الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يهمه الذعر

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2017 / 6 / 4
الادب والفن



غَارقٌ بَينَ سُحبِ السَّماواتِ الوَرديةِ وَبَحرِها المُتلاطمِ بِالأحلامِ المُزهرةِ على هيأةِ نَومٍ هَانئٍ يَستجيبُ كلَّ ما أودُّهُ من أمانٍ بِما فَيها كَركبةُ المُستحيلات ، يَمدُّ الوَاقعُ يَدَهُ لِيُوخزَ خَاصرتي بِأبرةِ المُنبهِ اليَومي لأعلانِ نَفيرٍ لاهَوادةَ فيهِ ابتداءً بِتأخيرِي عن دَوامِي المُفترض..


حَالما أفتحُ عينيَّ أسقطُ بِسرعةِ الضَّوءِ في قَاعِ حَياةٍ دَاكنةِ الرَّماد، هَكذا حتَّى أسحبُ أقدامي المُكبلةَ بِثُقلِ الهَمَّ وَكأني لَستُ إلا سَجيناً مُجرِماً بِالعِناد..

أنتظرُ البَاصَ مَع حَشدٍ مِمن رَكلتْهُم السُّبلُ مِثلي، وَأنا اتكأ على مَللي الذي أحكمَ سَيطرتَهُ على مَفاصلِ عَيشي المَرير ، أطرقُ بَابَ سَاعتي اليَدويةِ بِعددٍ من النَّظراتِ النَّاعسةِ وَأنا أتأففُ بِتَذمرٍ من شِدةِ البُوسِ الذي يُزيحُ رَاحتي المَرجوةَ لِيَجلسَ على كرسيّهِ في رَأسي المُحتفلِ بِالانشِغال...

صَدفةٌ بَشعةٌ، شَيءٌ ما أخذَني بِعصفِهِ النَّاري من وَقفتِي الوَقورة إلى استلقاءٍ مَكشوفٍ على حَوافِ رَصيفٍ تَكدَّستْ عليهِ أكوامُ النَّاس ، اختلطتْ الصَّيحاتُ بِالصُّراخِ ، (انفجار.... انفجار) هَكذا أسمعُهم يَصرخُونَ بِجزعٍ مُتصاعدٍ كَتَدفقِ دِماءَ البَراءةِ تَحتَ نَواصِي الاستعباد…

اااااه أشعرُ بِسيوفِ البردِ القَارسِ وَهي تَنهشُ جَسدي الأعزل، ألهجُ كلماتي الأخيرةَ على شَكلِ تَمتماتِ طفلِ  تَستدرجُهُ أمهُ على أباحةِ الحروف….



 لايُؤلمُني أحدٌ غَيري

وَأنا مَذبوحٌ في وَطني كالأنعام
أصرخُ مَقتولاً مَاذَنبي !!
وَأمَامي تَنزفُ أوراقي وَالأقلام
وَالوَاقع يَجهشُ بِالنَّدبِ
وَيُحاولُ أن يَلحقَ حَقاً بِالأحلام
لا أدري مَن يَرعفُ هذا
قَلبي أم طِفلي أم وَحيُّ الإستسلام !!
استنشقُ رَائحةَ اليَأس
وَهي تَفوحُ من بَينَ زَوايا الأيام
يَسلبُني أخرَ أنفاسي
صَوتُ صَفيرِ الإسعافات
وَأنا أنزف
سَأموتُ الآنَ أنا أعرف
أشعرُ بِالبردِ وعلى رَأسي مَوتٌ يَرقى
وَكأني امتحنُ الآن
وَأمَامي أستاذٌ يَشرف
ألتحفُ بِغطاءٍ دافئ ... اتخيَّل
تَتنهدُ أمي بِحنينٍ .......اتخيَّل
يما يما استيقظ
حَانَ المَوعد
لِذهابِكَ لِلعملِ الكَاذب
كي تَجلبَ مَالاً من عَملِك... اتخيَّل
يما يما استيقظ
حَانَ المَوعد
لِزواجِكَ من بِنتِ خَيالِك
كي تَنجبَ حياةً من وردٍ.... اتخيَّل

أشعرُ بِالبردِ وَلابَردَ
اشتاقُ لِعبائتِكِ يما
وَدِمائي تَجتاحُ عيوني دُونَ دُموع
أرفعُ كفِّي دُونَ حَراكٍ ، اتفاجئ
كفِّي النَّاعمُ يَاربي ، أصبحَ مَقطوع
طَقطقةُ أقدامُ النَّاسِ
حَامتْ حَولي
وَالفَضلُ مَهما يَتصاغر ، لايُنكر
هم سُربٌ من نَملٍ جَائع
وَأنا وَحدي قِطعةُ سُكَّر
مَاحَملوني
حَملوا الجَرحى
َتركوني أشعرُ بِالبرد
وَضعوا فَوقي شيئاً أسود
فِيهِ عطرٌ يُنعشُ نَفسي
وَيُسكِّنُ كلَّ الآلام
لا أدريهِ كانَ خِماراً لِفتاةٍ مَاتتْ لِلتو
وَبقِيتُ ارتعشُ حتَّى لا أدري
ارتعشُ كَحمامةِ عِشقٍ مَذبوحة
حَانَ المَوعد
حَانَ خِتامُ الاصبوحة
أنفضُ رُوحي ، رُوحي حَبلٌ
وَالدُّنيا أصغرُ من ثَقبِ رَأسِ الإبرة
سَأموتُ الآنَ بِلا جَدوى
لايُؤلمُني أحدٌ إلا
وَطني
وَطني
وَطني
وَطـ… 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ