الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ضد دولة المخزن

بشير الحامدي

2017 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ضد دولة المخزن
منطقة الريف المغربي والتي تظم الحسيمة والناظور وبركان منطقة تعتبر تاريخيا منطقة غبن وحيف طبقي وتهميش مناطقي بامتياز ولأنها كذلك و لأن النظام المخزني لم يغير سياساته عموما وضد المنطقة تحديدا منذ عقود فستظل خزان الانفجارات الطبقية ومجال الصراع الدائم ضد الاستبداد المخزني حتى إسقاطه.
الحراك الحالي الذي تشهده مدينة الحسيمة والمستمر منذ حادثة طحن الشاب بائع السمك ـ محسن فكري ـ في شاحنة رفع القمامة والذي تصاعد في الأسبوع الأخير من شهر ماي لم تشهده المنطقة منذ 2011 حتى لما استشهد 6 من ابنائها من الذين شاركوا في المظاهرات المساندة لحركة 20 فبراير على يد قوات الدرك الملكية حيث أن الاحتجاجات والحركة توسعت وشملت بلدات وقرى لم تشهد احتجاجات من قبل وهو وضع سيساعد على استمرار الحراك و على تعميق النقاشات داخل فعالياته مما سيساعد كثيرا في توضيح مطالب الحركة وتحديد المهام التي تريد تحقيقها.
للحركة الاحتجاجية المتصاعدة في الريف المغربي والمرشحة للتصاعد أكثر فأكثر إثر اعتقال عدد كبير من قيادات هذه الحركة [1] أسباب عديدة فإضافة إلى الأسباب التاريخية [2] التي جعلت من هذه المنطقة منطقة مناهضة للمخزن هناك أسباب مباشرة متعلقة بالوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتردي لأغلبية السكان هناك حيث تمثل نسب البطالة أرفع نسب في المغرب كلها إضافة إلى التهميش والتفقير المتزايد وتردي مستوى الخدمات العمومية وغيابها الكلي في مناطق كثيرة.
مطالب الحركة مطالب لا تخرج عن المطالب المرفوعة على امتداد عقود في كل أنحاء المغرب وهي نفس المطالب التي رفعتها كذلك الجماهير في تونس في 17 ديسمبر 2010 أو الجماهير في مصر وسوريا فيما بعد ولازالت ترفعها إلى اليوم الشرائح والفئات والطبقات المستغلة والمفقرة والمهمشة في المنطقة العربية كلها ضد البرجوازيات الرثة المهيمنة سياسيا و اقتصاديا في هذه البلدان والمتمحورة حول الحق في الشغل والحق في التنمية والتوازن بين الجهات والسيادة على الثروات والموارد المحلية والقطع مع سياسات التهميش والتفقير والتبعية .
إن تراكم الحيف الاجتماعي و الاقتصادي واستمراره لعقود وتعمقه المتواصل دفع بأعداد كبيرة من الغاضبين ومن الشباب خصوصا إلى صفوف الحركة الاحتجاجية وهو وضع مكنها من اكتساب زخم قاعدي سيكون له أهمية بالغة في استمرار الحركة وفي تجذيرها و الارتقاء بأشكال مقاومتها وتجاوز هنات الحركات التي عرفها المغرب عموما في السنوات الأخير في سيدي إفني أو حركة 20 فبراير سنة 2011 .
الحراك في الريف واجهه نظام الحكم في المغرب في البداية بالمناورة وبمحاولة امتصاص الغضب بالإعلان عن بعض الإجراءات الشكلية والتي لم ترتق لتطلعات السكان في تلك المدن والذين رفضوها ومضوا في احتياجاتهم ومطالبهم ومع تصاعد الموجه وتوسعها لتشمل بلدات وقرى جديدة والخشية من تحول هذه الاحتجاجات إلى حركة عارمة يصعب السيطرة عليها عمدت السلطات إلى أسلوب القمع والاعتقال والتخريب والتشويه فوقع إتهام المحتجين والحراك ككل بالنزعة الانفصالية وارتفعت أصوات التخوين والاتهام بالعمالة والتمويل من جهات خارجية في محاولة لتفتيت الحركة وفك كل قدرة لها على التعبئة.
إن الحركة الاحتجاجية بالريف المغربي وبعد عملية القمع التي تعرض لها عدد كبير من قياداتها والناشطين صلبها في محاولة لتشتيتها وبث الخوف في صفوف جماهيرها مدعوة للرد على هذه الخطوة التصعيدية القمعية من قبل النظام بالمحافظة على دينامية فعلها الاحتجاجي ومواصلته وتطوير أشكال تنظمها وتوسيع دائرة استقطابها والمحافظة على استقلاليتها السياسية والتنظيمية عن الهيئات البيروقراطية ونبذ كل النزعات والميول التي يمكن أن تدفع في اتجاه ربطها برمز أو بمجموعة أو بحزب أو بنقابة دون معادات أي هيئة من هذه الهيئات حين تنخرط في الحركة أو تساندها وتدعمها.
الحركة مطالبة كذلك بالمساعدة في تطوير أشكال مقاومة السكان لعسف الدولة ومساعدتهم على تدبر شؤونهم ولن يكون ذلك إلا عبر إقناع المواطنين في الأحياء وفي القرى وفي الدشر والبلدات على الانتظام في مجالس و هيئات يقع داخلها نقاش كل المطالب وكل التحركات وكل السياسات والخطط المقترحة للنضال نقاش ديمقراطي واسع يعكس بالفعل المشاركة القاعدية الديمقراطية الواسعة في أخذ كل قرار مجالس وهيئات تنبثق عنها هيئة تنسيقية تتولى تنسيق العمل في ما بين هذه المجالس [3] .
الحركة أيضا مطالبة بكسر واقع الإنحصارالذي بقيت عليه طيلة أشهر ولابد لها من إيجاد السبل الممكنة لكسر هذا الواقع وليس أمامها عمليا غير فتح النقاش مع المناضلين والهيئات المناضلة والمقاومة في مدن المغرب الأخرى على أساس محورين سياسي وتنظيمي سياسي خاص بتوحيد مطالب ومهام الحركة المناهضة لنظام المخزن على مستوى المغرب ككل وتنظيمي خاص بتوحيد التحركات وتنسيقها وجعلها متزامنة .
الحركة أخيرا وكما هي مدعوة لاستخلاص الدروس من تجارب الحركة الثورية المغربية والبناء عليها مدعوة كذلك لاستخلاص الدروس من تجارب المسار الثوري في تونس ومصر وبقية البلدان والتي شهدت ثورات قبل سنوات قليلة انتهت بحكم عوامل موضوعية وذاتية إلى الهزيمة مفسحة المجال للانقلاب عليها من قبل الطبقات التي كانت تستهدفها لتعود هذه الطبقات إلى الحكم من جديد عبر آليات أشد قمعا وأشد استبداد .
ـــــــــــــــــ
[1] أنظر المقال المنشور على موقع المناضل ـ ة على هذا الرابط http://www.almounadila.info/archives/5236
[2] يحتفظ أهل الريف في المغرب الأقصى في الذاكرة الجماعية بجمهورية الريف التي أسسها ما بين 1921 و1927رمز المنطقة المقاوم عبد الكريم الخطابي والتي تحالف ضِدَّها الجَيْش الفرنسي مع الجيش الإسباني و استخدما الطائرات الحربية لقصف سكان الريف بقنابل غاز الخردل والنابالم ولا يزال إلى اليوم سكان منطقة "الرّيف" يُعانون نتائج ذلك القصف.
[3] يمكن الوقوف على بداية ظهور هذا التوجه في مسودة الحراك الشعبي في 5 مارس 2017 حيث ورد " بناء على النقاشات التي خاضها نشطاء الحراك مع الجماهير الشعبية على مستوى مدينة الحسيمة وعلى مستوى باقي مناطق الإقليم والنواحي، وفي ضوء التطورات الأخيرة بمدينة الحسيمة المتجلية بالضبط في التدخل الهمجي لقوى القمع في حق نشطاء الحراك.. وإثراء للنقاش وتعميقه حول مطالب الحراك الشعبي بما يستجيب لانتظارات المواطنين؛ نطرح هذا الملف المطلبي القابل لإبداء الرأي من طرف الساكنة وكل الجماهير الشعبية، ليكون ملفًا متكاملًا وأرضية صلبة لحراكنا السلمي الحضاري".
ــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
01 جوان 2017









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة