الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجن بوكا ولادة داعش والخلايا النائمة ومستقبل العراق السياسي

حاكم كريم عطية

2017 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


سجن بوكا الذي تحول ألى مدرسة لأعداد وتهيئة التنظيمات الإرهابية ووفر الفرصة الذهبية لتجمع الكادر البعثي والإسلامي المتطرف ليعيد ترتيب الأوراق وتجميعها وأعادة ترتيبها بما يخدم الأسلام البعثي المتطرف والتوجه الأمريكي مستقبلا في العراق كل تلك النشاطات والتحركات لم تكن بمعزل عن المراقبة الأمريكية في سجن بوكا والسجون الأخرى وكذلك تشخيص الرموز التي سيجرى الأعتماد عليها مستقبلا مثل الزرقاوي والبغدادي وأبو احمد والقائمة تطول و أبراز شخصيات بعينها كان من أكبر الأدلة على ان المخابرات المركزية الأمريكية تعرف خيوط نسيجها المستقبلي بعد أن وطدت وبنت القاعدة الرئيسية في السياسة العراقية وأحزابها وأدخالها في دوامة المحاصصة السياسية والطائفية وفتح باب الفساد على مصراعيه وتوجيه بؤر التوتر والصراع على كامل الساحة العراقية والدول المجاورة
في عام 2014 وفي شهر نيسان نشرت صحيفة الغارديان البريطانية *تقريرا مطولا حول سجن بوكا وكيف أصبح فيما بعد مصنع لتفريخ الأرهاب وأعداد التنظيمات والعناصر التي ستكون مستقبلا ما يعرف بتنظيم داعش من كبار العسكريين البعثيين وكذلك ضباط الأمن والمخابرات العراقية ومتطرفين أسلاميين ومن عزل من الطائفة السنية وأتهم بالوقوف بالضد من العملية السياسة التقرير الذي نشر على صفحات الغارديان آنذاك سلط الضوء على الكثير مما جرى التحضير له والتهيئة في ظل معرفة تامة من قبل القوات الأمريكية وأجهزة مخابراتها رغم أدعاء الكثير من ضباط الجيش الأمريكي بعدم معرفة المخابرات الأمريكية بهذه النشاطات والتحركات في سجن بوكا مما تمخض فيما بعد ألى تشكيل أقوى تنظيم أرهابي بلباس ديني متطرف تدرج من تكوين جيش أهل السنة والجماعة ألى ألتحاق هذا الفصيل بما يسمى بمجلس شورى المجاهدين وبعد مقتل الزرقاوي وأبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر لتؤول الأمور ألى البغدادي ليصبح على رأس قيادة هذا التنظيم
كل ما كتبت عنه صحيفة الغارديان كان يشير ألى مدى حقيقة معرفة المخابرات الأمريكية بما يجري في معسكر بوكا من تجميع هذا العدد الكبير من ضباط من مختلف صنوف أجهزة النظام السابق الأمنية والعسكرية وأعطائهم الفرصة للتنسيق وأعادة تنظيم قواهم بل والعمل على أبراز الكثير منهم ليكونوا فيما بعد قادة تنظيم ما يسمى بداعش وهو من أبرز الأدلة على معرفة المخابرات الأمريكية بحقيقة ما يجري في سجن بوكا في ذلك الوقت بل وحتى في معسكرات الأعتقال الأخرى مثل أبو غريب وكروبر أما على أرض الواقع فهناك الكثير يشير الى علاقة هذا التنظيم بعد أحتلال الموصل وتوسع رقعة التنظيم ما بين العراق وسوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة وعمليات الدعم المادي والمعنوي والعسكري واللوجستي لهذا التنظيم أن ما يميز هذا التنظيم هو امتلاكه للخبرة العسكرية والاستخباراتية وزرع الخلايا في الكثير من المدن العراقية لفتح جبهات متعددة في حالة تعرض التنظيم لمصاعب عسكرية مثل ما يجري حاليا في الموصل وتعرض بغداد وأماكن أخرى للتفجيرات والاغتيالات وعصابات الخطف وكل ذلك يجري بمعرفة وتنظيم الخلايا النائمة لهذا التنظيم والتي تصل في بعض الأحيان ألى وجود عناصرها في نسيج أحزاب سياسية وأجهزة أمنية وعسكرية وحتى في البرلمان العراقي والقضاء العراقي مما يجعل مهمة القضاء على خلاياه مهمة شبه مستحيلة في ظل الوضع المأساوي لحالة التشظي والانقسام وسياسة المحاصصة الطائفية واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة كافة ووجود67 مجموعة مسلحة تمثل نسيج المليشيات التي تعمل على تقويض حالة الاستقرار في العراق أن ما يجري في العراق من جرائم التفجيرات التي راح ضحيتها الكثير من أبناء شعبنا تحتاج ألى جهاز أمني واستخباراتي يرتقي ألى مستوى الخبرة والكفاءة خالي من العناصر المشكوك بولائها ناهيك عن تأريخها في انتظامها في مدرسة بوكا وغيرها من معتقلات الدولة العراقية بعد التحرير حيث انتظم الكثير من خريجي هذه المعتقلات في أنسجة الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية والعسكرية وبتزكية من سياسي الصدفة في عراق اليوم سيبقى الدم العراقي يسيل ما دام هناك خلايا تقوم بما يلزم لتخيف أزمة الإرهاب وتنظيماته على الساحة العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية