الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تكفي المتغيرات الجينية حماية القلب من المخاطر الصحية؟

فاضل فرج خالد

2017 / 6 / 2
الطب , والعلوم


هل تكفي المتغيرات الجينية حماية القلب من التعرض للمخاطر الصحية؟


في خبر من الاخبار الصحية والطبية التي دأب موقع البي بي سي على نشرها ورد فيه ان العلماء المختصين من الباحثين في معهد(ولكم تراست سانغر) في بريطانيا اجروا بحثا جينيا على سكان قريتين من القرى الجبلية المعزولة في شمال جزيرة كريت في اليونان حيث اغلبيتهم يتمتعون بقلوب سليمة وكذلك اوعية دموية هي الاخرى لا تتعرض الى المخاطر الصحية وما ينشا عنها من سكتات دماغية رغم ان الغذاء الرئيس لسكان هاتين القريتين هو اللحوم الحمراء من اغنام يشتهرون بتربيتها اضافة الى تناولهم الاجبان التي يصنعونها من حليب تلك الاغنام والتي تمتاز بنسب عالية من الدهون المشبعة فظهرت النتائج بان هؤلاء السكان قد امتلكوا متغيرا جينيا جديدا يتمتع هذا المتغير بخصائص تحمي القلب ، حيث يعمل هذا المتغير على خفض مستويات الدهون المشبعة الضارة وبضمنها الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة الضار .
وبالرغم من اهمية هذا المتغير الجيني في حماية اولئك السكان في المناطق المعزولة من مخاطر التعرض لامراض القلب والاوعية الدموية ، فان الباحثين لم يربطوا بين هذا المتغير الجيني وحالة الهدوء والترابط الاسري الوثيق بينهم . ان حالة الترابط الاسري الوثيق التي اعتاد سكان هاتين القريتين الجبليتين حيث ان الاستقرار النفسي وذلك الترابط الاسري والعائلي هي من العوامل التي مكنت هذا المتغير الجيني في ان يظهر تاثيره . فحالة التفكك الاسري وتشظي العائلة الواحدة في المجتمعات الصناعية المتقدمة حضاريا لم تتمكن ان تصبح عامل محيطي يساهم في ظهور مثل هذا المتغيرتبعا الى ما هو معروف عن العوامل التي تسبب في نشأة ما يعرف بالوراثة المحيطية Epigenetics . وكتأكيد لما يوفره هذا الترابط الاسري من حالة اطمئنان واستقرار نفسي لابناء تلك الاسر والعوائل ما عرف عن المهاجرين الاوائل من الايطاليين عندما هاجروا للعيش والاستقرار في الولايات ا لمتحدة الامريكيةقبل قرنين من الزمن كبف ان حالة العوز والضنك دفعت تلك العوائل واجبرتها ان تعيش كل عائلة وما تضمه من ابناء واقارب في مسكن واحد بالاضافة الى ان تلك المساكن كانت متجاورة في حي سكني واحد استنادا الى صلة القربى والرحم . لقد اشارت السجلات الطبية لتلك الاسر المترابطة انها لم تكن تعاني من امراض وازمات قلبية رغم انهم كانوا يتخذون من الباذنجان المقلي بشحم الحنزيرا غذاء رئيسا لهم لضغف حالتهم المادية ، ولكنهم وبعد ان تغيرت حالتهم المادية نحو الاحسن لجاا الابناء الى البحث للعيش في مساكن مستقلة مما فكك البيت الكبير الواحد الذي كان يضم الابناء والاحفاد معا استقل كل ابن او فرد من تلك العوائل المترابطة الابناء والاحفاد باواصر المحبة والحنان بمسكن خاص به فتشظت وتشتت تلك العوائل مماافقدها عامل الترابط الاسري والحنين فكثرت الامراض القلبية والاوعية الدموية وقصرت اعمار الابناء رغم حالة الرفاهية والعيش المترف والغذاء الصحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إجلاء سكان وإخلاء عدد من الشوارع.. المياه تغطي عددًا من المن


.. شركة غوغل تطرد 20 موظفا بعد احتجاجهم على صفقة مع إسرائيل




.. أردوغان في العراق.. المياه مقابل الأمن؟ | المسائية


.. انتشال نحو 200 جثة من مقابر جماعية في باحة مجمع ناصر الطبي ج




.. انتشال أكثر من 200 جثة من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي .m