الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصف شعب

امجد المصرى

2017 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


نصف شعب ....!!

بقلم /أمجد المصرى

قديما قال الحكماء ” إن لم يشترك الشباب في صنع حياتهم فهنالك آخرون سوف يجبرونهم علي الحياه التي يصنعونها..!!!
يظل الشباب هم قوة الأمة وعماد نهضتها ومبعث عزتها وكرامتها وهم رأس مالها الثمين وامان مستقبلها..عزهم عزنا، وضعفهم ضعفنا، وخسارتهم خسارتنا فهل نحن على الدرب السليم تجاههم ام ضللنا الطريق ..!!
فى تقرير هام وكاشف لجهاز التعبئه العامه والاحصاء حول تعداد مصر عام 2015 بلغت نسبة الشباب وابناء جيل الوسط من الفئه العمريه الواقعه بين 18 و45 عاما حوالى 60% من اجمالى تعداد الشعب المصرى اى بما يعادل حوالى 55 مليون نسمه منهم على الاقل 28 مليون نسمه فى سن الشباب اقل من 35 عاما … يذكر التقرير ايضا ان نسبة الشباب المشارك فى الحياه العامه فى مصر سواء سياسيا او خدميا اوحتى رياضيا لا تتجاوز وفقا لاكثر التقديرات تفائلا حوالى 3% من هذا الكم الهادر من ابناء الوطن ..علامات استفهام كثيره يحتويها هذا التقرير الصادم والذى وضع مصر فى مقدمة دول العالم من حيث نسبة الشباب الى اجمالى تعداد السكان فبالمقارنه بكثير من دول العالم الأول سنجد ان النسبه هناك لا تقارن بما نمتلك لدرجة ان بعض الدول الاوروبيه قد تصل قريبا الى مرحلة استيراد شباب من الخارج ومنحهم الجنسيه لضمان بقاء هذه الدول .. ثروه بشريه هائله تمتلكها مصر رغم عدم تفعيلها جيدا والاستفاده بقدراتها حتى الان فبالنظر الى نسبة مشاركة الشباب فى الحياه العامه سنلاحظ ان الاغلبيه العظمى من شباب الوطن قد قررت الانغلاق على ذاتها والانزواء بعيدا عن اى مشاركه ايجابيه فى المجتمع خاصة فى المجال السياسى الذى هجره الشباب تماما فنادرا ما ستجد شابا يتقدم من تلقاء نفسه للالتحاق بأحد الاحزاب السياسيه الشرعيه فى البلاد وحتى ان قررت المحاوله مع احدهم لتشجيعه على المشاركه فسوف تفاجأ بأجابات قد تذهلك احيانا وقد تصيبك بالاحباط احيانا اخرى فالكل رافض او غير مكترث واحيانا كثيره ناقم على شكل الحياه العامه وطريقة معاملة الشباب فى الكيانات الخدميه والسياسيه وتهميشهم ومحاربة وصولهم الى المراكز القياديه .. ويبقى التساؤل : لماذا تراجع اهتمام الشباب عن الانخراط فى الحياه العامه بالمقارنه بما كان رائجا فى عام 2011وحتى 2013 .. هل كانت طفره مفاجئه ام كان لقوة الزخم والتواجد الشبابى اسبابه المنطقيه ولماذا اختفى كل هذا اليوم .. تساؤلات هامه تحتاج الى كثير من التانى والواقعيه والموضوعيه للوصول الى اجابات قد تساعد فى فهم ماحدث وما سيحدث فى المستقبل .. فهل سنترك هذه الثروه العظيمه التى تحسدنا عليها اغلب الأمم دون تنميتها وتحقيق اقصى استفاده منها ام سننتبه قبل فوات الاوان لندرك ان قضية احتواء الشباب ودمجهم فى الحياه العامه وخدمة انفسهم اولا ومن ثم خدمة الوطن وازدهاره هى قضية أمن قومى ربما تصنف بانها الاكثر اهميه لمصر فى السنوات القادمه .
يبدو انه قد ان الاوان ليجلس المتخصصين فى كل مجالات البحث ليتدارسوا ويبحثوا عن الاسباب الحقيقيه لعزوف الشباب وانعزالهم وتراجع ظهورهم على الساحه فهل هم حقا غاضبون ام انهم قد قرروا عمدا او جهلا ان الساحه غير مناسبه لفكرهم ولغتهم الخاصه التى تعلموها من خلال وسائل الاتصال وسماوات العالم المفتوحه فى سنوات الثوره .. هل افتقد المجتمع حكوميا وشعبيا وسياسيا الى الاليات التى تجذب هؤلاء الى الانصهار الحقيقى فى بوتقة الوطن ام ان سيطرة الكبار وجيل الشيوخ على مقدرات الامور وتمسكهم الدائم بالبقاء فى مقدمة الصفوف وصدارة المشهد ادت الى خلق حاله من اليأس لدى ابناء جيلا الشباب والوسط فتولد لديهم قناعه بان الامور ستبقى دائما هكذا وبالتالى فلا جدوى من التعب والجهد ففى النهايه ستذهب كل الثمار الى نجوم الصف الاول من كبار السن وسيبقى الصغار دائما فى الخلفيه .. ربما هم مخطئون ولكن الواقعيه تحتم علينا ان نفهم كيف يفكرون وما الذى اوصلهم الى هذه الحاله السلبيه التى قد تدمرهم وتجعلهم عرضه للسقوط فى براثن اليأس حينا والتطرف الفكرى والدينى حينا اخر ..
فى النهايه يبقى الشباب نصف المجتمع ووقود القاطره وثروه عظيمه ان احسنا استغلالها وتاهيلها فسوف نجنى جميعا اعظم الثمار فلتكن هذه هى حربنا القادمه حكوميا وشعبيا وليجتهد اصحاب الفكر والمنابر ليتعلموا سريعا لغة الشباب ليستطيعوا فهم ما يجول بعقولهم دونما تكبر او تعامل فوقى فهؤلاء الذين اكتسبوا خلال السنوات السته الماضيه خبرات عاليه ومغايره لما تربى عليه الشيوخ لابد ان يتم التعامل معهم وفقا لمعطياتهم ومدخلاتهم الفكريه والا فلن يلتقى الطرفان ابدا وسيظل الوطن دائما مفتقدا لجهود وعطاء نصف الشعب ..حفظ الله شباب الوطن . حفظ الله مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست