الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقتلون باسم الله.. والله لا يعرفكم...جريمة جديدة في لندن...

غسان صابور

2017 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تقتلون باسم الله... والله لا يعرفكم...
جريمة جديدة في لـــنـــدن!...

مدينة لندن.. مدينة لندن العاصمة البريطانية التي تحتوي أكثر من أية مدينة أو عاصمة أوروبية, على أكبر عدد من المسلمين.. حتى عمدته من أصل باكستاني مسلم.. تصوروا لو أن عــمــدة مكة أو جدة دانماركي أو فرنسي أو سويدي مسيحي... عمليتان إرهابيتان الشهر الماضي وهذا الشهر الذي بدأ فيه شهر رمضان.. المفروض أنه شهر أخوة وتسامح وسلام... إرهابيون مسلمون (داعشيون) يشهرون سكاكينهم بصراخ الله اكبر.. نذبحكم بسبيل الله.. سبعة قتلى طعنا وذبحا.. وثمانية وعشرين جريح... أي إلــه هذا... وأي إســلام... وأي دين يقبل هذا يا بــشــر...هل من التعصب وهل ما تزال عنصرية.. إن تساءلنا وتساءل العالم أي دين هذا؟؟؟... أي محلل.. وأي مفكر.. وأية أنتليجنسيا فكرية أو فلسفية تستطيع الإجابة اليوم أو الدفاع أو تغطية معقولة عن كل هذا؟؟؟... هذه مشكلة ــ عقدة لا حــل لها إلا من داخل الإسلام نفسه... ولا أي شـيء آخـر.....
من جديد سوف يتكاثر ويتكاثر ويتهافت الخبراء الاختصاصيون بمادة الإرهاب الجهادي الإسلامي(وما أكثرهم).. ليبيعوننا خبرتهم بأغلى الأثمان.. لأنهم تعلموا بضعة كلمات باللغة العربية.. أو لأنهم ألفوا أو كتبوا أطروحة جامعية عن الموضوع.. تحتوي على بضعة آيات قرآنية مترجمة.. تحلل وتحرم وتفتي.. فصاروا خبراء على جميع القنوات التلفزيونية الأوروبية والعالمية... ولكنهم لم يجلبوا ولن يجلبوا أي حل لهذه العقدة السرطانية التي تشكلت و ترعرعت بخلايا نائمة من عشرات السنين.. وتفرعت وتخصصت وأرهبت أمريكا وأوروبا وعديد من البلدان الأسيوية.. دون أن ننسى كل الأذى والخراب والهجرات التي سببتها بعديد من البلدان العربية مثل ليبيا ولبنان وسوريا والعراق... دون أن ننسى أن عديدا من البلدان الأوروبية حضنت وما تزال تحضن بعمى وغباء آلافا وآلافا من هذه الخلايا الناشطة المنظمة بمدنها وأحيائها.. من سنوات عديدة.. خلايا منظمة ناشطة بحريات تامة.. محمية من ديمقراطيات منخورة عــرجــاء... دون أن ننسى أن نفس هذه الدول الغربية "الديمقراطية" تعاونت وما زالت تتعاون مع الممالك والأمارات العربانية والإسلامية.. وما زالت تتاجر وتفتح صدورها (وأشياء أخرى) لهذه الممالك والأمارات التي ما زالت وما تزال تمول وترعى وتنتج هذا الإرهاب... معادية ببراغماتية جاهلة عمياء من تبقى من دول الشرق الأوسط التي تحارب هذا الإرهاب وتعاني منه من سنوات حربا مخربة مريرة طويلة.. حتى هذه الساعة... متمسكة بازدواج إعلامي سياسي بأنها "تــحــارب الإرهــاب" وتنشر السلام بالمنطقة... بينما على أرض الواقع.. وخاصة على الأرض السورية.. العكس هو الصحيح.. يعني أنها تؤيد وتساعد الإرهاب.. وتسعى جاهدة بسياساتها العرجاء تجزيء البد.. وتفجيره كدولة ذات سيادة...
الإرهاب الإسلامي يعيش اليوم ويترعرع ويتحرك ويخرب ويؤذي بقلب أوروبا.. بأشكال متعددة مختلفة... ولا توجد حتى هذه الساعة ــ مع مزيد من الحسرة والأسى والأسف ــ أية دراسة أو خطة سياسية حكيمة صحيحة لدرء هذا الخطر السرطاني.. رغم جميع التصريحات والدعايات والإعلانات والتصاريح الرسمية التي توزعت من عشرين سنة.. وما زالت على نفس المنوال متابعة نفس المخططات والسياسات العرجاء.. للمحافظة على بعض العلاقات التجارية والرأسمالية مع الممالك والإمارات العربانية الإسلامية.. وما تسميه السلام الاجتماعي مع جالياتها الإسلامية المستقرة بأحضانها وأحيائها الزنانيرية المحيطة بالمدن الرئيسية.. والتي أصبحت على مــر السنين.. مناطق مغلقة لا يطالها القانون.. وخاصة طاقة انتخابية... تلعب دورها ــ حسب الحاجات ــ بالفترات الانتخابية الرئيسية...
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ تـصــريــحــات وتـغـيـيـر بــرامــج
أعلنت السيدة ماتيلدا مـــاي رئيسة الوزراء البريطانية الحالية, بعد هذه العملية الإجرامية الإرهابية الجديدة, مساء أول البارحة في لندن والتي ذهب ضحيتها سبعة قتلى وعشرات من الجرحى, عن ضرورة تغيير جميع المخططات البريطانية بمراقبة الإرهاب ومحاربته داخل الأراضي البريطانية.. واتخاذ قرارات حاسمة فورية مع الخلايا الإرهابية الإسلامية النائمة والفعالة المتحركة الموجودة في بريطانيا منذ سنوات...
والجدير بالذكر أن الأجهزة الأمنية البريطانية والتي كانت متخصصة بعنف رهيب ألف مرة أقوى خلال عشرات السنين مع الإرهاب الإيرلندي الإنفصالي المطالب بانفصال واستقلال أيرلندا عن التاج الإمبراطوري البريطاني.. والعمليات الإرهابية التي قامت بها خلاياه داخل انكلترا وضد سفاراتها وشخصياتها ومصالحها في الخارج... والحرب المفتوحة الصارمة التي قامت بها الأجهزة الأمنية والمخابراتية الداخلية والخارجية البريطانية.. ضد جميع المنظمات الإرهابية الإيرلندية بالداخل والخارج.. وتبادل مئات عمليات الاغتيالات المفتوحة بينهما.. حتى الهدنة المشتركة.. واستقلال أيرلندا... من المستغرب فشل المؤسسات الأمنية البريطانية المتعددة باستئصال المنظمات والتشكيلات الإرهابية الإسلامية العاملة على أراضيها.. حتى هذه الساعة.. رغم حداثاتها وشهرتها وقوتها وبراعتها ومعرفتها التاريخية بمحاربة الإرهاب بمختلف أشكاله... هل هي السياسة البريطانية (الديمقراطية) أم علاقاتها الخاصة مع المملكة الوهابية والمصالح التجارية والبترولية بينهما؟؟؟... وفتح المملكة البريطانية من عشرات السنين للجاليات الإسلامية والعربية.. حتى أصبحت أكثر الدول الأوروبية ومن عشرات السنين انفتاحا وتسهيلا لاستقرار الجاليات الإسلامية بأحضانها... تاركة لها الحفاظ على قوانينها ومعتقداتها وطقوسها وعاداتها وأعرافها.. بلا قيد أو شــرط... حتى أصبحت ساحات لندن وحدائقها العامة سـاحة للدعايات الإسلامية والوهابية.. وحتى للمنظمات الإرهابية علنا.. دون أي إحراج أو منع.. أو مطالبة هذه المنظمات الالتزام بأبسط القوانين البريطانية السارية المفعول.. واصبحت هذه الجاليات الإسلامية تشكل باندوستانات داخلية مستقلة كليا بجوامعها وطقوسها ومظاهرها وتظاهراتها.. دون أي تدخل من السلطات المحلية.
إذن لماذا يستغرب البريطانيون هذه الانفجارات التي تتحدى قوانينهم وأمنهم... ما عليهم سـوى مطالبة حكوماتهم.. لماذا تركوا مدنهم وشوارعهم وأنظمتهم مباحة مهملة مفتوحة الأبواب والنوافذ والطاقات والمزاريب.. منذ حوالي قرن كامل.. لجميع الجاليات التي لم ولن تندمج على الإطلاق مع علمانيتها وقوانينها وديمقراطيتها المعروفة التقليدية...
والسيدة ماتيلدا مــــاي وحكومتها الحالية.. والحكومات البريطانية القادمة.. والحكومات الأوروبية الحالية كلها.. وحكوماتها القادمة ايضا.. ما هي الحلول التي تستطيعها أو لا تستطيعها تجاه الملايين والملايين التي تجتاح أوروبا الديمقرطية التاريخية.. ملايين وملايين البشر الذين يتكاثرون ويتكاثرون.. والذين ما زالوا يتوافدون ويتكاثرون على أراضيها.. ولا يمكن أن يقبلوا قوانينها وعاداتها وأعرافها وديمقرطيتها وعلمانيتها.. ومهما تغيروا واستقروا.. لا يقبلون ولن يقبلوا سوى الشريعة الإسلامية.. قبل كل قوانين العالم؟؟؟... ماذا تستطيع هذه الدول.. وهي لا تملك أي ســلاح تجاه قوة اقتحام هذه الشريعة.. وخاصة أن الديمقراطية والعلمانية تزداد تخرشا ونخرا ومطاطية وانفتاحا.. وتفسيرات لمراضاة جحافل هذه الجاليات.. حتى لم يبق من درعها الواقي لحماية إنسانيتها وقوانينها التاريخية الطبيعية.. سوى قشور تحترق كل يوم ألف مرة.............
ــ خـــبـــراء!!!...
استمعت هذا الصباح على راديو RMC Info ببرنامجها الصباحي المعروف Les Grandes Gueules والذي يضم كل يوم "خبراء" صحفيين مخضرمين وآخرين من المجتمع المدني.. وكان الموضوع عن جريمة لندن مساء السبت الماضي الداعشية... وعن الإسلام في العالم والبلدان الأوروبية... خبراء؟... لم أسمع بحياتي كلها تحليلات وآراء خنفشارية فارغة مليئة بالأخطاء التاريخية والسياسية.. وما يجري على أرض الواقع أكثر من هذا.. بالإضافة إلى الرد على آراء مستمعين "مغربلين" ... برنامج منسوخ عن التقارير والتحليلات الرسمية الغربية الخاطئة من عشرات السنين.. رغم فشلها الواضح الظاهر.. والنتائج على ما يجري من فظائع واغتيالات بكافة المدن الأوروبية اليوم... آراء فاشلة يقبض أصحابها على الأقل ألف ألأى خمسة آلاف أورو كل مرة... دون أية معرفة منطقية حقيقية بهذه المشكلة المنبثقة من تفسيرات دينية (خاصة) لا يعرفها أي واحد منهم...
الــغــبــاء السياسي الغربي.. دائم مستمر... ومشكلة الإرهاب الإسلامي(الداعشي) مستمرة... وغالب ضحاياها ــ بنهاية المطاف ــ بالعالم مـسـلـمـون!!!...
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة... هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان بالعالم.. وخاصة للنادر القليل من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ للدفاع عن الكلمة الصحيحة الحرة والحقيقة الحقيقية والدفاع عن الديمقراطية والعلمانية الكاملة ومساواة المرأة بالرجل دون أي استثناء والتآخي بين البشر والسلام بالعالم, ورفض الإرهاب التعصبي الطائفي الديني بجميع أشكاله.. وخطره على الإنسانية... لــهــن ولــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي... وأصدق وأطيب تحية الـــرفـــاق المهذبة...
وحتى نــلــتــقــي.....
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة