الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والدولة الدينية

ارام كيوان

2017 / 6 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"في الجانب النظري الفلسفي، فإن العلمانية حسب معجم روبير، هي بفتح العين: تعني العالم المادي الذي نعيش فيه، فيقتصر اهتمامها على مشاكل المجتمع و الاقتصاد والسياسة والبيئة.. إلخ، وكلها اهتمامات أرضية، مقابل العالم السماوي أو الغيبي الذي لا يمكن النفاذ إليه لمعرفته و بحثه و درسه، لذلك تحيل العالم الغيبي إلى الإيمان القلبي دون تدخل فيه، ودون أن تقول فيه كلمة رفض أو إيجاب.






و"العلمانية" بكسر العين: تعني استخدام منهج البحث العلمي في البحث و المعرفة و الوصول إلى الحقائق المحسوسة، فهي إذ تهتم بدنيانا فإنها تستخدم الحواس، والمختبر والعقل لتصل إلى نتائج صحيحة غير وهمية.. وهي بهذا الموقف تنصرف عن عالم الغيب لأنه لا يمكن حسم أي يقين بشأنه لعدم إمكانية وضعه تحت البحث و الفحص الحسي للوصول منه لحلول لمشاكل تقع في عالمنا الدنيوي، وأيضًا لأن العلم بطبيعته زماني لا يزعم الخلود و لا الصواب المطلق، ويصحح نفسه بنفسه باستمرار ويشغله الإنسان و لا يشغله الله لأنه ليس بحاجة إلينا، وفي المختبر ودنيا البحث العلمي لا حاجة لنا به ليكون موجودًا في المختبر دون فعل، والعلم لا دين له فهو من الجميع للجميع دون تمييز، ويعمل على سعادة الإنسان في الدنيا و لا يخضع لأي معيار من خارجه"


(ما هي العلمانية- سيد القمني)






هذه هي العلمانية ببساطة كتعريف وسأحاول في ظل النقاش الذي يدور دائما في كل مكان في العالم الالكتروني أو في الواقع حول الدولة العلمانية أو الدولة الدينية وسأحاول أن ألخص الحاجة الى العلمانية ولماذا ظهرت ولماذا بادت الدول الدينية الى اللارجعة,وكيف نبدأ في هذا المضمار علينا أن نتحدث قليلا عن ما قبل الدول العلمانية أي الدول الدينية وماذا بالتحديد كانت علاقة الدين بالدولة وبالمواطنين وهي ما تناولت بشكل مختصر في مقالتي على الفيسبوك بعنوان (الدين الدولة) وكنت قد قسمت الدول الدينية الى أربع مراحل رئيسية :


أ-رأس الدولة هوالله نفسه كما في الحالة الفرعونية


ب-تواضع رأس الدولة قليلا وأصبح نبيا كما في حالة داؤود وابنه سليمان


ت-رأس الدولة هو خليفة الله كما في الحالة الاوروبية أو خليفة النبي كما في الحالة الاسلامية


ث-الحكم بالحق الالهي






هذه هي الأربع مراحل الرئيسية في تطور علاقة الدين بالدولة,الدولة ما هي الدولة؟ هي اداة القمع التي أسستها الطبقة الأقوى لتعمق من سيطرتها على الطبقات الأخرى داخل المجتمع هي "أشد الوحوش لا مبالاة-نيتشة"ولما كانت أدوات قمع الدولة غير ناضجة بما فيه الكفاية لتسيطر على جميع الرعايا كانت الحاجة لوسيلة قمع روحية لما في الدين من استثارة عواطف فكانت أول سلطة للدولة في التاريخ في مصر قبل سبعة الاف عام وكان رأس الدولة في حينها هو الاله نفس,ومن المفهوم ضمنا أن الاله لا يسأل عما يفعل ويجب على الجميع أن يرضوا بكونهم عبيدا,وهكذا تدعي الدول التي تسمى دينية علما أن الدولة هي الدولة التي لا تؤمن أو تلحد فهي كما تؤكد العلوم الماركسية أن الدولة بمختلف أشكالها وفي مختلف العصور إنما هي هيئة تتوظف فقط عن طريق أدوات القمع في حماية وسائل الإنتاج السائدة وعلاقات الإنتاج المرافقة، ولذلك هي دولة طبقية تحرس مصالح الطبقة السائدة في المجتمع






هكذا هي الدولة "الدينية" أيضا اداة القمع في يد الطبقة السائدة ولا أدل من ذلك ثورة يعقوب بن ليث في اقليم سجستان عندما قامت الدولة العباسية بفرض ضرائب مرتفعة على الفلاحين فما كان منهم الا أن تحولوا للحرف فعادت الدولة العباسية وفرضت الضرائب عليهم مجددا فانتهى الأمر بثورة مباركة بقيادة يعقوب بن ليث أدت الى تأسيس دولة الحرفيين






أما في الحالة الاوروبية فلدينا درس الراهب روجر بيكون (1214 – 1294) الذي منع عليه راعي الرهبنة الفرنسيسكانية في أكسفورد الورق والحبر لأجل أن يدوّن أفكاره. في العام 1266 كتب الراهب روجر بيكون كتابه "العمل الكبير" (Opus sMaju) بعد أن لبى بابا روما طلبه وأمر بتوفير الورق والحبر له. في " العمل الكبير " كتب الراهب روجر بيكون ينتقد الباباوية ويكشف المستور. فالباباوية كانت تجمع كل ريوع الأراضي الزراعية في أوروبا الغربية لكن توزيع تلك الريوع لم يكن يتم وفقاً لحاجة الناس وكما تقول شريعة السماء. لقاء أول نقد جريء وجّه للكنيسة الكاثوليكية وللبابا، وهو الحاكم المطلق لجميع ممالك أوروبا الغربية، حوكم الراهب روجر بيكون وصدر الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. أدخل السجن في العام 1266 ولم يخرج منه قبل العام 1293، قبل أن يتوفى ببضعة أشهر فقط. كشف الراهب روجر بيكون عن خرافة الدولة الدينية ومثالها الأمثل في القرون الوسيطة كانت الدولة البابوية. ما يتوجب ذكره في هذا السياق هو أن أفكار بيكون لم تذهب في الفراغ فتشكلت في القرن التالي حركة الرهبان اللولارد (Lollard) في انجلترا وضمت عشرات الألوف من الرهبان الذين سخروا من كل الأفكار التي كانت تبشر بها الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تستغلهم بصورة صارخة ولاإنسانية. مع بداية القرن الخامس عشر أخذت حركة اللولارد تهدد الوجود البابوي في انجلترا فقامت الكنيسة الكاثوليكية في العام 1401 بإحراق مئات الرهبان وهم أحياء، وفي العام 1414 أصدر البابا أمره إلى ملك بريطانيا، هنري الرابع، لأن يسحق بالقوة حركة اللولارد وتم ذلك بمنتهى الوحشية وقتل إذّاك ألوف الرهبان. رغم كل ذلك القمع الدموي فإن تأثير اللولارد لم ينته فظهر المصلح الديني جون ويكلف (John Wycliff) وانتهى الأمر إلى تحرر بريطانيا من كل سلطة للباباوية.






*ملاحظة : موضوع الثورات والاضطهاد الطبقي في الامبراطوريات القديمة هو موضوع احيله للمؤرخين ولمن يحب أن يتعمق في هذا الجانب عليه بكتابي المناضل محمود اسماعيل (المهمشون في التاريخ الاسلامي والمهمشون في التاريخ الاوروبي)






ان مرحلة السلطة الدينية كانت مرحلة مشؤومة للغاية من التاريخ البشري وفي اضطهاد باقي الطبقات داخل المجتمع الى أن اودت في نهاية المطاف الى ثورة باقي الطبقات بقيادة البرجوازية التي لعبت دورا ثوريا ونبيلا في التاريخ في اوروبا ونقلت اوروبا الى أعلى مراحل الرقي والحداثة في عصور التنوير والثورات الصناعية وأسست للسلطة الزمنية المدنية المعينة من قبل البشر وليس من قبل الله,وكذا شهدت الانسانية تاريخا جديدا من العلاقة بين السلطة الزمنية والدينية فحتى في الدول التي لم تفصل فيها السلطة الدينية عن الدولة كبريطانيا على سبيل المثال بقيت كسلطة رمزية






ماذا عن الشرق؟,حتى بعد انهيار دولة العثمانيين بقيت السلطات الدينية موجودة ففي السعودية لا وجود الا للسلطة الدينية وفي مصر الدستور يقول أن الاسلام دين الدولة والتشريعات تكون بما يتوافق مع الشريعة الاسلامية والتأثير الكبير للأزهر الذي لا يخفى على كل مطلع في الشأن المصري وفي الدول التي من المفترض أنها "علمانية" نرى المواطنين فيها لا يفصلون الدين عن الحياة العامة ويتمسكون بعادات وتقاليد بالية بالكاد كانت تصلح لعصور ما قبل التاريخ,وهنا علينا أن نجيب على السؤال "لماذا؟" والاجابة على هذا السؤال بلا شك هي توقف عجلة التاريخ ما بعد الدولة "الدينية" فلم تحدث في الشرق ثورات صناعية وتطور رأسمالي وعصور تنوير كالتي حدث في اوروبا فنجد كل تنويري في بلداننا اما يقتل أو يعزل,وفي مثل هذه الحالة ستبقى كتابات هشام شرابي عن المجتمع والأسرة العربية صالحة لكل زمان ومكان ان بقي الحال كما هو عليه






وهنا علينا أن لا نقع في خطأ التعميم على جميع الشعوب فما أكثر الذين تعلمنوا في فترة "حمى اليسارية" وعن طريق انضمامهم للحركات الثورية والعلمانية,كما ولدينا مثالين ناجحين لعلمنة الشعب في الشرق "تركيا واسيا الوسطى" فتركيا بقيادة الوطني البرجوازي اتاتورك نجحت في أن تصبح دولة حديثة ولم تهادن مع بقايا السلطة الدينية ولم تنتظر منهم نصوصا تبرر أفعالهم وتجيز لهم اجرائاتهم وهنا علينا أن نخوض قليلا في اجرائات أتاتورك وسيرته وسأعتمد على مرجع أنصف هذا الرجل عنوانه (ذئب الأناضول,من الهدم الى البناء ص243-249) :






*حقوق المرأة : أعطى للمرأة حق التصويت والترشح وفرض عليها التعليم الالزامي


(ان عهد الحريم القابعات في خدورهن وقضاء حياتهم بابتلاع "راحة احلقوم" قد ولى وانتهى وان النساء يشكلن نصف المجتمع ومجتمع يبقى نصفه دون عمل وتحمل المسؤوليات هو مجتمع عاجز ومشلول ومحكوم عليه بالتأخر والفناء - أتاتورك)


وهنا علينا أن لا نقع في خطأ التعميم على جميع الشعوب فما أكثر الذين تعلمنوا في فترة "حمى اليسارية" وعن طريق انضمامهم للحركات الثورية والعلمانية,كما ولدينا مثالين ناجحين لعلمنة الشعب في الشرق "تركيا واسيا الوسطى" فتركيا بقيادة الوطني البرجوازي اتاتورك نجحت في أن تصبح دولة حديثة ولم تهادن مع بقايا السلطة الدينية ولم تنتظر منهم نصوصا تبرر أفعالهم وتجيز لهم اجرائاتهم وهنا علينا أن نخوض قليلا في اجرائات أتاتورك وسيرته وسأعتمد على مرجع أنصف هذا الرجل عنوانه (ذب الأناضول,من الهدم الى البناء ص243-249) :






*حقوق المرأة : أعطى للمرأة حق التصويت والترشح وفرض عليها التعليم الالزامي


(ان عهد الحريم القابعات في خدورهن وقضاء حياتهم بابتلاع "راحة احلقوم" قد ولى وانتهى وان النساء يشكلن نصف المجتمع ومجتمع يبقى نصفه دون عمل وتحمل المسؤوليات هو مجتمع عاجز ومشلول ومحكوم عليه بالتأخر والفناء - أتاتورك)






*القوانين والتشريعات التركية : اعلن فصل الدين عن الدولة والف لجنة من رجال القانون كلفها كلفها باعداد تشريعات مدنية وجزائية جديدة مستمدة من أحدث التشاريع الاوروبية على أن يؤخذ منها ما يلائم حياة الشعب التركي وواقعه وفي نهاية المطاف تبنت اللجنة القانون التجاربي الألماني والقانون الجزائي الايطالي والقانون المدني السويسري وهكذا أصبح جميع المواطنين متساوين أمام القانون ومنع تعدد الزوجات واصبحت قضايا الارث والزواج والطلاق وسواها من اختصاص المحاكم المدنية






*تغيير العاصمة : نقل العاصمة الى أنقرة وبنى أنقرة الجديدة وشق الشوارع العريضة وطور الزراعة وأنشأ الحدائق العامة الكبيرة حتى لا تبقى الطبقات الفقيرة معزولة عن مناطق الراحة والاستجمام وأنشأ العديد من المسارح والمستشفيات والملاعب الرياضية فحول المدينة من قرية تافهة الى مدينة عصرية






*أتاتورك والفلاحين: ربط القرى بشبكة واسعة من الطرقات لتسهيل نقل المحاصيل الزراعية الى المدن بأقل كلفة ممكنة وشيد المستشفيات في مراكز الولايات وانشأ السدود أومد الأراضي الزراعية بشبكة واسعة من أقنبة الري كما أنشأ في عام واحد خمسة عشر ألف سبيل وزعها على مختلف القرى وأنشأ التعاونيان الزراعية وادخل الالات الحديثة في الزاعة




*أتاتورك والصناعة : واجه كمال أتاتورك صعوبات جمى في الصناعة يقف على رأسها عدم وجود رأسمال مال وطني يستطيع أن يبنى قطاع صناعي وعدم وجود عمال فنيين فما كان منه الا أن صادر المدارسة الدينية من أيدي أصحابها وحولها الى مدارس حكومية لتهيأت الجيل الشاب العلوم التقنية واستدعى خبراء روس وألمان ليساعدوه في بناء القطاع الصناعي وأخذ يبنى المصانع معتمدا خطة تنمية وفقا لبرامج مرحلية فأنشأ مصانع للسكر والشمندري والحديد والفولاذ الصلب والاسمنت وسواها كما أنشأ عدة مصارف وطنية لتمويل هذه المشاريع والاشارف عليها ورفض القروض الأجنبية ونجح في الحقل الصناعي كما نجح في الحقل الزراعي


-نستنتج عدة أمور من الفقرات السابقة من اجرائات أتاتورك :






1.لم يسلم للسلطة الدينية وفلول الدولة العثمانية وفرض التوجه الديني التقدمي الذي يريده وجعل الدولة البرجوازية هي التي تقود الدين وتقرر شكله






2.الربط بين الريف والمدينة في نقل العاصمة حيث سهل للقرويين القدوم للمدينة وحفزهم على الالتحاق بالجو المدني في مشهد مشابه للمدن البرجوازية التي كان الأقنان في القرنين السادس عشر والسابع عشر يهربون من الإقطاعيات ليعيشوا أحراراً في منطقة لا تعود إلى الإقطاعيات المحيطة [Free Zone] حيث بدأ يتشكل ما يسمى البورغ [Burg, Bourgh, Borough] وسكانه يدعون البورجوازيون [Bourgeoisie] ويعملون في الصناعات اليدوية






3.يجب أن ننتبه أن المقصود برفض القروض هو من الدول الامبريالية فبمقدار ما كان أتاتورك معجبا بالتحضر البرجوازي لم يكن يأمن شر الامبريالية وأطماعها وحاول الابتداع عن التبعية لهم قدر المستطاع ففي بداية عهده حاول التقرب من لينين وبعث اليه رسالة جاء فيها : ( اننا في الدرجه الاولى سنولي كل اهتمامنا في محاربه الامبرياليه و سوف ننسق كل خطواتنا مع الحزب البلشفي لتحرير جميع الشعوب المضطهَده.) بعدها عام1921 تم توقيع معاهده صداقه و ترسيم الحدود تنازلت روسيا بموجبها عن اراض تركيه كانت القيصريه قد احتلتها و كذلك قدمت معونه نقديه 10ملايين روبل ذهب وكميه ضخمه من الاسلحه و السفن الحربيه.في العام 1922 التالي غير اتاتورك تسميه حزبه من الوطني الى الشيوعي و طلب الانضمام الى الامميه(الكمنتيرن) رفض طلبه مؤقتا لعدم توفر اي من شروط القبول ما عدى التسميه. و بنزق البرجوازي الوضيع المدعوم من البرجوازيه المحليه،قطع علاقاته مع السوفييت و اضطهد الحزب الشيوعي التركي






- المثال الثاني لشعوب شرقية "تلعمنة" هو اسيا الوسطى تحت الحكم السوفيتي وهنا سأعتمد على بحث الأستاذ بازاروف الذي ترجمه الرفيق عبد المطلب العلمي تحت عنوان (السياسه الدينيه السوفياتيه في اسيا الوسطى) وسأقتبس من البحث أبرز المحطات التاريخية :






1)اعتمد مجلس مفوضي الشعب في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية في20 كانون الثاني 1918 مرسوما بشأن "حرية الضمير، و الجمعيات الكنسية و الدينية"، الذي اشتهر بتسميه "الفصل بين الكنيسة والدولة و الفصل بين المدرسة و الكنيسة" . و صدر قرار مماثل من قبل مجلس مفوضي الشعب لجمهوريه تركستان السوفياتيه الذاتيه الحكم بتاريخ 20 تشرين الثاني عام 1918 .


المرسوم المعتمد من قبل مجلس مفوضي الشعب لروسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية ، أصبح أساس السياسة العامة للدولة السوفيتية تجاه الدين والمنظمات الدينية. الغت هذه الوثيقة اي تمييز بين المواطنين بسبب موقفهم من الدين. أعلنت علمانية الدولة والمدرسة.






2)في أوائل عام 1920، أرسلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) تعميما حول العلاقة مع شعوب الشرق، حيث حددت المهمة " مضاعفة الجهود من اجل اختراق الإيديولوجية الشيوعية لوعي السكان المسلمين ". ومع ذلك، فإنه شدد على ضرورة ألاخذ بعين الاعتبار التخلف السياسي والثقافي للشعب. وتم توجيه الشيوعيين على التركيز على نقطتين لعبتا في حياة المسلمين دورا كبيرا ، الدين والوطنية. وحذر التعميم، من محاربه الهراء الديني بشكل مباشر ، بل تقويضه من خلال فتح المدارس والنوادي وقاعات المطالعة و تعميم التنوير.






3)بحلول منتصف عام 1919 تراكمت لدى الحكومة السوفييتية ما يكفي من الخبرة لتنفيذ سياسات أكثر تطورا. تم الترحيب بدخول المؤمنين في المنظمات البلشفية المحلية. و ظهر من سموا لاحقا أيضا ب "الملالي الحمر" و "كازي[قاضي] الشعب".






4)المدارس الدينية تمتعت بشعبية كبيرة بين السكان، رغم وجودها جنبا إلى جنب مع المدارس الجديدة العلمانية. فقد تمتعت بوضع مالي أفضل من المدارس العلمانية. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن المدارس الدينية الاسلاميه كان يتم تمويلها من عائدات الأوقاف. وبالإضافة إلى التأثير الكبير للملالي على السكان ،كل هذا ادى الى تعزيز مكانه المدارس الدينية. على سبيل المثال، في عاصمه جمهوريه خوارزم الشعبية السوفياتية كان عدد من العاملين في المنظمات الدينية والذين يدرسون في المدارس الدينية والمدارس التقليدية 2550شخصا عاشوا جميعا في حساب ارباح الأوقاف.


في منتصف العشرينيات تغيرت السياسه السوفيتيه بشكل حاد بالنسبه للمدارس الدينية. تم نقل ملكيه مباني المدارس الدينية الى السلطات السوفياتية، و تم فتح المدارس العلمانية على حساب إيرادات الوقف. و تم استبعاد مناهج التعليم الديني في معظم المدارس العلمانية ومنع الملالي من العمل في المدارس العلمانية، و حتى من العمل في نظام التعليم بشكل عام. ادى هذا الوضع الى زرع عدم الثقة بالمدرسة العلمانية،و بالنظام السوفياتي بصفة عامة. في بعض الحالات، تجلى هذا في دعوه السكان لعدم إرسال أبنائهم إلى المدارس العلمانية، زاعمين أن التعليم في المدارس العلمانية يقوض الأسس الأخلاقية للمجتمع.






5)عام1924 تم تقليص نشاط المحاكم الشرعيه في تركستان ،فقد أزيلت ولايتها القضائية عن جميع القضايا الجنائية، و لم تعد تحكم الا في القضايا الدينيه وسرعان ما اندثرت . اما في بخارى فاستمرت المحاكم الشرعيه في العمل ، مع وجود و نشاط المحاكم السوفياتيه، نظرت المحاكم الشرعيه القضايا المدنية فقط. و كان يتم انتخاب قضاتها لمدة سنة واحدة. الشريعة حسب فهم البخاريين ليست مخالفة للوعي الثوري للشعب البخارى و القوانين المعمول بها و الصادرة عن حكومة بخارى .في بخارى في عام 1923، كان هناك 65 محكمه شرعيه تمول من الموازنة العامة للدولة ، و كثير من القضاه الشرعيين كانوا حتى أعضائا في الحزب الشيوعي.تدريجيا تم تقليص مهام المحاكم الشرعيه عن طريق اصدار المراسيم و القوانين الضروريه ، في نهايه عام 1927 لم يبقى في كل اوزبيكستان سوى 7 محاكم شرعيه.






6)الاصلاح الزراعي واصلاح نظام توزيع المياه بدايه العشرينيات. كان في جوهره نظام تدابير ثورية ديمقراطية للقضاء على الإقطاعية في مجال استخدام الأراضي و تنظيم الري، فالاقطاع حافظ إلى حد كبير في القرى على علاقات الإنتاج ما قبل الرأسمالية. في نوفمبر 1925 قرر مكتب آسيا الوسطى للجنة المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) بدء المرحلة الثانية من الإصلاح: مصادرة الأراضي الزراعية والمعدات و المواشي من الإقطاعيين ، وتوزيعها على الفلاحين حسب معايير القدره على استصلاحها. لكن، الفلاحين المؤمنين رفضوا بشدة احتياز هذه الممتلكات، والتي، في رأيهم، لا حق لهم بها، فالشريعة حرمت الاستيلاء على املاك الاخرين . في هذه المرحلة، دورا حاسما في تعميق الإصلاح لعب رجال الدين المسلمين، الذين ساعدوا الفلاحين على التخلص من الفهم الخاطئ، وشرح معنى ممتلكات ألاخرين.


رئيس الإدارة الروحية لطشقند الملا عبد الحافظ مخدوم وأعضاء فريق الإدارة في بداية 1926 اصدروا نداء إلى جميع المسلمين. جاء في النداء أن صحابه النبي وزعوا الحدائق المفضلة لديهم وممتلكاتهم المفضلة على الفقراء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن