذر... أزمة الشرق الأوسط تربك الاقتصاد في المنط


.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل




.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ


.. متحدث مجلس الوزراء لـ خالد أبو بكر: الأزمة الاقتصادية لها عد




.. متصل زوجتي بتاكل كتير والشهية بتعلي بدرجة رهيبة وبقت تخينه و