الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل السيد عزيز محمد السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي العراقي

رحيم الحلي

2017 / 6 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في اليوم الاخير من شهر ايار الذي يعتز به الشيوعيون العراقيون ، تشبث عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي الاسبق بالرحيل في اخر ايامه ، كي يترك اخر بصمة من افكاره التي انتسب اليها ، والتي افني قرابة العشر سنوات من عمره سجيناً سياسياً قضى معظمها في نكَرة السلمان ، السيد عزيز محمد يتفق محبوه على بساطته ويتهمه خصومه بالفساد والبيروقراطية والتعصب القومي والمواقف السياسية البعيدة عن النهج اليساري ، وفي فترة قيادته للحزب فقد الحزب وحدته وقوته وشعبيته ، وخرج منه اشجع واصدق المناضلين وحدثت انقسامات وخلافات كثيرة ، ابتدات بتشكيل القيادة المركزية التي شكلت اول مظاهر تشظي الحزب ، وبينما كان رفاقه تحت سياط الجلادين البعثيين في قصر النهاية ، كان عزيز محمد يتفاوض سراً لإتمام صفقة سياسية مع البعث انتهت بتصفية واعتقال الالاف من الشيوعين واستقالة وابتعاد الالاف من اعضاءه الذين جرى كشفهم امام اجهزة القمع البعثية ، وغادر هو وطاقم قيادته الى خارج العراق ليسكنوا الشقق الفارهة والفنادق الراقية وليعيشوا حياة مترفة لاينقصهم شيء من ملذات الحياة ، وتشردت قواعد الحزب في الخارج الا الذين تناغموا مع بيروقراطية القيادة وعملوا على كتابة التقارير ضد رفاقهم الذين انتقدوا سياسة عزيز محمد ومن بينها سعيه الدؤوب لهيمنة الكرد على قيادة الحزب ، وفي عهده وبسبب تحالفه مع حزب مسعود البارزاني المختلف ائنذاك مع حزب جلال الطالباني ، قام المجرم انو شيروان بقتل عدد كبير من الشيوعيين العرب المتواجدين في جبال بشت اشان .عمل التكتل الكردي بقيادة عزيز محمد على فصل اقليم كردستان للحزب الشيوعي العراقي وانتخاب عناصر عربية موالية ومنقادة لقيادة بقية الحزب .
ولد عزيز محمد عام 1924 في قرية بيركوت في كردستان ، وفي عام 1942 اصبح عضواً في «جمعية الشعب» التي كانت تصدر جريدة (بليسة) ومعناها (الشرارة) وهي جريدة ماركسية ، وفي عام 1945 انضم إلى الحزب الشيوعي ، أصبح بعد ذلك مسؤول الحزب في أربيل بعد أن أصبح مسؤول أربيل «نافع يونس» مسؤول الألوية الشـمالية ، اعتقل في العام 1948 مع اعضاء اللجنة المركزية جماعة مالك سيف ـ يهودا صديق، وفي العام 1949 حكم المجلس العرفي العسكري الاول عليه بالسجن 15 عاما، في العام 1953 تم طرده من صفوف الحزب من قبل سكرتير الحزب الشيوعي بهاء الدين نوري إلى جانب «جمال الحيدري ـ نافع يونس ـ حمزة سلمان الجبوري»، لذلك حدث انشقاق بالحزب تحت اسم «راية الشغيلة» ولم يتغير الوضع حينما استلم «حميد عثمان» قيادة الحزب بعد اعتقال «بهاء الدين نوري» ، ثم نجح الشهيد سلام عادل من اعادة وحدة الحزب عام 1956 ، اطلق سراحه في العام 1958، وفي العام 1960 اصبح مسؤولا للحزب الشيوعي فرع كردستان والذي يضم (أربيل ـ السليمانية ـ كركوك)، واصبح رئيسا للحزب من العام 1964 إلى العام 1993 ، تنقل بين اليمن وسوريا وايران والاتحاد السوفيتي والدول التابعة له واقام في السويد سنوات عديدة قبل عودته للعيش في كردستان الذي اسس البارزاني والطالباني سلطتهما المستقلة وليرحل نهاية ايار عام 2017 عن عمر ناهز الثالثة والتسعين عاماً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة