الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في غياب الدور الفاعل للطبقة العاملة في الحراك الحالي

حسن الصعيب

2017 / 5 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



في غياب الدور الفاعل للطبقة العاملة في الحراك الحالي
عرفت الطبقة العاملة المغربية تحولات عميقة خلال العقود الأخيرة،وهي مرتبطة من جهة،بالعولمة الرأسمالية في شكلها الجديد:أي مرحلة النيوليبرالية،التي يلخص مضمونها المفكر الماركسي سمير أمين،في الاحتكارات الخمسة ،التي تحدد مجتمعة الإطار الذي يعبر من خلاله قانون القيمة للعولمة نفسها:
التكنولوجيا التي تتطلب مبالغ هائلة من الإنفاق،ثم الاحتكارات العملة في مجال التدفقات المالية،ذات البعد العالمي ،الاحتكارات العملة في مجال الحصول على الموارد الطبيعية للأرض،الاحتكارات العاملة في حقل الاتصال والإعلام وأخيرا الاحتكارات العاملة في مجال أسلحة الدمار،بعد أن كان هذا الاحتكار محددا في ثنائية ما يعد الحرب الباردة ،أصبح من جديد السلاح المطلق الذي تحتفظ الدبلوماسية الأمريكية منفردة بحق استخدامه،ولا توجد وسيلة لمواجهة هذا الاحتكار المرفوض الا الإشراف العالمي الديمقراطي على نزع فعلي للسلاح.
ومن جهة أخرى مرتبطة بتعميق الطابع الرأسمالي التبعي،من خلال سيطرة الرأسمال الامبريالي ،وعلى الخصوص الرأسمال الفرنسي ،الذي يستحوذ على حصة الأسد ،وعبر تسهيلات جمة ،تقدمها له الإدارة المخزنية،بالاضافة الى سيطرة واحتكار اقتصادي لعائلات برجوازية محدودة العدد،وتستمد نفوذها من قربها من المؤسسة الملكية ،عبر علاقات المصاهرة،وبامتلاكها واحتكارها لأدوات المعرفة والتسيير والتنظيم الحديثة،وتجسد المؤسسة الملكية القلب النابض لنموها وتطورها في اتجاه المزيد من النهب والافتراس.
شكلت هذه التحولات مجتمعة،تفكيك أنظمة الشغل القديمة،من خلال تبني التدبير الجديد للمرفق العمومي،عبر فرض تلاتة أشكال تنظيمية مستوحاة من أنظمة الشغل النيوليبرالية:المناولة من الباطن،الخوصصة والشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص.
هذه الظواهر الثلاثة لنفس الحركة لتحويل المسؤوليات التابعة للدولة،الى الفاعلين
في القطاع الخاص،سواء تعلق الأمر تحت شكل البيع الكلي او الجزئي،للأنشطة العمومية،عبر عقود موجهة لانتداب مهام او بالأحرى شركاء يعرفون من جديد مسؤوليات الدولة والفاعلين الخواص.
وعلى مستوى الشركات الخاصة ،بعدما كانت توحد الطبقة العاملة ،دخلت في مرحلة التحلل:تقسيم وحدات الإنتاج، تطور قواعد العمل للمناولة من الباطن ،فرض قيود جديدة على العمال،من خلال نظام جديد للرقابة.
كل هذا أدى مع مرور الوقت الى تغيير جدري لإشكال العمل الشيء الذي نتج عنه ضرب مبدا ي الوحدة والتضامن،لان جزء كبير من ها أصبح مهددا على المدى الطويل بالهشاشة في الشغل،كما حدثت انقسامات حاسمة تترجم على صعيد المهن الحرفية المستقرة والمهن الهشة،الى جانب بطالة دائمة وبنيوية،تشمل اليد العملة المؤهلة وغير المؤهلة.
نعيش اليوم ،تدميرا جبارا لأشكال تنظيم الإنتاج والعمل القديمة كما تفقد أشكال تنظيم النضالات الاجتماعية والسياسية الموروثة عن المرحلة السابقة فعاليتها الماضية،وبالتالي مشروعيتها.وهذا ما يفسر تخلف الحركة النقابية والسياسية عن مواكبة هذه التحولات،واستمرارها في نوع من الضباع والتشتت.
خلال الفترة الأخيرة،تم تمرير عدة قوانين،تضرب في الصميم ،الحقوق المكتسبة وتزج بأقسام كبيرة من الطبقة العاملة الى السجن الجديد:الهشاشة في الشغل واللامن الاجتماعي،وتتحمل النقابات مسؤوليتها التاريخية في هذا الانحطاط الذي تعيشه الطبقة العاملة لسببين أساسيين:لعد م قدرتها على تأطير وتتوير وعي الطبقة العاملة بالتحولات الجارية ولمشاركتها الدولة والباطرونا في ما يحاك ضدها.
كما تتحمل القوى اليسارية جزء من المسؤولية،لكونها ،لم تتمكن لحد الآن من إبداع أشكال نضالية وتنظيمية ،تكون أرقى واقوي في الضغط وتحقيق مكاسب لصالح الطبقة العاملة
وفي ظل الحراك الراهن،يجب العمل بكل قوة من اجل إشراك الطبقة العاملة ،عبر أشكال تنظيمية ومطالب وشعارات ،تعكس طموحات الطبقة العاملة،في العيش الكريم والحرية.استفادة من دروس حركة 20 فبراير ،التي غيبت فيها،النقابات المركزية الدور الفاعل للطبقة العاملة من اجل فرض ميزان قوى جديد ،الذي من شانه،إعطاء زخم كبير للحراك،وفي ذات الوقت عقلنه السيرورة النضالية للشعب المغربي ،في أفق سياسي،يتجاوز مؤسسات النظام المخزني وبناء المؤسسات الجديرة باسم الديمقراطية
حسن الصعيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف